رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

إكوينور تتخارج من قطاع الرياح البحرية في فيتنام

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تدني المناخ التنظيمي يؤثر بعمليات إكوينور في فيتنام.
  • تخارج إكوينور من فيتنام يهدد خطط التحول الأخضر في البلاد.
  • تزايد الطلب على الكهرباء في فيتنام بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي.
  • أغلقت إكوينور مكتب التمثيل التابع لها في فيتنام.
  • توقعات بنمو طاقة الرياح البحرية في فيتنام إلى 6 غيغاواط بحلول 2030.

تخارجت عملاقة الطاقة إكوينور من سوق طاقة الرياح البحرية في فيتنام؛ ما يمثل انتكاسةً قويةً لخُطط التحول الأخضر في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.

وجاء إسدال الشركة النرويجية الستار على مشروعات الرياح البحرية في فيتنام نتيجة تزايد عدم اليقين الذي يغلّف البيئة التنظيمية لتلك الصناعة بالغة الأهمية في البلاد.

ومن المرجّح أن يؤثر قرار إكوينور سلبًا يإمدادات الكهرباء في فيتنام، التي زاد الطلب عليها بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي، نتيجة الطفرة الاقتصادية القوية وتزايد النمو السكاني وأنشطة التصنيع الثقيل ومظاهر التحضر في البلاد.

ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، لن تَقْدِر فيتنام، في أفضل السيناريوهات، سوى على تركيب 1 غيغاواط من سعة طاقة الرياح البحرية بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ بسبب العقبات التنظيمية.

لماذا تخارجت إكوينور؟

ألغت إكوينور خُططًا لضخ استثمارات في قطاع طاقة الرياح البحرية الفيتنامي، وفق ما قاله المتحدث الرسمي للشركة ماغنوس فرانتسين إيدسفولد، ونشرته رويترز.

وجذبت فيتنام أنظار المطورين العالميين إلى خططها الخاصة بالطاقة المتجددة بفضل موارد الرياح القوية لديها في المياه الضحلة القريبة من الساحل، والمناطق المكتظة بالسكان، بحسب البنك الدولي.

غير أن التأخيرات في سَنْ الإجراءات التنظيمية من قبل السلطات المعنية الفيتنامية قد دفعت مؤخرًا بعض المستثمرين المحتملين في قطاع الرياح البحرية إلى العدول عن خُططهم في البلاد.

وأضاف إيدسفولد: "قررنا وقف تطوير أعمالنا في فيتنام، وغلق مكتبنا في العاصمة هانوي"، وفق ما ذكره في حوار مع رويترز، تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعد تلك المرة الأولى التي تغلق فيها إكوينور مكتبًا دوليًا يركز على تطوير طاقة الرياح البحرية، علمًا بأن الشركة سبق أن تخارجت من أكثر من 12 دولة كانت تمتلك فيها محفظات نفط وغاز على مدار السنوات القليلة الماضية، لتركز بدلًا منها على الطاقة المتجددة والأنظمة منخفضة الكربون.

مزرعة رياح بحرية تابعة لشركة إكوينور
مزرعة رياح بحرية تابعة لشركة إكوينور - الصورة من موقع الشركة

ضربة قاصمة

يمثّل تخارج إكوينور من قطاع الطاقة المتجددة الفيتنامي ضربةً قاصمةً للبلاد في أعقاب تصريحات أدلت بها نظيرتها أورستد (Orsted) الدنماركية العام الماضي (2024)، قالت فيها إنها ستجمد خططها الخاصة بضخ استثمارات في مزارع رياح بحرية ضخمة في فيتنام.

وليست لدى فيتنام -حاليًا- أي مشروعات طاقة رياح بحرية، غير أنها ترغب في تركيب مزارع رياح بحرية بسعة 6 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ما يعادل 4% من سعتها المخططة.

وتأتي تلك الخُطط في إطار مساعي هانوي الحثيثة لخفض اعتمادها على الفحم وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

ومع ذلك، فقد تأخرت خُطط فيتنام مرارًا نتيجة الاضطرابات السياسية التي تعصف بالبلاد، والتي حالت دون تنفيذ سلسلة الإصلاحات والمشروعات المطلوبة.

مشروعات حساسة

تُعد مشروعات طاقة الرياح البحرية حساسة للغاية بالنسبة للحكومة الفيتنامية؛ نظرًا إلى مكان تطوير تلك المشروعات في بحر الصين الجنوبي، ممر الشحن المائي المهم الذي تزعم الصين أحقيتها في السيطرة عليه بالكامل.

وتدفع وزارة الصناعة الفيتنامية باتجاه إسناد أول مشروع تجريبي في طاقة الرياح البحرية إلى الشركات الحكومية، في خُطوة زعم المستثمرون الأجانب أنها تبطئ وتيرة تطوير القطاع؛ لأن تلك الشركات لا تمتلك المقومات الكافية لتنفيذ مثل تلك المشروعات.

وهناك مباحثات جارية لإقناع الحكومة الفيتنامية بالسماح بدخول شريك أجنبي للمشاركة في تطوير المشروع التجريبي، وفق رويترز.

توربينات رياح بحرية مملوكة لشركة إكوينور
توربينات رياح بحرية مملوكة لشركة إكوينور - الصورة من موقع الشركة

مراجعة المحفظة

قررت إكوينور التخارج من فيتنام في أعقاب مراجعات دورية دقيقة لمحفظتها من أصول الطاقة المتجددة، وفق تصريحات المتحدث الرسمي للشركة ماجنوس فرانتسين إيدسفولد، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف إيدسفولد: "يواجه قطاع الرياح البحرية رياحًا معاكسةً قويةً مؤخرًا، ونحن بحاجة ماسة إلى تكييف إستراتيجيتنا بما يواكب الظروف الحالية".

وكانت إكوينور قد افتتحت مكتبًا تمثيليًا لها في هانوي خلال مايو 2022، ووصفت الشركة البلد البالغ تعداده السكاني 100 مليون نسمة بأنه يتمتع "بإمكانات عالية ليصبح سوق نمو مثيرة للاهتمام لطاقة الرياح البحرية"، وفقًا لبيان منفصل منشور على موقع إكوينور الرسمي.

وتابع البيان: "فيتنام من بين أفضل البلدان في وفرة موارد الرياح في آسيا".

الطاقة المتجددة في فيتنام

رغم تنامي اعتمادها على الفحم لسد احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء؛ فقد أحرزت فيتنام تقدمًا كبيرًا في تنويع مزيج الطاقة لديها، مع التركيز بشكل كبير على الاستثمار في الطاقة المتجددة.

ومن ثم أضحت هانوي في وضع ممتاز للتحول السريع إلى الطاقة النظيفة، وتأمين مستقبل مستدام وجذب الاستثمارات الأجنبية في الطاقة المتجددة.

وخلال المدة بين 2015 و2023، تضاعفت سعة طاقة الشمس والرياح 10 أضعاف لتصل إلى 13% من حصة توليد الكهرباء في فيتنام.

ومع إضافة حصة الطاقة الكهرومائية البالغة نسبتها 29%، تتمتع فيتنام بوضعية مثالية لإزالة الكربون من اقتصادها الوطني.

ويُتوقع أن تنمو سعة طاقة الرياح البحرية، محط أنظار المستثمرين الأجانب في فيتنام، إلى 6 غيغاواط بحلول عام 2030، وإلى 70 غيغاواط بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق