ارتفاع درجات الحرارة يهدد البنية التحتية العالمية.. وقطاع الكهرباء أكبر المتضررين (تقرير)
تزيد مخاطر حدوث حرائق الغابات وموجات الجفاف
نوار صبح
- يوليو/تموز 2024 كان أكثر الأشهر سخونة منذ أن بدأت السجلات العالمية في عام 1850
- البنية الأساسية العالمية تواجه مخاطر متتالية من التلف والتعطل على نطاق واسع
- البنية التحتية القديمة هي الأكثر عرضة للحرارة الشديدة في جميع أنحاء العالم
- خلال موجات الحر تتعرض شبكات الكهرباء لضغوط هائلة مع ارتفاع استهلاك الكهرباء
يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في أضرار جسيمة للبنية التحتية العالمية التي تشمل شبكات المواصلات ونقل الكهرباء وخطوط السكك الحديدية.
في المقابل، فإنّ تأثيرات ارتفاع الحرارة في صحة الإنسان والنظم البيئية وغلّات المحاصيل أصبحت معروفة جيدًا.
وسواء كانت البنية التحتية تتعرض لحرارة مقدارها 40 درجة مئوية في صيف المملكة العربية السعودية، أو لبرد سيبيريا، حيث تصل الحرارة إلى ناقص 20 درجة مئوية، فإنها مبنيّة لتتحمّل الظروف البيئية والمناخية المحلية، حسب مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووقعت السنوات الـ10 الأكثر دفئًا في السجل التاريخي بالعقد الماضي بين عامَي 2014 و 2023، وكان شهر يوليو/تموز 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق منذ أن بدأت السجلات العالمية في عام 1850.
درجات الحرارة
بالنظر إلى تجاوز درجات الحرارة الحدود المحتملة، تواجه البنية التحتية العالمية مخاطر متتالية من التلف والتعطل على نطاق واسع، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمّ بناء الكثير من أنظمة البنية التحتية على أساس مناخ الماضي، إذ تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم حرارة قياسية فاقت الحدود المحتملة"، حسبما قالت رئيسة المرونة المناخية الأميركية لدى شركة الاستشارات العالمية بورو هابولد Buro Happold، سابرينا بورنشتاين.
وأضافت بورنشتاين: "يمكن أن يشمل ضرر ارتفاع درجات الحرارة سيارات النقل العام وخطوط السكك الحديدية الساخنة جدًا وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الطلب المتزايد على التبريد خلال أحداث الحرارة الشديدة"، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور Energy Monitor، المعني بالتحول العالمي للطاقة النظيفة.
وأشار المؤسس المشارك لشركة الاستشارات العالمية "جي إتش دي أدفايزوري إيميا" GHD Advisory EMEA، ستيف سكوت، أن "البنية التحتية القديمة تُعدّ الأكثر عرضة للحرارة الشديدة في جميع أنحاء العالم، ففي ظل البنية التحتية المترابطة، يمكن أن يكون لتعطُّل واحد تأثير واسع النطاق".
من ناحية ثانية، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة القياسية إلى زيادة مخاطر حدوث حرائق الغابات وموجات الجفاف، فعلى سبيل المثال، في عام 2023، احترقت 9.5 مليون هكتار من الأراضي في كندا وحدها بحلول شهر يوليو/تموز.
وقالت بورنشتاين: "يمكن أن تتعرض جميع الأضرار التي لحقت بالإسكان والمطارات الساحلية والأرصفة وخطوط السكك الحديدية لخسائر من هذا الضرر الذي يؤثّر مباشرةً في الاقتصادات".
لذلك، يصبح من غير المرجّح أن يستثمر المستثمرون من القطاع الخاص في المرافق والأعمال التي تبدو عرضة لتغير المناخ.
بدورها، فإنّ شركات التأمين تعمل على تغيير أقساط التأمين لديها للتكيف مع أنماط المخاطر الجديدة، الأمر الذي يخلق حالة من الضبابية في العديد من قطاعات السوق.
وأشارت بورنشتاين إلى أن هذه التأثيرات تمتد إلى النظام المالي، ما يهدد عائدات الشركات ويزيد من احتمالات التخلّف عن السداد، ومن ثم فإن دعم القطاع العام يُعدّ بالغ الأهمية".
تأثُّر البنية التحتية للكهرباء والاتصالات
تتعرض شبكات الكهرباء، خلال موجات الحر، لضغوط هائلة، وتتسبب في ارتفاع استهلاك الكهرباء، إذ سجلت مقاطعة سيتشوان الصينية رقمًا قياسيًا قدره 68 غيغاواط من استهلاك الكهرباء في عام 2024، وهو أعلى بنسبة 13% من ذروة العام السابق في أغسطس/آب من هذا العام.
ويؤثّر ارتفاع درجات الحرارة في إنتاج الكهرباء، ويمكن أن يقلل من كفاءة إنتاج الألواح الشمسية بنسبة 10-25%، ففي عام 2018، خفضت طاقة محطة نووية سويسرية إنتاجها بنسبة 10%، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في النهر الذي يبرّد المفاعل.
من جهتها، تستثمر زامبيا، التي تعتمد بنسبة 85% على الطاقة الكهرومائية، حاليًا، في محطة فحم جديدة، بعد أن تسببت موجات الجفاف المتكررة في ترك المدن دون كهرباء.
ومن المتوقع أن تنخفض القدرة الاستيعابية لكابلات الطاقة الكهربائية بنسبة تصل إلى 6%، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بحلول منتصف القرن، حتى مع زيادة أحمال الذروة في فصل الصيف بنسبة تصل إلى 15%.
وتتمتع مراكز البيانات، التي تشكّل أساس البنية التحتية العالمية قيد التشغيل، بدرجات حرارة ثابتة يجري الحفاظ عليها بوساطة أنظمة التبريد.
تلف البنية التحتية للنقل
تواجه جميع البنية التحتية للنقل مخاطر التلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ يوضح المؤسس المشارك لشركة الاستشارات جي إتش دي أدفايزوري إيميا، ستيف سكوت: "يتمدد الإسفلت الخرساني ويلين وسط درجات الحرارة المرتفعة، ويؤدي إلى الانحناء والتشقق".
وتواجه السكك الحديدية مخاطر كبيرة من التمدد المعدني الحراري، الذي يؤدي إلى أعطال تشغيلية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وانحناء القضبان، وحتى ترهُّل خطوط الكهرباء العلوية، وفقًا لسكوت.
وأدت موجة الحر في عام 2022 التي سجلت درجات حرارة أعلى من 40 درجة مئوية في المملكة المتحدة إلى إتلاف مدارج المطارات، وتسببت في حرائق على جانب خطوط نقل الكهرباء وانحناء الطرق وانقطاع التيار الكهربائي، وتعليق عمل بعض مسارات القطارات.
اقرأ أيضًا..
- الغاز القبرصي يقترب من مصر.. تطورات قصة الـ15 تريليون قدم مكعبة
- خريطة مشروعات الطاقة الشمسية تحت الإنشاء في الدول العربية.. السعودية الأولى
- خريطة واردات تركيا من الغاز المسال.. دولتان عربيتان تؤمّنان صفقات أنقرة