خريطة مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في العالم.. 15 دولة مهيمنة
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- 40 دولة فقط في العالم ما زالت تمتلك قدرات توليد عاملة بالفحم
- الصين والهند تستحوذان على 86% من مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير عالميًا
- إندونيسيا الثالثة عالميًا من حيث قدرة التوليد بالفحم قيد التطوير
- زيمبابوي الخامسة عالميًا في تطوير محطات الفحم وتركيا العاشرة
تشهد مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير، التي تشمل مرحلتي تحت الإنشاء وما قبل البناء، انخفاضًا كبيرًا، مدفوعًا بتسارع الجهود العالمية في مجالات تحول الطاقة وخفض الانبعاثات.
فعلى مدار السنوات الـ10 الماضية، تضاءل عدد البلدان التي لديها محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في مراحل مختلفة من التطوير بشكل كبير، من 75 دولة في 2014 إلى 40 فقط في 2024.
وعلاوة على ذلك، تتركز 98% من قدرة مشروعات التوليد الفحم الجديدة قيد التطوير الآن في 15 دولة فقط، بقيادة الصين والهند، في حين تتوزع الـ2% الأخرى على 25 دولة، لدى كل منها أقل من 1.5 غيغاواط، حسب تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتستحوذ الصين والهند، مجتمعتين، على نسبة تبلغ 86% من مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في العالم.
المحطات المُشغلة تتجاوز المُلغاة
تشكّل مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير مصدر قلق كبيرًا على أهداف خفض الانبعاثات العالمية، على الرغم من تركزها في عدد أقل من البلدان، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن الطلب العالمي على الفحم قد يكون اقترب من ذروته.
وفي السنوات الأخيرة، ظلّ عدد محطات الكهرباء المقترحة الجديدة العاملة بالفحم، أو العائدة إلى التشغيل، أكبر من عدد المحطات الملغاة.
وفي النصف الأول من 2024، كانت هناك 60 غيغاواط من قدرة الفحم الجديدة، المقترحة أو العائدة إلى العمل، ما يفوق بصفة ملحوظة 33.7 غيغاواط من المشروعات الملغاة أو المؤجلة خلال المدة نفسها، بحسب تقرير صادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
ويُعزى الانتعاش في مشروعات التوليد بالفحم المقترحة -إلى حد كبير- للتوسع الذي بدأ في الصين في 2022، يليه نمو الهند في 2024.
وتتركز أغلبية كبيرة (97%) من محطات الفحم المقترحة الجديدة والمحدثة خلال النصف الأول من 2024 في الصين والهند، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
علاوة على ذلك، تقود الشركات الصينية غالبية السعة المقترحة -حديثًا- لمحطات الفحم خارج هذين البلدين والبالغة 1.8 غيغاواط، مع تطويرها 40% أو أكثر من هذه السعة.
أكبر 10 دول من حيث مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في العالم كالآتي:
- الصين: 420.7 غيغاواط.
- الهند: 97.3 غيغاواط.
- إندونيسيا: 15.06 غيغاواط.
- بنغلاديش: 9.49 غيغاواط.
- زيمبابوي: 7.36 غيغاواط.
- فيتنام: 6.69 غيغاواط.
- لاوس: 5.41 غيغاواط.
- روسيا: 5.08 غيغاواط.
- قازاخستان: 4.82 غيغاواط.
- تركيا: 4.75 غيغاواط.
مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير عالميًا
تتصدّر الصين قائمة الدول التي لديها مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير على مستوى العالم؛ إذ تمتلك سعة تُقدّر بـ420.69 غيغاواط، ويشمل ذلك المشروعات تحت الإنشاء وما قبل البناء.
وفي المركز الثاني من حيث أكبر القدرات العالمية في مشروعات توليد الكهرباء بالفحم قيد التطوير، تأتي الهند بسعة تُقدّر بـ97.32 غيغاواط.
وحتى الآن، حدّدت 75 دولة أهدافًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 أو قبل ذلك، كما أن أكثر من 100 دولة، إما تخلصت تدريجيًا من الفحم وإما حدّدت موعدًا للقيام بذلك بحلول 2040، وقد صاحب هذا الزخم المتزايد انخفاض كبير في مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في جميع أنحاء العالم.
فقد تقلّصت قدرة التوليد بالفحم قيد التطوير على مستوى العالم بنسبة 62% على مدار السنوات الـ10 الماضية، من 1576 غيغاواط في 2014 إلى 604 غيغاواط حاليًا، وتستحوذ الصين والهند على غالبية هذه القدرة المتبقية بنسبة 70% و16% على التوالي.
ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 15 دولة في تطوير محطات التوليد بالفحم عالميًا:
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، لم تضع بعض البلدان أهدافًا لتحول الطاقة بما يتوافق مع اتفاقية باريس بعد، فهناك 15 دولة ما تزال تقترح مشروعات جديدة للتوليد بالفحم، ولم تضع أي منها هدفًا محددًا للتخلص التدريجي من ذلك الوقود الملوِّث.
بدورها، وقّعت إندونيسيا وفيتنام وجنوب أفريقيا اتفاقيات "شراكة انتقال الطاقة العادل" للتحول عن الفحم، لكن خططها ما تزال تسمح ببعض النمو في قدرة الفحم.
وتشارك الصين في تطوير قدرة الفحم في العديد من البلدان، بما في ذلك إندونيسيا وزيمبابوي ولاوس وقيرغيزستان ومنغوليا، على الرغم من تعهدها في 2021 بالتوقف عن بناء محطات فحم جديدة في الخارج، كما تدعم روسيا مقترحات الفحم الجديدة في قازاخستان وقيرغيزستان.
هيمنة الصين والهند
منذ يونيو/حزيران 2024، بلغت قدرة التوليد بالفحم التشغيلية في الصين 1.147 تيراواط، موزعة على 3 آلاف و200 وحدة، وهو ما يمثّل أكثر من نصف (54%) إجمالي قدرة الفحم العاملة في العالم.
وفي النصف الأول من 2024، وافقت الصين على 10 محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم فقط، بقدرة إجمالية تبلغ 7.1 غيغاواط، وهو ما يمثّل انخفاضًا كبيرًا عن السنوات السابقة.
كما تباطأت مشروعات التوليد بالفحم المقترحة الجديدة والمُحدثة في 2024، إذ بلغت 38.1 غيغاواط في النصف الأول من 2024، بانخفاض عن 60.2 غيغاواط في الأشهر الـ6 الأولى من 2023، و47.8 غيغاواط في المدة نفسها من 2022.
وعلى الرغم من التباطؤ الأخير في التصاريح، ما يزال لدى الصين فائض كبير من قدرة الفحم الجديدة المصرح بها من عامي 2022 و2023؛ ما يشير إلى أن نمو القطاع من المرجح أن يستمر في المستقبل القريب.
ولدى الصين 137.8 غيغاواط من مشروعات قدرة الفحم تحت الإنشاء، و247.21 غيغاواط من مشروعات ما قبل البناء موزعة كالآتي: (63.36 غيغاواط معلنة، و68.9 غيغاواط ما قبل التصريح، و114.95 غيغاواط حصلت على التصريح).
أما الهند فهي تُعد موطنًا لثاني أكبر أسطول من الفحم في العالم، إذ تبلغ القدرة الإجمالية 239.6 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي حين أن الفحم ما يزال يهيمن على مزيج الكهرباء في البلاد، إلا أن إضافات الطاقة المتجددة دفعت حصة الفحم إلى أقل من 50% من السعة المركبة لأول مرة.
وتجاوزت سعة محطات الفحم المقترحة الجديدة أو المحدثة في النصف الأول من 2024 (23.5 غيغاواط) إجمالي محطات الفحم المقترحة لعام 2023 بأكمله (13.6 غيغاواط).
وأسهم ذلك في زيادة إجمالي مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في الهند من 76.7 غيغاواط في 2023 إلى 97.3 غيغاواط في النصف الأول من 2024،
وتمتلك الهند 29.48 غيغاواط من قدرة الفحم تحت الإنشاء، بالإضافة إلى 67.84 من سعة الفحم ما قبل البناء موزعة كالآتي: (18.53 غيغاواط معلنة، و32.93 غيغاواط في مرحلة ما قبل التصريح، و16.38غيغاواط حصلت على تصريح).
موضوعات متعلقة..
- إغلاق محطات الفحم قد يسبّب فجوة إمدادات.. هل تسدها الحلول النظيفة؟
- عدد تصاريح محطات الفحم في الصين يهدد أهدافها المناخية لعام 2025
- زيادة قدرات توليد الكهرباء بالفحم في الهند تتطلب 80 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في قطر.. كل ما تريد معرفته بعد إطلاق المشروع العالمي
- من يهيمن على سوق توربينات الغاز في العالم؟.. شركة سعودية بقائمة الكبار (تقرير)
- أبرز محطات الطاقة الشمسية في الإمارات.. ضمن الأكبر عالميًا (إنفوغرافيك)
- أكبر الدول المستوردة للغاز في 2023.. ومفاجأة عربية غير متوقعة