التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

كثافة طلب الذكاء الاصطناعي على الكهرباء.. هل توفّره المفاعلات النووية الصغيرة؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي ترفع احتياجات الكهرباء الإجمالية لمراكز البيانات بنسبة 160%
  • مراكز البيانات النموذجية تستعمل نحو 32 ميغاواط من الكهرباء
  • المفاعلات المعيارية الصغيرة لا تُعد الخيار النووي الوحيد
  • يمكن استخدام المفاعلات الصغيرة لاستبدال مولدات الديزل الاحتياطية القذرة

تحتاج مراكز البيانات إلى مزيد من الكهرباء لتغذية طفرة الذكاء الاصطناعي؛ ما قد يضطرها إلى الاستعانة بمحطات الطاقة النووية والمفاعلات المعيارية الصغيرة.

ويعمل مطوّرو أنواع جديدة من المفاعلات النووية الصغيرة وكيمياء البطاريات على صقل الخطط لتحقيق الربح من خلال استهداف مراكز البيانات، التي تحتاج إلى مزيد من الطاقة لتغذية طفرة ذلك الذكاء حول العالم، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى الرغم من كل الضجيج الذي يدور حول الذكاء الاصطناعي، فإن اليقين الوحيد هو كمية الكهرباء الإضافية التي تستنزف الشبكة واللازمة لتشغيل مراكز البيانات التي تديرها.

وقال كبير مسؤولي التجارة لدى شركة نوسكيل باور NuScale Power، التي تسوّق أنظمة نووية صغيرة الحجم، كلايتون سكوت: "إنه وقت فريد وموقف فريد.. لقد وصلنا إلى هذا التوافق المثالي غير المخطط له مع عالم البيانات".

ويرى سكوت في ذلك فرصة عمل هائلة، وفق ما صرّح به لمجلة فوربس.

احتياجات الكهرباء الإجمالية لمراكز البيانات

قدّر تقرير بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، الذي يرى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى زيادة بنسبة 160% في احتياجات الكهرباء الإجمالية لمراكز البيانات، أن استفسارات برمجية تشات جي بي تي ChatGPT تحتاج إلى نحو 10 أضعاف الكهرباء التي تحتاج إليها عمليات البحث على محرك غوغل.

إن اقتران ذلك بحقيقة مفادها بأن شبكة الولايات المتحدة بلغت أو تقترب من ذروة سعتها بالاعتماد على محطات الوقود الأحفوري القائمة -مع تراكم مشروعات الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الشمسية التي تنتظر الربط بالشبكة في محاولة لخفض انبعاثات الكربون- يُنذر بأزمة طاقة، وفقًا لمجلة فوربس (forbes).

ويأمل كبير مسؤولي التجارة لدى شركة نوسكيل باور، التي تسوّق أنظمة نووية صغيرة الحجم، كلايتون سكوت، أن تقدم شركته إجابة واحدة إلى مراكز البيانات وعملائها من الذكاء الاصطناعي، بأن تتمكّن مفاعلاتها النووية المعيارية الصغيرة من توليد 77 ميغاواط محايدة كربونيًا بصورة مستمرة.

وتعمل الشركة الناشئة التي تتخذ من مدينة بورتلاند مقرًا لها، مع مطور مركز البيانات ستاندرد باور Standard Power، لتوريد 24 مفاعلًا نوويًا معياريًا صغيرًا قادرًا على توليد ما يقرب من 2 غيغاواط من الكهرباء بصورة جماعية.

وتُعد نوسكيل واحدة من العديد من الشركات الناشئة في مجال الطاقة النووية والبطاريات التي تهدف إلى الاستفادة من كثافة الطاقة في الذكاء الاصطناعي.

محطة ثري مايل آيلاند النووية بولاية بنسلفانيا
محطة ثري مايل آيلاند النووية في ولاية بنسلفانيا - الصورة من وكالة أسوشيتد برس

استهلاك مراكز البيانات النموذجية

قال مدير التحليل في مركز حلول المناخ والطاقة، وهو مركز أبحاث للسياسة البيئية في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، دوغ فين، إن مراكز البيانات النموذجية تستعمل نحو 32 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتشغيل 6 آلاف منزل، مقارنة بنحو 80 ميغاواط لمراكز البيانات الموجهة للذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن هذه المراكز "بحاجة إلى أنظمة كثيفة الطاقة، وهذا هو السبب -للأسف- في أن محطات الغاز الطبيعي ما تزال تحظى بشعبية. لكن الشيء نفسه ينطبق على الطاقة النووية"، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أنه "من مساحة صغيرة جدًا، يمكن توليد كثير من الكهرباء".

من جهته، قال العالم لدى مختبرات لورانس بيركلي، أرمان شهابي، الذي يتتبع متطلبات الكهرباء في مراكز البيانات منذ عام 2007، إن "شريحة إتش 100 من شركة إنفيديا Nvidia، المحملة بـ8 وحدات معالجة رسومية ووحدتي معالجة مركزية، تمثّل صندوق خادم الذكاء الاصطناعي الأكثر طلبًا لمراكز البيانات".

ويقدّر أن كلًّا منها يستعمل من 8 إلى 10 كيلوواط من الكهرباء، مقارنة بالخوادم السابقة، التي تستعمل جزءًا ضئيلًا من ذلك.

وأشار إلى أنها تولّد كثيرًا من الحرارة، إذ يستعمل تبريدها ما يصل إلى 30% من المياه أكثر من مراكز البيانات التقليدية.

وعلى مستوى العالم، قد يستعمل الطلب على الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى 6.6 مليار متر مكعب من المياه في عام 2027، أو "أكثر من إجمالي سحب المياه السنوي في الدنمارك أو نصف المملكة المتحدة"، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كورنيل.

بدورها، تخطط شركات -مثل مايكروسوفت Microsoft- لاستعمال المفاعلات النووية الصغيرة لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي لديها، ومؤسس الشركة بيل غيتس هو رئيس شركة تيرا باور TerraPower، التي تعمل على تطوير نوع جديد من مفاعل الصوديوم الذي يستعمل الملح لتخزين الطاقة.

رسم توضيحي لمحطة طاقة نووية تستعمل تقنية المفاعل المعياري الصغير
رسم توضيحي لمحطة طاقة نووية تستعمل تقنية المفاعل المعياري الصغير - الصورة من NuScale

المفاعلات النووية الصغيرة

لا تُعد المفاعلات المعيارية الصغيرة الخيار النووي الوحيد، وفقًا لمجلة فوربس (forbes).

ويمكن استعمال المفاعلات النووية الصغيرة مثل تلك التي طورتها شركة راديانت نيوكلير Radiant Nuclear لاستبدال مولدات الديزل الاحتياطية القذرة، أو تزويد مراكز البيانات بدفعة طاقة إضافية صغيرة حسب الحاجة.

وتخطط الشركة، التي يقع مقرّها في لوس أنجلوس، لبيع وحدات بقوة 1 ميغاواط يمكن شحنها مباشرة من المصنع بوساطة شاحنة أو طائرة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة راديانت نيوكلير، دوغ بيرناور: "إنها تصل في حاوية واحدة، ويمكن إعدادها وتشغيلها بسهولة".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق