غازالتقاريرتقارير الغازرئيسية

الغاز الروسي قد يحول إيران إلى مركز توزيع لـ4 دول

تضم بلدين عربيين

حياة حسين

يمكن أن تتحول إيران، بفضل وارداتها من الغاز الروسي، إلى مركز لبيع إنتاج موسكو لـ 4 دول، منها دولتان عربيتان، بفضل صفقة المبادلة بين البلدين، والتي جاءت نتيجة لتدهور الوضع المحلي في مجال الطاقة، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.

وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز عالميًا، لكن استيراد الغاز من روسيا يطرح تساؤلًا متكررًا عن سبب ذلك، وفق تقرير تحليل طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال: "إن الإجابة السهلة هي نقص الاستثمارات اللازمة لتطوير الحقول، إضافة إلى زيادة الطلب على الاستهلاك".

وتخضع إيران منذ سبعينيات القرن الماضي لعقوبات أميركية، خُفِّفَت في حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، عقب توقيع الاتفاقية النووية، إلّا أن خلَفه دونالد ترمب انسحب من الاتفاقية، ما أعاد أزمة العقوبات وصعوبة وصول منتجات طهران إلى الأسوق، وفي الوقت نفسه عزوف المستثمرين عن العمل بها.

وتعاني روسيا من الأزمة نفسها، وتفرض عليها الولايات المتحدة والدول الغربية كافة عقوبات هائلة، منذ غزو أوكرانيا، بغرض تقويض صادراتها من النفط والغاز، والتأثير بإيرادات الموازنة، التي تمثّل أكثر من 70% منها.

صفقة مبادلة الغاز

تصل واردات إيران من الغاز الروسي إلى 300 مليون متر مكعب يوميًا، بموجب صفقة اتفق عليها الجانبان في شهر يونيو/حزيران الماضي، حسبما ذكر موقع "برس تي في"، اليوم الأحد 18 أغسطس/آب 2024.

وسبق هذا الاتفاق إعلان مكرر من المسؤولين في طهران عن قرب توقيع صفقة مبادلة الغاز مع روسيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأعلنت وزارة النفط الإيرانية، في شهر سبتمبر/أيلول 2022، قرب توقيع عقد استيراد الغاز ومقايضته بين طهران وموسكو، في حين كشفت بيانات بورصة الطاقة الإيرانية "إيرينكس"، في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، أن طهران ستوفر 6 مليارات دولار سنويًا حال تنفيذ الصفقة.

منشأة لمعالجة الغاز تديرها شركة غازبروم الروسية في شبه جزيرة يامال بالقطب الشمالي
منشأة لمعالجة الغاز تديرها شركة غازبروم الروسية في شبه جزيرة يامال بالقطب الشمالي – الصورة من رويترز

وتصبّ واردات إيران من الغاز الروسي بصالح المستهلكين في المقام الأول، إذ شهد الاستهلاك في مواسم البرد القارس والحر الشديد ارتفاعًا متناميًا، ما دفع طهران إلى وقف الصادرات، وأيضًا إيقاف تشغيل عدد من محطات توليد الكهرباء.

كما تستفيد روسيا الباحثة عن أسواق جديدة، بعد فرض العقوبات الغربية عليها، وكانت الصين والهند وتركيا إضافة إلى الإمارات من الأسواق البديلة التي احتضنت صادرات موسكو من النفط، وتسعى لعمل الأمر ذاته مع الغاز.

غير أن تصدير الغاز ليس بسهولة النفط، كونه يحتاج إلى بنية تحتية مشتركة. ونجحت روسيا في تصدير 22.7 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين في 2023 من مشروع باور أوف سيبيريا، مقارنة بنحو 8.2 مليار متر مكعب في 2021.

إلّا أن هذ لا يعني أن صادرات روسيا من الغاز لم تتأثر، فقد تراجعت بعد العقوبات من 244 مليار متر مكعب سنويًا إلى 142 مليار متر مكعب في 2023.

وهبطت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، التي كانت تستحوذ على أكثر من 55% منه، بما يعادل 140 مليار متر مكعب، ووصلت إلى 27 مليار متر مكعب فقط في 2023.

فائض الغاز الروسي

 

لدى روسيا حاليًا فائض من الغاز يُقدَّر بنحو 95 مليار متر مكعب، يبحث عن أسوق للتصدير، ما يخلق فرصة فريدة لإيران لتصبح مركزًا لتصدير هذا الغاز، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تمثّل واردات إيران من الغاز الروسي فرصة لمعظم جارات طهران، إذ يعانين من نقص إمدادات الغاز، فهناك سعة تصديرية تُقدَّر بنحو 25 مليار متر مكعب إلى تركيا، ومثلها إلى العراق، و10 مليارات متر مكعب إلى باكستان، ومثلها إلى سلطنة عمان.

منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي في شمال غرب روسيا
منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي في شمال غرب روسيا- الصورة من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي

وتتوفر البنية التحتية الملائمة لتصدير الغاز الروسي من إيران في معظم هذه الدول، من خطوط أنابيب وأنظمة توزيع، ويعني ذلك أن واردات إيران من الغاز الروسي تتمتع بأسواق سهلة يمكن أن تستقبل الصادرات.

وعلى جانب آخر، يجب ألَّا يُنظَر لمسألة واردات إيران من الغاز الروسي من الناحية الاقتصادية فحسب، لأن الفوائد الأمنية والسياسية المترتبة على هذا التعاون شديدة الأهمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق