تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

قصة إنقاذ أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم من الانهيار

الطاقة

نجا أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم من الانهيار، وتحولت التحديات الضخمة التي عرقلت تطويره إلى خطط طموحة من شأنها أن تدعم أمن الطاقة عالميًا، وتسهم في خفض الانبعاثات.

وشهد المشروع عدّة أزمات خلال العامين الماضين، كادت أن تصل به إلى طريق مسدود بعد بيع الشركة المطورة شركة "صن كيبل"، إلّا أن المستثمر الحالي الملياردير الأسترالي مايك كانون بروكس مضى قدمًا بتطوير أكثر مشروعات الطاقة المتجددة طموحًا في العالم.

ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حصل أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب (2024) على قبلة الحياة، بإعلان الموافقات البيئة للسير في خطط التطوير والتنفيذ خلال السنوات المقبلة.

ومن المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم عام 2027، مع بدء إمدادات الكهرباء في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، وفقًا لشركة "صن كيبل".

رحلة أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم

خططت صن كبيل (SunCable)، التي تأسست عام 2018، لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا والعالم منذ سنوات، لكنها سرعان ما انهارت بسبب خلافات بين رجال الأعمال المؤسسين.

محطة طاقة شمسية
محطة طاقة شمسية - الصورة من صن كيبل

وفي يونيو/حزيران (2024)، حظي مشروع "باور لينك" -التابع لشركة صن كيبل- بمصادقة وكالة إنفراستركتشر أستراليا الحكومية، بما يعطي الضوء الأخضر لانطلاق المرحلة الثالثة الخاصة بالاستثمار.

وكان من المتوقع أن يبدأ بناء المشروع بدعم من المليارديرين الأستراليين أندرو فورست ومايك كانون بروكس وآخرين- خلال العام الجاري (2024)، مع العمليات الكاملة المستهدفة بحلول عام 2029، إلّا أن عددًا من التحديات هدد بانهيار المشروع.

وفي فبراير/شباط (2023)، أعلنت شركة "إف تي آى كونسالتنغ" للاستشارات بدء إجراءات بيع شركة صن كيبل المالكة لتصميمات مشروع باور لينك العملاق في أستراليا، وهو ما قطع الأمل بإحياء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم.

واختلف الملياردير الأسترالي أندرو فورست مع نظيره مايك كانون بروكس، في تفاصيل فنية ذات صلة بالمشروع، ما أدى إلى إعلانهما وضع شركة صن كيبل تحت الإدارة الطوعية.

وفي مايو/أيار (2023)، حظي أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم بخطّة إنقاذ جديدة، عندما نجح تحالف بقيادة شركة "غروك فينشر" -الذراع الاستثمارية للملياردير الأسترالي "مايك كانون بروكس"- في الاستحواذ على شركة "صن كيبل" المُشغّلة للمشروع، بعد أن وقع ضحية خلاف بين المالكَين الرئيسين.

وحال اكتماله بنجاح، سيكون المشروع -الذي من المرجّح أن يكلّف أكثر من 20 مليار دولار- أكبر مزرعة للطاقة الشمسية، موزّعة على مساحة 12 ألف هكتار، وأكبر بطارية، وأطول خط كهرباء تحت الماء في العالم.

أطول خط كهرباء في العالم

أعطت أستراليا يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب (2024) الضوء الأخضر لمشروع طاقة شمسية بقيمة 30 مليار دولار أسترالي (20 مليار دولار أميركي)، يهدف إلى نقل الطاقة النظيفة من أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم مقرر تنفيذها شمال أستراليا إلى سنغافورة عبر خط تحت البحر طوله 4.3 ألف كيلو متر.

ويهدف المشروع، المقرر تطويره بمرحلتين، إلى توفير ما يصل إلى 6 غيغاواط من الكهرباء الخضراء للعملاء الصناعيين على نطاق واسع في داروين، عاصمة الإقليم الشمالي بأستراليا، وفي سنغافورة.

ويتضمن الرابط خط طاقة تحت البحر بطول 4300 كيلومتر (2670 ميلاً) يربط مزرعة طاقة شمسية في الإقليم الشمالي بأستراليا بسعة تزيد عن 20 غيغاواط بالدولة المدينة، التي لا تملك الأراضي المتاحة لتوليد ما يكفي من الطاقة المتجددة بنفسها.

وسيكون خط الكهرباء والمزرعة الشمسية أكبر بـ4 مرات من أيّ مزارع أخرى قيد التشغيل حاليًا على المستوى الدولي، إذ ستتكون المرحلة الأولى من 4 غيغاواط من الألواح الشمسية، بالإضافة إلى خط هوائي بطول 800 كيلومتر إلى داروين.

ويتضمن المشروع إنشاء نظام تخزين بالبطاريات تصل قدرته إلى 42 غيغاواط/ساعة شمال أستراليا، مع خطط طموحة لنقل 900 ميغاواط عبر خط يبلغ طوله 800 كيلومتر إلى منطقة داروين، إضافة إلى إنشاء خط تحت البحر آخر بطول 4 آلاف و200 كيلومتر لتصدير 1.75 غيغاواط إلى سنغافورة.

موافقة أستراليا

حصلت المرحلة الأولى من أحد أكثر المشروعات الطاقة المتجددة طموحًا في العالم على الموافقة البيئية، مما يمهد الطريق أمام خطة لتصدير الطاقة الشمسية من أستراليا إلى سنغافورة.

وأكدت "صن كيبل"، المملوكة للملياردير مايك كانون بروكس، أن الموافقة كانت بمثابة "تصويت بالثقة" في المشروع، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المدير الإداري لشركة صن كيبل، كاميرون جارنسورثي: "ستركّز الشركة الآن جهودها على المرحلة التالية من التخطيط لدفع المشروع نحو قرار الاستثمار النهائي المستهدف بحلول عام 2027".

الطاقة الشمسية

وأشارت الشركة الأسترالية إلى أنها تُجري محادثات مع هيئة تنظيم الطاقة في سنغافورة بشأن الموافقة المشروطة على مكون الرابط الداخلي لخطّ الكهرباء بالمشروع، ومع الحكومة الإندونيسية بشأن تنفيذ إمدادات المشروع في مياهها.

وقالت وزيرة البيئة تانيا بليبيرسك، إن مشروع الربط الكهربائي الرائد بين أستراليا وآسيا لشركة "صن كيبل" (SunCable) سيساعد في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة في الداخل والخارج.

وأضافت بليبيرسك أن الموافقة تأتي بشروط صارمة لحماية الطبيعة، ويجب أن يتجنب المشروع موطن "بيلبي" الأكبر، وهي جرابيات صغيرة تشبه الأرانب، ولها آذان طويلة مرنة.

وشدد على أن المشروع الضخم جزء من البنية التحتية في البلاد، إذ سيكون أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم، ويجعل أستراليا قائدًا عالميًا في مجال الطاقة الخضراء.

وتأتي الموافقة في الوقت الذي تكثّف فيه حكومة يسار الوسط مشروعات الطاقة المتجددة، حتى في الوقت الذي يقترح فيه ائتلاف المعارضة بناء محطات نووية لتحلّ محلّ الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2050، في بلد تُحظر فيه الطاقة النووية حاليًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أموال المصريين في مصيدة.. المستشارين والعواجيز .. نكشف أسرار مغارة على بابا .. أيادى الرقابة مغلولة والحل فى تطبيق القانون... لماذا يحصل الرؤساء التنفيذي للشركات القابضة والمستشارين على مميزات ورواتب "خيالية"؟
    "إذا كان الوزير لا يستطيع إدارة وزارته من خلال خبراته ويستعين بمستشارين لحل مشكلاتها لا يستحق أن يبقى في منصبه".. و"إذا كان هناك مستشارا أجدر من خلال خبرته في إدارة أي وزارة فهو الأجدر والأولى بمنصب الوزير بدلا من تحميل الدولة المزيد من النفقات".
    أكثر من 28 مليار جنيه فاتورة مستشاري الوزارات سنويًا..تشير التقديرات الغير رسمية إلى أن عدد المستشارين في الوزارات والمحافظات يصل إلى 73 ألف مستشار، يتركز معظمهم في وزارات الكهرباء والبترول والمالية والصحة والسياحة والتضامن الاجتماعي، ويحصلون علي نحو ملياري جنيه شهرياً في شكل مرتبات ومكافآت وحوافز... وقدرت الإحصاءات عدد المستشارين في كل وزارة بنحو 800 مستشار، يحصلون علي 2.1 مليار جنيه سنوياً. فيما يحصل نحو 67 مستشاراً بإحدى الهيئات الاقتصادية في مصر ،ويحصل الواحد ما يقدر 300 الف جنيه شهرياً، بينما يحصل عدد من المستشارين في وزارة الصحة على 150 ألف جنيه شهريا لكل واحد منهم.
    وفي قطاع الكهرباء تقدم رواتب المستشارين في صورة حوافز ومميزات وسفريات وتقدر ان احد المستشارين ن((ن. ق)) تعمل كعضو متفرغ ويزيد ما تحصل عليه شهريا 500 ألف جنيه فضلا انها تتقاضي أرباح سنويا بالملايين...
    وتحتل وزارة المالية المرتبة الأولى بين الوزارات الحكومية التي يحصل فيها المستشارون على مرتبات ضخمة، حيث يصل إجمال دخل المستشار الواحد إلى نحو 600 ألف جنيه شهرياً، وهناك أكثر من 5500 من كبار موظفي الدولة يحصلون على مرتبات وأجور تتجاوز الحد الأقصى المسموح به سنويا، وهو 54 ألف جنيه بمعدل 4500 جنيه شهريًا، ويتركز معظم هؤلاء في المستويات القيادية بالمحافظات والإدارات المحلية والهيئات العامة ودواوين الوزارات.
    وبالتالي فإن هناك فجوة كبيرة في الرواتب التي يتقاضاها العاملون في الجهاز الإداري للدولة، والدليل على ذلك هؤلاء المستشارون الذين يتم تعيينهم بتعاقدات خاصة، ويتقاضون ملايين الجنيهات شهرياً بما يمثل عبئاً كبيراً على الموازنة العامة للدولة، لكن بعد إقرار قانون الحد الأقصى للأجور أعتقد أن عدداً كبيراً منهم سوف يترك العمل في الحكومة... وبالرغم من التغييرات الجذرية التي حدثت في المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة إلا أن هناك أزمة لا تزال عالقة تأبى أن تنتهي ألا وهي "رواتب مستشاري الوزارات" الذين يكلفون الدولة مليارات الجنيهات سنويا، في ظل غموض يحيط بالمهام المطلوبة منهم أو التي يقومون بها في خدمة الوطن خاصة ان معظمهم تعدوا سن السبعون عام، والأخطر والأدهى أن هذه الأزمة بنيت في الأساس على المجاملات من أجل المصالح الشخصية ومع تعاقب الأنظمة المختلفة ظلت الأزمة تتمدد وتنتشر حتى أصبحت مرضا خبيثا في العديد من قطاعات الدولة علي رأسها قطاع الخدمات الكهرباء والبترول والتموين ووو
    ويوما بعد الآخر ظلت الأزمة تتفاقم، حتى أظهرت مضابط لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى، في احدي دوراته الأخيرة ، أن تكاليف الاستعانة بالمستشارين فى الهيئات الحكومية فقط وصلت إلى 24 مليار جنيه سنويا، إلا أن "المركز المصري للدراسات الاقتصادية"، أصدر تقريرا أكد فيه أن عدد المستشارين في الوزارات والهيئات الحكومية المصرية ارتفع إلى أكثر من 83 ألف مستشار يتقاضون شهريًا مبلغ ملياري ونصف جنيه، ما يعادل 28 مليار جنيه سنويًا على شكل رواتب ومنح وحوافز.
    وأن المستشارين هؤلاء يتمركزون في وزارات عدة، منها وزارات الكهرباء والمالية، والبترول، والصحة، والسياحة، والتضامن الاجتماعي، والتخطيط، والعدل، والتموين، والتعليم، والتعاون الدولي، كما يوجدون ببعض الهيئات الحكومية، كالهيئات الاقتصادية، وقطاع البنوك، وعدد من الجامعات، وفي بعض المحافظات.
    وأكد التقرير أن كثيرًا من هؤلاء المستشارين والخبراء بلغوا سن الشيخوخة، وتجاوزت أعمارهم الخمسة والسبعين عامًا، ولم يقدموا جديدًا للنهوض بالدولة اقتصاديًا، وأن ما يتقاضونه من رواتب ومنح يكفي لحل مشاكل البطالة لدى كثير من الشباب، وتشغيل عدد من الشركات والمصانع المعطلة عن العمل منذ سنوات، ودعم قطاعي الصحة والتعليم..
    ووفق التقرير فإن "وزارة المالية تتصدر قائمة الوزارات التي يتقاضى فيها المستشارون رواتب ضخمة، حيث يعمل في الوزارة 500 مستشار، يحصلون على رواتب وأجور ضخمة سنويًا، ما يعد انتهاكًا لمبدأ العدالة الاجتماعية".
    وفي نهاية التقرير لفت المركز المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن "كثرة أعداد المستشارين في الوزارات والمؤسسات الحكومية وقطاع الأعمال دليل على استمرار الفساد وتوغله في الكثير من المصالح الحكومية"، كما طالب المركز بضرورة سن قوانين حازمة للحد من زيادة عدد المستشارين.
    وفي وقت سابق كان مجلس النواب قد رفض وجود مادة تتيح الاستعانة بالمستشارين فى الوزارات، في بداية التصويت على قانون الخدمة المدنية، ثم عاد المجلس للتراجع مرة أخرى، بعد أن قرر إعادة المادة 16 بمشروع قانون الخدمة المدنية إلى لجنة القوى لتعديلها، ليكون النص النهائي كالآتي: "يجوز التعاقد فى حالات الضرورة، مع ذوى الخبرات فى التخصصات النادرة، وفقا للشروط والضوابط الآتية: 1ـ ألا يوجد بالوحدة والأجهزة التابعة لها من يملك خبرة مماثلة فى التخصص المطلوب ويمكن الاستعانة به. 2 ـ ألا تقل خبرة المتعاقد معه فى التخصص المطلوب عن 10 سنوات. 3 ـ عدم الإخلال بالحد الأقصى للدخول. 4 ـ أن يكون التعاقد لمدة أو لمدد لا تتجاوز ثلاث سنوات. 5 ـ أن يكون التعاقد بموافقة رئيس مجلس الوزراء، بناء على عرض الوزير المختص.. واصبحت الأموال التي يتقاضاها المستشارون أموالًا مهدرة يمكن استغلالها لإقامة مشروعات وتوفير فرص عمل وتدريب الشباب والاستعانة بخبرات جديدة للقيام بمهام المستشارين.
    وتعد أزمة المستشارين والتي بدأت منذ سنوات وخطورتها أنها لم ترتكز من البداية على الاستفادة من خبرات المستشارين واقتصرت على المجاملات والمحسوبية ، فكان من المتعارف عليه أن أي مسئول في وزارة أو مؤسسة أو قطاع الاعمال ينهي فترة عمله يتم تعيينه في أي وزارة بصفة مستشار على سبيل المجاملات الشخصية.
    وبالتالي كان يجب ضرورة وقف المجاملات فورا،خاصة "إذا كان الوزير لا يستطيع إدارة وزارته من خلال خبراته ويستعين بمستشارين لحل مشكلاتها لا يستحق أن يبقى في منصبه"وينطبق هذا الكلام لكل رؤساء الشركات القابضة.
    ويجب علينا أنه في حالة توجيه المبالغ الضخمة للمستشارين والتي بلغت 28 مليار جنيه بحسب إحصائية حديثة في أحد القطاعات المهمة في الدولة كالتعليم أو الصحة ودعم الشباب سيعود على الدولة والمجتمع بخدمات أفضل بكثير من هؤلاء المستشارين ويخرج جيل مبتكر قادر على ريادة الأعمال في كل قطاعات المجتمع.
    ونختم بهذه المقولة المشهورة لعمالقة خبراء الاقتصاد "فإذا كان هناك مستشارا أجدر من خلال خبرته في إدارة أي وزارة فهو الأجدر والأولى بمنصب الوزير بدلا من تحميل الدولة المزيد من النفقات".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق