استثمارات شركات النفط والغاز تحت سطح البحر قد تتجاوز 42 مليار دولار
في 2027
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- أغلب الاستثمارات تتّجه إلى معدّات التنقيب وتركيب خطوط الأنابيب
- مشروعات المياه العميقة في البرازيل وغايانا والنرويج الأكثر حظًا
- أميركا الجنوبية ستقود العالم في تركيب الأشجار البحرية خلال 5 سنوات
- 3 شركات تتصدر قائمة المورّدين للأشجار البحرية حتى عام 2029
تتزايد استثمارات شركات النفط والغاز تحت سطح البحر ضمن بنود الإنفاق على أنشطة المنبع الخاصة بعمليات استكشاف واستخراج الموارد من المياه العميقة وما بعد العميقة.
ويُقصد باستثمارات القطاع تحت سطح البحر كل ما يتعلق بتوفير أنظمة وخدمات الإنتاج والمعالجة، مثل معدّات التنقيب والرافعات وتركيب خطوط الأنابيب، وتثبيت الأشجار البحرية -المعروفة باسم شجرة رأس البئر-، وهو قطاع مهم لربط الآبار الموجودة تحت سطح البحر بالمنشآت العائمة أو البرية.
ويتوقع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- وصول استثمارات شركات النفط والغاز التراكمية تحت سطح البحر إلى 32 مليار دولار بحلول نهاية 2024، بزيادة 6.5% عن عام 2023.
بينما يُتوقع نمو هذه الاستثمارات بمعدل سنوي مركب 10% خلال المدة من 2024 حتى 2027، ليتجاوز إجمالي الإنفاق 42 مليار دولار بحلول نهاية 2027.
تعافي سوق تحت سطح البحر
تعافت أنشطة سوق تحت سطح البحر بقوة من تأثيرات جائحة كورونا التي تسببت بانخفاض كبير في استثمارات شركات النفط والغاز بنسبة 20%، لكن السوق لم تلبث كثيرًا حتى بدأت التعافي في عام 2021، مع ارتفاع الإنفاق بنسبة 5%، ليصل إلى 23 مليار دولار، بحسب التقرير الصادر من شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وكان انتعاش الاستثمارات في السوق قويًا خلال السنوات الماضية، خاصة في مناطق مثل أميركا الجنوبية وأوروبا، حيث استطاعت المشروعات الكبرى بهذه المناطق جذب استثمارات جديدة .
وتتوقع شركة الأبحاث النرويجية استمرار نمو استثمارات شركات النفط والغاز تحت سطح البحر خلال السنوات الـ4 المقبلة وحتى عام 2027، مع تزايد اكتشافات المياه العميقة وزيادة الطلب على أجهزة وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في مناطق الإنتاج البحرية.
كما تتوقع الشركة هيمنة مشروعات المياه العميقة على 45% من سوق المعدّات والتركيبات تحت سطح البحر خلال المدة من 2024 وحتى 2028، مع استحواذ مشروعات البرازيل وغايانا والنرويج وموزمبيق والمملكة المتحدة على النصيب الأكبر من الإنفاق الموجّه لذلك.
ويمكن لمشروعات المياه العميقة المدعومة بوحدات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في البرازيل وغايانا وحدهما أن تستحوذ على 35% من السوق.
ويُتوقع ارتفاع استثمارات شركات النفط والغاز الموجّهة للمعدّات وخطوط الأنابيب وخدمات التركيب والتثبيت تحت سطح البحر في البرازيل بنسبة 18% على أساس سنوي، لتصل إلى 6 مليارات دولار في عام 2024.
كما يشهد الإنفاق في النرويج انتعاشًا مع إنشاء وحدة الطاقة الهيدروليكية، التي تحقق كفاءة عالية في الأداء، ويمكنها أن تقلل الحاجة إلى المعدّات الثقيلة؛ ما قد يفتح الآفاق أمام تطوير معدّات البحر مستقبلًا.
تركيبات الأشجار البحرية وتوقعاتها
يُتوقع أن تقود أميركا الجنوبية العالم في عمليات تركيب الأشجار البحرية تحت سطح البحر بما يصل إلى 500 شجرة على مدى السنوات الـ5 المقبلة، بحسب تقرير ريستاد إنرجي.
والأشجار البحرية (subsea trees) نوع من المعدّات المستعملة في التحكم بإنتاج الحقول البحرية في المياه الضحلة أو العميقة، ويختلف تصنيفها حسب تقديرات العمق ودرجات الحرارة والضغط، وتوصف بـ"الأشجار" لأن تصميمها قريب من أشجار الزينة وأشجار عيد الميلاد، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقادت النرويج تركيب الأشجار البحرية تحت سطح البحر خلال السنوات الـ3 الماضية (2020-2023)، عبر تركيب 200 شجرة من إجمالي 600 شجرة مركبة في المياه العميقة، تراوح تركيبها على أعماق من 125 إلى 1500 مترًا.
خلال المدة نفسها، ركّبت النرويج خطوط أنابيب ومكملاتها من الرافعات و الأجهزة المرتبطة على امتداد 1400 كيلومتر في المياه العميقة، متجاوزةً البرازيل التي بلغت تركيباتها 1200 كيلومتر، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي التركيبات العالمية في هذا القطاع إلى 3500 كيلومتر في عام 2024، ستستحوذ البرازيل على 22% منها، تليها الولايات المتحدة بنسبة 15%، وأنغولا بنسبة 10%؛ ما سينعكس على زيادة استثمارات شركات النفط والغاز العاملة في هذه المناطق.
أبرز موردي الأشجار البحرية حتى 2029
من المتوقع أن تصبح البرازيل والنرويج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأنغولا الأسواق الرئيسة لنشاط تركيبات خطوط الأنابيب وخدماتها المكملة خلال السنوات الـ5 المقبلة وحتى 2028؛ ما سيجذب جزءًا كبيرًا من استثمارات شركات النفط والغاز العالمية والإقليمية.
ويُتوقع توسُّع تركيبات الأشجار تحت سطح البحر خلال عام 2024، بقيادة شركتي إكوينور النرويجية وإكسون موبيل الأميركية، خاصة في غايانا، وسط توقعات باستحواذ الأولى على 17% من إجمالي تركيبات الأشجار البحرية، بينما ستستحوذ الثانية على 12%.
كما يُتوقع أن تسهم 3 شركات مورّدة للمعدّات في توريد الأشجار المركبة تحت سطح البحر خلال السنوات الـ6 المقبلة حتى عام 2029، أبرزها شركة تكنيب إف إم سي البريطانية (Technip FMC) المتوقع توريدها 400 شجرة خلال المدة، سيذهب 57% منها لمشروعات إكسون موبيل في غايانا وبتروبراس في البرازيل.
وستورّد شركة وان صب سي الأميركية (OneSubsea) 270 شجرة بحرية خلال المدة نفسها، 40% منها سيذهب لأعمال الشركات في البرازيل، كما يُتوقع أن تورّد شركة أكر سوليوشنز (Aker Solutions) 150 شجرة، سيذهب 80% منها للنرويج.
موضوعات متعلقة..
- سوق منصات الحفر البحرية في 2023.. ودور مهم للشرق الأوسط
- الطلب على حفارات النفط البحرية يشهد طفرة في 2023 بقيادة أدنوك وبتروبراس
- توقعات استثمارات النفط والغاز حسب المنطقة بحلول 2030.. ما الأكثر إنفاقًا؟
اقرأ أيضًا..
- حريق هائل يخفّض إنتاج النفط الليبي (صور)
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط خلال 2025
- صادرات الغاز المسال العربية في يوليو.. 3 دول تشهد زيادة
- 10 تريليونات قدم مكعبة غاز في مصر.. بئر أوريون تنتظر حسم مصيرها