باتت فرص نجاح مشروع غاز عملاق أوفر حظًا، مع التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يعطّل الإجراءات القانونية ضده، بعد جدل بيئي استمر لما يزيد عن عامين.
ويعدّ مشروع "سكاربورو" للغاز في أستراليا مشروعًا متكاملًا، يتضمن حفر آبار وربط إنتاجها بوحدة عائمة، ما يتيح له إنتاج الغاز ومعالجته وبدء تصدير الغاز المسال.
ووفق توقعات الإنتاج التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف شركة وودسايد (Woodside) الأسترالية إنتاج الغاز المسال من المشروع، عبر خطَّي معالجة ينتجان معًا 8 ملايين طن سنويًا.
وواجه المشروع معارضة بيئية انتهت في ساحات القضاء عام 2022، لكن يبدو أن هناك انفراجة تعزز الالتزام ببدء التصدير في غضون عامين.
جدل بيئي وقانوني
لاحقت "مؤسسة الحفاظ على البيئة" -غير الربحية- مشروع غاز "سكاربورو" بين أروقة المحكمة الفيدرالية الأسترالية، منذ يونيو/حزيران عام 2022، لوقف أنشطة التنقيب البحرية بالمشروع.
وفي تطور غير متوقع، توصلت شركة "وودسايد" إلى اتفاق مع المؤسسة على استبعاد الطعن القانوني الذي تقدمت به الأخيرة قبل عامين، احتجاجًا على الموافقات البيئية الممنوحة له.
وبموجب الاتفاق، تتقدم الشركة والمؤسسة بطلب التماس للمحكمة لرفض الإجراءات القانونية ضد مشروع غاز سكاربورو البحري، وفق بيان نشرته وودسايد في موقعها الإلكتروني اليوم (الإثنين 19 أغسطس/آب 2024).
وعقب تجميد الطعن بموقف الاتفاق، تواصل شركة وودسايد خطط التطوير وفق الإطار الزمني المتفق عليه، مع تمسُّك الرئيسة التنفيذية للشركة "ميغ أونيل" بأن اللجوء للقضاء في مثل هذه الحالات ليس حلًا بيئيًا ومناخيًا مناسبًا.
وحذّرت أونيل من تبعات تأثُّر الشركات والمجتمعات المعتمدة على إنتاج موارد الوقود الأحفوري، بحالة عدم اليقين التي يسبّبها التقاضي.
ودافعت عن مشروع غاز "سكاربورو"، مشيرة إلى أنه لا يطلق انبعاثات كربونية عالية، وقالت، إن مكامن الحقل تضم انبعاثات ثاني أكسيد كربون بنسبة أقل من 0.1%.
وأضافت أنه من المقرر تعزيز مرافق المعالجة أيضًا بالتقنيات اللازمة لخفض الانبعاثات، ليتحول المشروع إلى واحد من أقل مشروعات الغاز المسال في البلاد من حيث الكثافة الكربونية.
تفاصيل المشروع
يقع مشروع غاز "سكاربورو" في ولاية غرب أستراليا قبالة ساحل بيلبارا، ويضم خططًا لحفر 13 بئرًا (8 منها في مرحلة التطوير الأولى)، وتعزيز الموقع بمرافق بحرية أخرى، إذ تُربَط الآبار بوحدة إنتاج تقع على بعد 950 مترًا من الحقل لتجميع التدفقات.
وتتصل الوحدة بخطّ أنابيب بطول 430 كيلومترًا، لنقل التدفقات إلى خطَّي إنتاج غاز مسال: "بلوتو 1 لمعالجة 3 ملايين طن سنويًا، وبلوتو 2 لمعالجة 5 ملايين طن سنويًا".
وحتى الآن، أنجزت الشركة غالبية خطة التطوير المتعلقة بالخط الأول، في حين تواصل "وودسايد" الجهود لتركيبات خط بلوتو 2، بحلول نهاية الربع الجاري، وفق ما نقله موقع أوفشور إنرجي (Offshore Energy).
وبذلك يمكن القول، إنه حتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، اكتملت مرافق مشروع غاز "سكاربورو" بنسبة 67% بما يقارب الثلثين.
ومن المقرر أن يعزز إنتاج المشروع من أمن الطاقة في أستراليا، في حين يشهد عام 2026 انطلاق أول شحنة غاز مسال من المشروع، وفتح المجال للتصدير، خاصة إلى الأسواق الآسيوية.
وقدّرت الشركة تغذية المشروع للاقتصاد الأسترالي بعائدات تتجاوز 50 مليار دولار أسترالي (33.84 مليار دولار أميركي)، فضلًا عن توفير 3 آلاف وظيفة خلال مرحلة البناء، و600 وظيفة أخرى للتشغيل.
(الدولار الأسترالي = 0.67 دولارًا أميركيًا)
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أحجام صادرات الغاز المسال الأسترالية، من عام 2022 حتى العام الجاري:
الموافقات والتكلفة
اعترضت مؤسسة الحفاظ على البيئة -قبل عامين- على منح مشروع غاز "سكاربورو" الموافقات البيئية الأولية، بعد تقييم صارم من قبل الهيئات المعنية.
ومن ضمن هذه الهيئات: هيئة السلامة الوطنية للنفط البحري، وهيئة إدارة البيئة، ووزارة تغير المناخ والطاقة والبيئة والمياه في الحكومة الاتحادية، ووزارتا الطاقة والمياه في ولاية غرب أستراليا، وهيئة حماية البيئة في الولاية.
وتترقب المؤسسة وشركة وودسايد تجاوز الخلافات والتحديات البيئية والقانونية التي أحاطت بالمشروع لمدة عامين، وعطّلت إنتاجه، إذ تعتزم الشركة المطورة إنتاج أول شحنة غاز مسال عام 2026 من منشأة بلوتو من خطَّي الإنتاج 1 و2.
وخلال إعلان قرار الاستثمار النهائي للمشروع عام 2021، قدّرت الشركة تكلفته بنحو 12 مليار دولار، غير أن هذه التكلفة ارتفعت بنسبة 4% إلى 12.5 مليار دولار مؤخرًا.
ويبدو أن خط إنتاج الغاز المسال 1 في منشأة بلوتو كان أبرز أسباب فارق التكلفة.
موضوعات متعلقة..
- صفقة جديدة لتطوير مشروع غاز عملاق في أستراليا
- أستراليا توافق على تطوير حقل غاز سكاربورو
- أستراليا تصدّر 6 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال إلى تايوان.. هل تنافس قطر؟
اقرأ أيضًا..
- مصدر للطاقة: لبنان لا يستورد وقودًا من مصر.. دولة خليجية صاحبة الشحنة
- المغرب بالقائمة.. أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء بالفحم (إنفوغرافيك)
- إمدادات الأمونيا النظيفة قد تقفز إلى 32 مليون طن بقيادة 3 أسواق (تقرير)