حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل الحوية.. مشروع عملاق لإنتاج الغاز ومعالجته في السعودية

أحمد بدر

منذ ما يزيد عن 20 عامًا، يشكّل حقل الحوية محورًا مهمًا لإنتاج الغاز في السعودية، إذ ظل -إلى جانب حقل حرض- أهم الحقول المنتجة في المملكة، قبل تحقيق مزيد من الاكتشافات المهمة في هذا المجال.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط والغاز في المملكة، فإن الأهمية الكبيرة للحقل لا تكمن في حجم إنتاجه، بل في المشروعات المقامة عليه، وهي معامل الغاز التي تنتج كميات ضخمة.

وتعدّ المعامل المقامة بحقل الحوية الغازي في السعودية صمام أمان لإنتاج الغاز الطبيعي، إذ إن شركة أرامكو عملت على توفير مرافق عملاقة بإمكانها إنتاج كميات ضخمة من الغاز، بما يلبي احتياجات المملكة، وكذلك يدعم قدرتها على التصدير لاحقًا، وهو ما حدث بالفعل.

وعلى هذا الأساس، بدأت شركة أرامكو مشروعاتها لتطوير مرافق إنتاج الغاز في حقل الحوية وحقل حرض، في عام 2017، وذلك بهدف زيادة إنتاجها الغازي إلى نحو 20 مليار قدم مكعبة قياسية، في عام 2021، ثم تطوير هذه الزيادة لاحقًا.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

مشروع تطوير حقل الحوية

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017، أرست عملاقة النفط والغاز السعودية أرامكو 3 عقود لتطوير مواقع في حقل الحوية وحقل حرض، لزيادة إنتاج الغاز فيهما إلى مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا لكل منهما، وذلك ضمن إستراتيجيتها لتطوير هذا القطاع.

وحصلت شركة "مفرح الحربي" المحلية على عقود تطوير الحقلين، وهو ما جاء ضمن برنامج أرامكو الخاص بمعامل ضغط الغاز، الهادف إلى تحسين إنتاج الغاز واستدامته، وكذلك تنويع مزيج الطاقة السعودي وتوفير مصادر نظيفة.

منشأة تابعة لشركة أرامكو
منشأة تابعة لشركة أرامكو - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وبلغت تكلفة عقود تطوير حقول الغاز، ومن بينها حقل الحوية، الموقّعة مع عدد من شركات الخدمات النفطية، خلال العام نفسه، والهادفة إلى تحقيق استدامة الطاقة وتنويع الاقتصاد، نحو 16.8 مليار ريال سعودي (4.5 مليار دولار)، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة أرامكو.

وتضمنت هذه الاتفاقيات إقامة مرافق لضغط الغاز، وإنشاء محطات لفصل السوائل، بالإضافة إلى إنشاء خطوط نقل إلى معملَي الغاز في حقل الحوية وحقل حرض، وكذلك توسعة شبكة خطوط أنابيب تجميع الغاز القائمة.

وقد وفر مشروع توسعة معمل الغاز في حقل الحوية مرافق إضافية لمعالجة نحو 1.07 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الحلو، بالإضافة إلى إنشاء خطوط أنابيب التدفق الحر، الأمر الذي أسهم في تحقيق التدفق الحر لنحو 290 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من حقل حرض إلى محطة الغاز في الحوية.

معامل حقل الحوية
معامل حقل الحوية - الصورة من "أرامكو"

وكانت عملاقة النفط والغاز السعودية أرامكو قد أعلنت في عام 2016 خطة تطوير شاملة، تستهدف زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي من 16 مليار قدم مكعبة إلى نحو 20 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا في 2021، وهو الإعلان الذي أطلقت على إثره مشروعات التوسعة في الحقل، وفق ما نشرته منصة "جاما هولدينغ" (Gama Holding).

واشتملت الخطة على زيادات تدريجية في الإنتاج، بواقع 2.5 مليار قدم مكعبة في عام 2019، و1.3 مليار قدم مكعبة في عام 2021، وذلك قبل الوصول إلى مستوى الإنتاج المنشود في عام 2025، بواقع 23 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

معالجة الغاز في مشروع حقل الحوية

في 30 يونيو/حزيران 2024، تحدَّث وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز عن مشروع الغاز في حقل الحوية، قائلًا: "مشروع تطوير الخزانات الطبيعية واستخدام المكامن، يجب الإِشادة به، لأنه سيوفر نحو ملياري قدم مكعبة يوميًا".

ولفت الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أهمية هذا المشروع، بتأكيد أن هذه الكميات التي سينتجها، ستُستَعمَل في أوقات الذروة، وعندما لا تكون هناك حاجة خلال أوقات الذروة سوف يُعاد تخزينها، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال الـ20 عامًا الماضية، كان حقل الحوية وحقل حرض مفتاحَي برنامج إنتاج الغاز السعودي، إذ كانا يلبّيان احتياجات توليد الكهرباء في المملكة، وتوفير مدخلات اللقيم القيمة لدعم نمو قطاع البتروكيمياويات محليًا.

وكان حقل الحوية أحد مفتاحَي الإنتاج المستدام، من خلال معامل ضغط الغاز، وهي تقنية تُستعمل في جميع مراحل الإنتاج والتوزيع لضمان نقل السوائل لمرافق الإنتاج، وفق ما نشره موقع "أرامكو لايت".

يشار إلى أن غاز البيع المُنتج في معمل الغاز في حقل الحوية يُرسَل إلى معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي المجاور، إذ تُستخلص سوائل الغاز الطبيعي ذات القيمة الكبيرة، قبل تجزئتها في معامل أخرى تابعة لشركة أرامكو، لاستعمالها لاحقًا في صورة لقيم لصناعة البتروكيماويات.

مشروع تطوير حقل الحوية
مشروع تطوير حقل الحوية - الصورة من "أرامكو"

وتمكنت شركة أرامكو، عبر التوسعات الأخيرة في حقل الحوية، من تحسين كفاءة الطاقة، وخفض الانبعاثات المؤثّرة في البيئة، إذ تشمل التقنيات المستعملة في ذلك، المولدات البخارية التي تستخلص الحرارة لاستغلال الفاقد الحراري وتحويله إلى بخار يمكن استعماله، وفق ما نشره موقع "سعوديبيديا".

بالإضافة إلى ذلك، تشمل التقنيات مولد توربين بخاريًا، يحتجز الطاقة المُهدرة ويحوّلها إلى طاقة كهربائية، بجانب نظام يستخلص غاز الشعلة، ونظام آخر يستخلص السوائل ويصرّفها، ونظام لتنقية الشعلة بالنيتروجين، لوقف الحرق عبر التخلص من غاز الشعلة، واحتجاز الغازات والسوائل المحروقة، ومعالجتها مرة أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق