طاقة الرياح في تركيا تتجاوز أهداف 2030.. والاعتماد على الفحم مستمر

تسير طاقة الرياح في تركيا نحو تحقيق أكثر مما هو مطلوب لتلبية أهدافها الحالية لعام 2030، رغم أن البلاد ما تزال ترى أن الفحم عنصر رئيس في مزيج الكهرباء لديها.

ووفقًا لخطة الطاقة الوطنية للبلاد، تهدف تركيا إلى زيادة إجمالي قدرتها من الطاقة المتجددة إلى 91 غيغاواط بحلول عام 2030.

وتدعو الخطة، على وجه التحديد، إلى توسّع لطاقة الرياح في تركيا، مع هدف الوصول إلى 18 غيغاواط بحلول عام 2030، من 11 غيغاواط في عام 2022.

ومن المتوقع أن ترفع تركيا قدرتها من طاقة الرياح إلى 29.6 غيغاواط بحلول عام 2035، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

يأتي ذلك في حين ما تزال حكومات العالم تواجه تحديًا في تحقيق طموحات طاقة الرياح، ورغم أن الأهداف الوطنية تصل بسعة طاقة الرياح لأكثر من الضعف، فإنها ليست كافية بعد لتلبية الحاجة العالمية لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.

توليد الكهرباء من طاقة الرياح في تركيا

من المستهدف أن تصل حصة طاقة الرياح في مزيج الكهرباء التركي إلى 12% بحلول عام 2030، وهو ما تحقق بالفعل تقريبًا، مع توقعات بأن ترتفع هذه الحصة إلى 18% بحلول عام 2035، بحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).

ولدى تركيا حاليًا 12 غيغاواط من قدرة طاقة الرياح البرية، ما يمثّل 11% من توليد الكهرباء في البلاد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن خلال خطواتها المتسارعة في الإضافات والتوقعات الطموحة في قطاع الرياح، وضعت تركيا نفسها في المرتبة الـ12 عالميًا في قائمة أكبر الدول من حيث سعة طاقة الرياح البرية.

توقعات طاقة الرياح في تركيا

للوصول إلى الهدف الطموح بشأن قدرة طاقة الرياح في تركيا، ستحتاج البلاد إلى تركيب 0.9 غيغاواط سنويًا في المدة بين عامي 2024 و2030.

ومن المتوقع أن تضيف تركيا 1.3 غيغاواط من قدرة طاقة الرياح سنويًا من عام 2024 إلى 2028، وفقًا لتقديرات حديثة من وكالة الطاقة الدولية.

ومع ذلك، فإن وتيرة تطوير قدرة طاقة الرياح في تركيا -حاليًا- تقع في مكان ما بين هذه التوقعات، حيث بلغ متوسط معدل التركيبات 1.1 غيغاواط تقريبًا على مدى السنوات الـ4 الماضية.

وفي حين إنه من الممكن أن تتجاوز تركيا هدفها، فمن المهم -أيضًا- ملاحظة أن طموحات البلاد الحالية متواضعة نسبيًا، خاصة بالنظر إلى إمكانات الرياح الهائلة التي تتمتع بها، التي تصل إلى 150 غيغاواط.

ومع وجود 26 غيغاواط من مشروعات طاقة الرياح البرية قيد التطوير حاليًا، هناك مجال واضح للنمو والتوسع، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الاعتماد على الفحم مستمر

رغم الطموحات المرتبطة بالتوسع في المصادر المتجددة، ومنها طاقة الرياح في تركيا، للحصول على كهرباء نظيفة، فإن البلاد شهدت تضاعف حصة الفحم في مزيج توليد الكهرباء خلال العقد الماضي.

وأصبحت تركيا ثاني أكبر مستهلك للفحم لتوليد الكهرباء في أوروبا، بعد ألمانيا، إذ وصل حجم الكهرباء المنتجة من الفحم في البلاد إلى 118 تيراواط/ساعة عام 2023.

ويرجع ذلك -إلى حدّ كبير- لنمو محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، التي شكّلت أكثر من ثلث توليد الكهرباء في تركيا العام الماضي (2023).

وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تتجاوز القدرة المركبة لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم في تركيا 24 غيغاواط بحلول عام 2035، وهو ما يمثّل زيادة كبيرة عن الإجمالي الحالي البالغ 22 غيغاواط.

وأكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، مؤخرًا، أهمية زيادة إنتاج الكهرباء من الفحم لضمان استدامة عمل محطات الكهرباء في البلاد، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من جميع الموارد المحلية بأقصى إمكاناتها.

وشهد توليد الكهرباء بالفحم في تركيا طفرة كبيرة على مدار العقد الماضي، حيث زادت القدرة المركبة بنسبة 65%، وتضاعف الإنتاج السنوي من 64 تيراواط/ساعة إلى 118 تيراواط/ساعة.

موضوعات متعلقة..

• تضاعُف قدرة طاقة الرياح العالمية غير كافٍ لتحقيق أهداف المناخ 2030
• تقرير يخفض توقعات قدرة طاقة الرياح البحرية العائمة بحلول 2030
• تركيبات طاقة الرياح في العالم قد تتجاوز 2 تيراواط بقيادة الصين (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• التعدين في الخليج يدخل الصراع الأميركي الصيني.. واستثمار قطري
• ما أبرز تقنيات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون؟.. خبير عراقي يجيب
• استثمارات الطاقة النظيفة في أميركا تنتعش بـ500 مليار دولار
• سوق بطاريات تخزين الكهرباء العالمية تتحرر من سيطرة الكبار