تسيير السفن الخضراء بوقود من "روث الأبقار"
دراسة يابانية جديدة
أسماء السعداوي
تلقّت مساعي تشغيل محركات السفن الخضراء بالوقود النظيف دفعة كبيرة من تحالف ضخم مكون من 6 شركات مرموقة، بما يحقق أهداف التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.
وأطلقت الشركات اليابانية دراسة جدوى لتقييم إمكانات إنتاج واستعمال روث الأبقار في استخراج الميثان الحيوي، ليحلّ بدلًا من وقود السفن التقليدي في المستقبل.
وبحسب تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُسهم صناعة النقل البحري بنحو 4% من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، لذلك وضعت هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويملك الميثان الحيوي والوقود الأخضر -عمومًا- القدرة على خفض انبعاثات تربية الماشية، التي تُسهم في إطلاق غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ، بخلاف قدرته على تحقيق الأهداف المناخية لروّاد صناعة السفن.
وقود السفن الخضراء
تضم قائمة الشركات اليابانية المشاركة في الدراسة الجديدة هاماناكا تاون" (Hamanaka Town) و"جيه إيه هاماناكا" (JA Hamanaka) و"تاكاناشي لمنتجات الألبان" (Takanashi) و"هوكايدو غاز" (Hokkaido Gas) وميتسوي أو إس كيه لاينز (Mitsui O.S.K. Lines) و"إم أو إل صن فلاور" (MOL Sunflower).
وبحسب البيان الصحفي الذي نشرته شركة ميتسوي أو إس كيه لاينز عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، يمثّل غاز الميثان الحيوي مصدرًا فعالًا للطاقة، لتحقيق الغاية النهائية بإزالة الكربون من صناعة النقل البحري، وتشغيل السفن الخضراء بالوقود النظيف.
وتركّز الدراسة على فكرة إنتاج الميثانول الحيوي (Biomethane) من روث الأبقار الموجود في إحدى مزارع الأبقار في مدينة هاماناكا، لاستعمالها بتسيير السفن الخضراء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسيكون الغرض الرئيس من البحث هو تقييم استعمال كل -أو جزء من- الميثان الحيوي لتشغيل المصانع والسفن الخضراء، كما ستقدّم الشركات الستة خبراتها وتجاربها ذات الصلة، للخروج بأفضل النتائج.
ويُنتَج الميثان الحيوي من مواد حيوية مثل نفايات الماشية وبقايا المحاصيل ومخلّفات الطعام وعدد من النفايات العضوية، ثم يخضع لعملية تكرير حتى يصل تركيز الميثان إلى الدرجة نفسها بالغاز الطبيعي.
ويُستعمل الميثان الحيوي في توليد الكهرباء وعمليات التسخين، ويُنتج من روث الحيوانات عن طريق التخمير، أو من النفايات عند تحلُّلها في بيئة خالية من الأكسجين.
مشروعات الميثان الحيوي
سبق أن شهدت صناعة النقل البحري مشروعات مماثلة لإنتاج الميثان الحيوي لتسيير السفن الخضراء.
وكانت البداية مع شركة الشحن واللوجستيات الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM) التي تسعى لخفض الانبعاثات الإجمالية بنسبة 30% بحلول نهاية العقد، مقارنة بعام 2008، لترتفع النسبة إلى 80% بحلول عام 2040، ثم الوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050.
وفي أبريل/نيسان من عام 2021، طرحت الشركة أول مناقصة لتوريد وقود السفن الخضراء المنتَج من الميثان الحيوي.
كما قررت الشركة ذاتها، بالتعاون مع إنجي الفرنسية (Engie) في عام 2022، الاستثمار في أول وحدة صناعية وتجارية من الجيل الثاني لإنتاج الميثان الحيوي، فيما يُعرق بمشروع سالاماندر.
ووفق التقديرات الأولية، سيُنتج المشروع 11 ألف طن من الميثان الحيوي سنويًا، بدءًا من عام 2026 بإجمالي استثمارات 150 مليون يورو (165.6 مليون دولار).
(اليورو= 1.10 دولارًا أميركيًا)
وفي مطلع العام الجاري (2024)، نجحت شركتا "تيتان كلين فيولز" (Titan Clean Fuels) و"إس تي إكس غروب" (STX Group) بإجراء أكبر عملية لنقل 2200 طن متري من الميثان الحيوي السائل بين سفينتين بميناء روتردام في هولندا.
إنتاج الميثان الحيوي عالميًا
ارتفع الإنتاج العالمي من الميثان الحيوي في العام الماضي (2023) بنسبة 12%، إلى 8 مليارات متر مكعب، بقيادة مشروعات الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
كما توقعت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها الصادرة في يوليو/تموز (2024) ارتفاع الإنتاج إلى ما يتراوح بين 15 و16 مليار متر مكعب بحلول عام 2037.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ارتفاع إنتاج الوقود الحيوي عالميًا:
وفي أوروبا، تضاعف إنتاج الميثان الحيوي 7 مرات خلال عشر سنوات انتهت في 2022، وفي 2023 وحده نما الإنتاج بنسبة 10% إلى 4.5 مليار متر مكعب، كما ارتفعت قدرات الإنتاج الأوروبية إلى 6.4 مليار متر مكعب سنويًا، استحوذت بلدان الاتحاد الأوروبي على 81% منها، بنسبة نمو 37%.
ويمكن أن تحول تلك القدرات دون إطلاق 29 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بجانب إنتاج 830 ألف طن من الأسمدة العضوية سنويًا، وإمداد 5 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة.
وارتفع عدد مصانع الميثان الحيوي بأوروبا إلى 1548، بنسبة نمو 32%، ورُبط 80% منها بشبكة الغاز، وفق تقرير لمنصة "يوروبيان بيوغاز" (europeanbiogas).
موضوعات متعلقة..
- تحديث محركات السفن لإضافة الميثانول.. تقنية ألمانية للتحول الأخضر
- الوقود الأخضر يستعد لغزو قطاع الشحن البحري (تقرير)
- توحيد معايير تموين السفن بالغاز المسال.. خطوة مهمة لخفض انبعاثات الشحن البحري
اقرأ أيضًا..
- مصدر لـ"الطاقة": لبنان لا يستورد وقودًا من مصر.. "دولة خليجية" صاحبة الشحنة
- اكتشاف غاز في مصر احتياطياته 3 تريليونات قدم مكعبة يترقب الإنتاج
- المغرب بالقائمة.. أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء بالفحم (إنفوغرافيك)
- إمدادات الأمونيا النظيفة قد تقفز إلى 32 مليون طن بقيادة 3 أسواق (تقرير)