منحت 5 شركات نفط كبرى الضوء الأخضر لعدّة مشروعات، إلّا أنها اضطرت إلى تعليقها بسبب عقبات مالية وأمنية مختلفة، وفق التحديثات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتواجه شركات إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان وشل وبي بي البريطانيتان وتوتال إنرجي الفرنسية، صعوبات في إنجاز مشروعاتها الضخمة، سواء كانت تتعلق بالنفط والغاز أو الطاقة النظيفة.
وعلى الرغم من اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية، لم تتمكن شركات النفط الكبرى من تحويل مشروعاتها إلى واقع، في ظل سعيها لتعزيز طاقتها الإنتاجية.
وتستعرض منصة الطاقة في هذا التقرير أبرز مشروعات النفط والغاز والطاقة النظيفة التي أعلنتها 5 شركات نفط كبرى، لكنها ما تزال تواجه عقبات.
1- مشروعات إكسون موبيل
وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ مشروع النفط "ويبتيل" التابع لشركة إكسون موبيل في غايانا هو أبرز قرار استثمار نهائي حتى الآن في عام 2024، بتكلفة تصل إلى 12.7 مليار دولار.
وبينما يحتاج حقل روفوما الأكثر تكلفة -الذي كان من المتوقع صدور قرار الاستثمار النهائي فيه منذ عام 2019- إلى دراسة جادة قبل الالتزام بالتمويل، لم تتردد إكسون موبيل في إعطاء الضوء الأخضر لتطوير آخر في مربع ستابروك الغزير الإنتاج.
وسيضيف حقل ويبتيل -الذي اكتُشِف قبل 3 سنوات فقط- نحو 250 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا إلى طاقة إكسون موبيل وشركائها بحلول نهاية عام 2027.
ومع استحواذها على شركة بايونير ناتشورال ريسورسيز الأميركية (Pioneer Natural Resources)، تتطلع إكسون موبيل إلى تحقيق نمو سنوي بنسبة 5% في إنتاج النفط والغاز حتى عام 2027.
ولا تتوقف شركة النفط الأميركية عند حقل ويبتيل؛ ففي شهر يوليو/تموز الماضي قدّمت طلبًا بيئيًا لتطوير سابع في ستابروك، هامرهيد.
وستضيف مشروعات إكسون موبيل النفطية نحو 101.8 ألف برميل يوميًا في عام 2024، لتبلغ ذروتها في عام 2025 عند 197.4 ألفًا، ثم تعاود الانخفاض إلى 157.4 ألفًا في 2026، و101.7 ألفًا في 2027، و90 ألفًا في 2028، و63 ألفًا في 2029، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إنرجي إنتليجنس" (Energy Intelligence).
ومع ذلك، لم تكن هناك قرارات استثمار نهائية رئيسة لمشروعات إكسون موبيل منخفضة الكربون خلال العام الجاري (2024).
وفي مكالمة أرباح حديثة، سُئل الرئيس التنفيذي دارين وودز عمّا هو مطلوب للوصول إلى هذه القرارات، فقال، إنها بحاجة إلى "التنافس في المحفظة.. أن تكون متميزة مقابل ما هو موجود اليوم، وعليها في الأساس توليد عوائد جيدة عبر دورات السلع الأساسية".
وتواجه إكسون موبيل مهمة صعبة في تطوير التكنولوجيا لأعمالها الانتقالية، مثل احتجاز الكربون والهيدروجين والليثيوم، في حين تحاول غالبًا تطوير سوق في الوقت نفسه.
علاوةً على ذلك، قال وودز، إن تشريع قانون خفض التضخم الأميركي يحتاج إلى أن يصبح إرشادات ائتمانية ضريبية نهائية، قبل أن تكون إكسون موبيل على استعداد للتوقيع على مشروع الهيدروجين الأزرق الضخم في بايتاون.
2- مشروعات شيفرون
مثل منافستها الأميركية، لدى شركة شيفرون خطط واضحة لزيادة إنتاج النفط والغاز بأكثر من 3% سنويًا بحلول عام 2027، لكنها مشغولة للغاية بالعمل من خلال قرارات الاستثمار النهائية السابقة في النفط الصخري الأميركي وخليج المكسيك وقازاخستان، لاتخاذ أيّ التزامات استثمارية كبيرة أخرى.
الواقع أن الاستثمار الوحيد الذي اتخذته شركة شيفرون حتى الآن في مجال النفط والغاز هو الاستثمار الصغير بقيمة 24 مليون دولار، في البنية الأساسية المتوسطة لتوسيع حقل غاز تمار قبالة سواحل إسرائيل، بتكلفة 673 مليون دولار.
وسيحدّد مصير الاستحواذ المقترح من جانب شيفرون على شركة هيس (Hess)، وتيرة واتجاه خطط الاستثمار المستقبلية، لكنها تركّز على المزيد من الاستثمارات في الخليج الأميركي وشرق البحر المتوسط، فضلًا عن أنغولا وغينيا الاستوائية وناميبيا.
وستضيف مشروعات شيفرون النفطية نحو 65.3 ألف برميل يوميًا في عام 2024، ثم تبلغ ذروتها في عام 2025 عند 125.3 ألفًا، وتنخفض إلى 79.3 ألفًا في 2026، و12 ألفًا في 2027، و3 آلاف في 2028، في حين لن يشهد عام 2029 أيّ إضافة نفط، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يتعلق بالمشروعات منخفضة الكربون، لم تعلن شيفرون -التي تنفق أقل من بين الشركات الكبرى في أعمال تحول الطاقة- قرارات استثمار نهائية كبرى للعام الجاري (2024) أو العام المقبل (2025)، على الرغم من الموافقة على مشروع صغير للهيدروجين الأخضر في كاليفورنيا في فبراير/شباط.
3- مشروعات شل
تخطط شركة شل لجلب أكثر من 500 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا من الطاقة الإنتاجية الصافية الجديدة بحلول نهاية عام 2025، حتى مع توجّهها لإنتاج السوائل هذا العقد.
وتحقيقًا لهذه الغاية، كانت الشركة مشغولة باتخاذ قرارات استثمار نهائية بشأن النفط في البرازيل (أتابو-2 وسيبيا-2) وخليج المكسيك الأميركي (فيتو ووترفلود)، حيث وافقت أيضًا على حقل سبارتا في أواخر العام الماضي (2023).
وفي قطاع الغاز، اتخذت شل قرارًا استثماريًا نهائيًا بشأن حقل ماناتي في ترينيداد وتوباغو الذي سيملأ مشروع أتلانتيك للغاز المسال، وهي جزء من التحالف الذي أعطى الضوء الأخضر لمشروع الغاز المسال في الرويس في أبوظبي.
وعلى النقيض من نظيره في شركة توتال إنرجي، لا يكشف الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان الكثير عن اكتشافات شل للنفط الخفيف في ناميبيا، قائلًا، إن الشركة لن تتخذ قرارات الاستثمار النهائية هناك إلّا عندما يكون لديها "خط رؤية نحو نوع العائدات التي نتوقعها"، على الأقل 15% لمشروعات التنقيب والإنتاج.
وستضيف مشروعات شل النفطية نحو 85.3 ألف برميل يوميًا في عام 2024، لتبلغ ذروتها في 2025 عند 101.3 ألفًا، ثم 55.3 ألفًا في 2026، و23.1 ألفًا في 2027، و62.5 ألفًا في 2028، حتى تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 سنوات عند 21 ألفًا في 2029، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان مستوى عائدات الطاقة المتجددة وحلول الطاقة عند 10% منخفضًا بما يكفي لشركة شل لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروع الهيدروجين الأخضر في ألمانيا، ومشروع بولاريس لالتقاط الكربون في كندا، على الرغم من أن حاجز 12% للوقود منخفض الكربون أثبت أنه أكثر تحديًا.
4- مشروعات بي بي
حددت شركة بي بي البريطانية خططًا لرفع إنتاج السوائل بنسبة 3% سنويًا حتى عام 2027، وألمحت إلى أنها تمتلك خيارات لمواصلة النمو بعد ذلك.
ومن بين تلك الخطط، حصل حقل كاسكيدا ضمن مشروع باليوجين في المياه العميقة بخليج المكسيك الأميركي على الضوء الأخضر في شهر يوليو/تموز الماضي فقط، بعد نحو 18 عامًا من اكتشافه، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2029.
وأكد الرئيس التنفيذي موراي أوشينكلوس أن تطوير حقل كاسكيدا كان متأخرًا بسبب وجود "عمود هائل" من النفط يمكن استغلاله.
وقال: "لقد حان الوقت لكي نلحق بالركب"، مضيفًا أن الإنتاج من هذا الحقل فقط من الممكن أن يعزز التدفق النقدي التشغيلي لشركة بي بي بنسبة 5%.
ومن المتوقع أن تتخذ الشركة قرارًا استثماريًا نهائيًا آخر في حقل تيبر -ضمن مشروع باليوجين أيضًا- في خليج المكسيك منتصف عام 2025، وهو ما من شأنه أن يحافظ على إنتاجية بي بي.
وقال أوشينكلوس: "سيكون هذا القرار بمثابة نسخة طبق الأصل من كاسكيدا أيضًا فيما يتعلق بإنتاجية رأس المال".
وستضيف مشروعات بي بي النفطية نحو 53.4 ألف برميل يوميًا في عام 2024، و73.8 ألفًا في 2025، لتبلغ ذروتها في 2026 عند 109.7 ألفًا، ثم تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 سنوات عند 11.1 ألفًا عام 2027، وترتفع في 2028 إلى 45 ألفًا، و100.8 الفًا في 2029، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كان الرئيس التنفيذي لشركة بي بي قد صرّح، في مايو/أيار المنصرم، بأن شركته لديها 32 قرارًا استثماريًا نهائيًا محتملًا في عامي 2024 و2025، وقد عملت حتى الآن على 12 منها، ووافقت على 5 فقط.
وبخلاف النفط، اتخذت بي بي -وهي مساهم آخر في مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات- مسارًا مشابهًا لشل، إذ أعطت الضوء الأخضر لحقل غاز قبالة ترينيداد، ومشروع هيدروجين أخضر بمصفاة كاستيلون في إسبانيا.
ومع ذلك، فإن مصنع الوقود الحيوي المخطط له في كاستيلون قيد المراجعة.
5- مشروعات توتال إنرجي
قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويانيه، "لقد أُنجِز معظم العمل" في التحضير لنمو يتراوح بين 2% و3% بإنتاج النفط والغاز في الشركة الفرنسية الكبرى حتى عام 2028.
وتشمل قرارات الاستثمار النهائية التي اتخذتها الشركة حتى الآن في عام 2024 مشروع كامينيو في أنغولا، وأتابو-2 وسيبيا-2 في البرازيل، ومرسى للغاز المسال في عمان، ومشروع غاز أوبيتا في نيجيريا.
وقد استوفت جميع هذه المشروعات معايير توتال الصارمة لقرار الاستثمار النهائي، والتي تتلخص في أن تكون التكلفة الإجمالية أقل من 20 دولارًا للبرميل، أو أن تكون نقطة التعادل أقل من 30 دولارًا للبرميل.
(سعر التعادل هو متوسط سعر النفط الذي يحقق التعادل بين الإيرادات والمصروفات في ميزانيات تلك الدول، بحيث تكون دون عجز أو فائض).
وستُطبَّق المعايير نفسها على المربع 58 في سورينام، الذي من المتوقع أن يُتخَذ قرار الاستثمار النهائي بشأنه خلال العام الجاري (2024)، ومربع فينوس في ناميبيا الذي يستهدف قرار الاستثمار النهائي بحلول نهاية عام 2025.
وستضيف مشروعات توتال إنرجي النفطية نحو 71.9 ألف برميل يوميًا في عام 2024، و153 ألفًا في 2025، لتبلغ ذروتها في 2026 عند 206.7 ألفًا، ثم تنخفض إلى 58.2 ألفًا في 2027، وتعاود الارتفاع إلى 152.6 ألفًا في 2028، حتى تسجل أدنى مستوى في 6 سنوات عند 55.4 ألفًا في 2029، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
بخلاف ذلك، يجب أن نترقب قرار الاستثمار النهائي لمشروع الغاز المسال في بابوا غينيا -الذي تقوده شركة توتال والذي تأخَّر تنفيذه- في العام المقبل (2025)؛ إذ عانى المشروع -الذي يضم أيضًا إكسون موبيل شريكة- من ارتفاع التكاليف.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- طاقة المشروعات المخطط لها من 5 شركات نفط كبرى:
موضوعات متعلقة..
- أوكرانيا تضيف 3 شركات نفط وغاز صينية لقائمة رعاة الحرب الروسية
- أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة
- أرامكو في مقدمة أكبر 10 شركات نفطية تحقق عوائد بـ4 تريليونات دولار
اقرأ أيضًا..
- تهديدات بإغلاق كل حقول النفط والغاز في ليبيا.. ساعات حاسمة
- سفينة حفر عملاقة تصل إلى المغرب.. وتقديرات باحتياطيات غاز ضخمة
- طريقة مبتكرة لإنتاج الهيدروجين بالألومنيوم والكافيين (فيديو)
- محطات الطاقة النووية العائمة.. هل تُنهي تحديات الكهرباء في أفريقيا؟