قضايا الهيدروجين الأخضر وتعزيز شبكات الكهرباء تتصدر فعاليات "ميفيد 24" (صور)
داليا الهمشري
تصدرت قضايا الهيدروجين الأخضر وتعزيز شبكات الكهرباء المحلية فعاليات مؤتمر حوار الطاقة المستقبلية الثاني بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا ميفيد 24 (MEFED 24) الذي عُقد بمدينة سالونيك اليونانية اليوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول 2024.
وسلّط إعلان سالونيك -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه- الضوء على الحاجة إلى تعزيز التعاون بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية المتكاملة للطاقة وتسهيل التجارة لتسريع خطة تحول الطاقة في المنطقتين، لافتًا إلى أن ذلك يتطلب تنسيق الأطر التنظيمية، وسدّ فجوات التمويل لضمان التنفيذ الناجح للمشروعات.
وشارك في النسخة الثانية من مؤتمر MEFED24 نحو 300 ممثل رفيع المستوى من أكثر من 15 دولة، بما في ذلك الوزراء وصنّاع القرار الرؤساء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والحكومات الأوروبية، وقطاع الطاقة، والمؤسسات المالية، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وركّزت المناقشات على كيفية تمكُّن أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من معالجة تحديات التحول في مجال الطاقة بشكل مشترك، والعمل نحو شبكات وممرات طاقة أكثر ترابطًا ومرونة.
نقل الطاقة الخضراء
عبّر المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) -بصفته عضوًا فخريًا في المجموعة الاستشارية لـ MEFED24- عن تأييده لإعلان سالونيك بشأن الهيدروجين الأخضر والقضايا الأخرى.
وأوضح مدير المركز الدكتور جواد الخراز أن إعلان سالونيك يسلّط الضوء على الحاجة إلى زيادة التعاون بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا من أجل توفير إمدادات طاقة آمنة ومستدامة وبأسعار معقولة.
ولفت الخراز -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إلى أن الإعلان قد أبرز الإمكانات الوفيرة لإنتاج الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والفرص الناتجة عن ذلك من التطبيقات المحلية الواسعة النطاق والتجارة الجديدة للكهرباء الخضراء والهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أن التكامل في دمج الطاقات المتجددة بشبكات الكهرباء وتطوير البنية التحتية لنقل الطاقة، بما في ذلك خطوط النقل عبر الحدود وظهور ممرات الهيدروجين، بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُعدّ شرطًا أساسيًا لتبادل المنفعة وإتاحة إمدادات الطاقة المستدامة، وبأسعار معقولة وآمنة للمنطقتين.
كما طالب إعلان سالونيك بضرورة البناء على المبادرات الأوروبية والمتوسطية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والجهود المشتركة لتسريع تطوير البنية التحتية لنقل الطاقة الخضراء، وتعزيز تجارة الطاقة عبر الحدود، مع تسليط الضوء على دور شبكات الطاقة التابعة للاتحاد الأوروبي في دعم استثمارات البنية التحتية للطاقة عبر الحدود داخل القارة الأوروبية ومع الدول المجاورة.
ونوه بدور بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اتخاذ التدابير اللازمة وتطوير الخطط الجيدة، في إطار إسهاماتها المحددة وطنيًا، لرفع إسهام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتعزيز شبكات الكهرباء المحلية.
إعلان سالونيك
في ختام المؤتمر، أعلنت الأطراف المؤيدة لإعلان سالونيك توصيات، أبرزها دعوة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد الأوروبي، المشاركة في ميفيد 24، إلى ضرورة تسريع التطوير المشترك للبنية التحتية للطاقة اللازمة للكهرباء الخضراء والهيدروجين، التي ستمكّن من زيادة تجارة الطاقة بين المنطقتين.
كما دعا الإعلان إلى ضرورة دعم التعبئة القوية والمنسقة للتمويل لضمان تنفيذ مشروعات البنية التحتية للطاقة الإقليمية وعبر الحدود المطلوبة.
واقترح مواصلة تطوير الآليات المالية لسدّ فجوات التمويل في إطار جهد مشترك بين القطاعين العام والخاص ومشغّلي البنية التحتية والبنوك العامة والتجارية لدعم وتعزيز طموح زيادة الربط في مجال الطاقة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع الاعتراف بأهمية الأطر المناسبة لتجارة الكهرباء والهيدروجين.
وتتألف المجموعة الاستشارية لمؤتمر ميفيد 24 من مجموعة متنوعة من الخبراء وأصحاب المصلحة من القطاعين الخاص والعام والمنظمات الأوروبية والدولية والإقليمية.
وتلتزم هذه المجموعة بتعزيز التآزر وتبادل المعرفة وتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد انتهاء فعاليات المؤتمر.
تعزيز البنية التحتية
قال الدكتور جواد الخراز -في تصريحاته إلى منصة الطاقة-، إن الأطراف المؤيدة لإعلان سالونيك ستعمل بشكل مشترك على إنشاء منتدى محايد لتبادل المعلومات حول الطلب على البنية التحتية للطاقة عبر الحدود بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتطويرها وتسريعها، والاستفادة من صيغ الحوار الحالية.
وأضاف الخراز أن المنتدى سيعمل -كذلك- على تشجيع استمرار تبادل المعرفة والمناقشة المنتظمة بين المنظمات العاملة في مجال البنية التحتية للطاقة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إطار مجموعة استشارية تابعة لميفيد 24، لضمان تبادل المعرفة بشأن المبادرات الجديدة والجارية التي تستهدف تعزيز تطوير البنية التحتية بين الدول المشاركة.
وتابع أن تبادل المعرفة بين الدول سيشتمل على مشاركة التخطيط الإقليمي المتكامل للبنية التحتية وتطوير السيناريوهات، والآليات المالية لتعزيز مجموعات العمل الخاصة بمشروعات البنية التحتية للطاقة وأوجه التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان التنفيذ في الوقت المناسب للمشروعات.
موضوعات متعلقة..
- أحد أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم يشهد تطورًا مهمًا
- مطالب بإنشاء خط أنابيب لتصدير الهيدروجين الأخضر من مصر إلى أوروبا
- إنتاج الهيدروجين الأخضر.. كيف يوازن بين العرض والطلب على الكهرباء؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- العراق يرد على الاتهامات الأميركية لقطاع النفط: مزاعم وافتراءات
- واردات أميركا النفطية من 5 دول عربية تسجل 10.5 مليار دولار
- أكبر الدول المستوردة للغاز في 2024.. صدارة كويتية ومفاجأة مغربية (تقرير)
- حقل الحوطة السعودي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 35 عامًا