التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتنفطوحدة أبحاث الطاقة

كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة إنتاج أدنوك الإماراتية وخفض الانبعاثات؟

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • أدنوك تخطّط لتطبيق الذكاء الاصطناعي في 300 بئر خلال 2024
  • التقنيات الذكية رفعت إنتاج حقل "صرب" بنسبة 25%
  • تطبيق تقنية لأول مرة في العمليات البحرية عالميًا
  • أدنوك تعمل على بناء أكبر شبكة لاسلكية من الجيل الخامس

اتجهت شركة أدنوك الإماراتية في السنوات الأخيرة إلى التوسع في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية ضمن مساعي الشركة لزيادة الإنتاج وتقليل الانبعاثات.

وتساعد التقنيات الذكية الشركة الإماراتية في تحقيق هدف رفع طاقة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، والوصول إلى الحياد الكربوني في 2045.

وتستهدف عملاقة النفط أن تصبح شركة الطاقة الأكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي عالميًا، لمواكبة أعمالها للمستقبل وتحقيق أكبر قيمة ممكنة من أصول الشركة ومواردها.

وتتضمّن خطة الشركة تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في أكثر من 300 بئر ضمن عملياتها البرية والبحرية خلال العام الجاري (2024)، وفقًا لبيانات شركة أدنوك التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

30 تقنية للذكاء الاصطناعي

لدى أدنوك الإماراتية مركزان للذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وهما مركز التحكم الرقمي "بانوراما"، الذي يوفر رؤية تشغيلية دقيقة عن أعمال الشركة، ومركز "ثمامة لدراسة المكامن البترولية"، الذي يهدف إلى تعزيز الاستفادة من الموارد تحت السطح في أبوظبي.

وفي عام 2023، نجحت الشركة عبر نشر حلول الذكاء الاصطناعي ودمجها في تحقيق قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم (500 مليون دولار)، من خلال دمج أكثر من 30 تقنية وأداة.

إحدى منشآت أدنوك الإماراتية
إحدى منشآت أدنوك الإماراتية - الصورة من موقع الشركة

وفي السياق نفسه، أسهمت التقنيات الذكية في تقليل انبعاثات عمليات أدنوك بما يعادل مليون طن من ثاني أكسيد الكربون خلال المدة من 2022 حتى 2023، وهو ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة تعمل بالبنزين من الطريق، بحسب الأرقام التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ومن أبرز التقنيات التي تطبقها الشركة، برنامج التحليلات والتشخيصات المركزية (CPAD)، الذي يوظّف الذكاء الاصطناعي في أعمال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، بالإضافة إلى التكرير والتصنيع والتسويق، لمراقبة المعدات التشغيلية المهمة عن بعد.

ونجحت الشركة من خلال البرنامج في خفض مدد التوقف غير المخطط لها لصيانة المعدات، كما ساعد في تنظيم عمليات الصيانة الدورية وتحقيق الكفاءة التشغيلية؛ ما يؤدي إلى تعزيز إنتاج الطاقة مقابل انبعاثات أقل.

كما توظّف الشركة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل (Emission X)، التي تهدف إلى جمع البيانات الفورية من المواقع التشغيلية، من أجل التنبؤ الدقيق لمصادر الانبعاثات لمدة تصل إلى 5 سنوات مقبلة، واتخاذ إجراءات وقائية فاعلة.

يُشار إلى أن أداة (Emission X) طورتها شركة "إيه آي كيو" المتخصصة ومقرّها أبوظبي، التي تأسست في عام 2020 بصفتها مشروعًا مشتركًا بين "أدنوك" و"جي42".

ومن تطبيقات الشركة كذلك (SMARTi)، وهو نظام رؤية حاسوبي يوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن مخاطر السلامة في العمليات الصناعية والتشغيلية للشركة.

وتعتمد الشركة -أيضًا- على جهاز (AR360) الذي يساعد في رسم صور عن المكامن النفطية، بهدف تحسين عمليات تطوير المكمن، وتقليل الوقت اللازم لإعداد الخطط، وزيادة عمر البئر ورفع معدلات استخلاص النفط.

زيادة إنتاج النفط

نجحت عملاقة النفط الإماراتية، عبر استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي، في زيادة السعة الإنتاجية لحقل "سطح الرزبوط" البحري، المعروف بـ"صرب"، بنسبة 25% ليصل إلى 140 ألف برميل يوميًا.

وتوضح بيانات الشركة، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، أن التقنيات الذكية المستعملة في حقل "صرب" الواقع على بُعد 120 كيلومترًا شمال غرب أبوظبي، تتيح تشغيله عن بُعد من مركز تحكم يقع في جزيرة "زركوه" تبعد عنه 20 كيلومترًا.

وتضمنت أدوات الذكاء الاصطناعي المستعملة في الحقل تقنيات للمراقبة، وأنظمة ذكية لتشغيل الإنتاج وإدارته، أسهمت في تسريع زيادة السعة الإنتاجية بالتزامن مع خفض التكاليف والانبعاثات.

كما تشمل تلك التقنيات استعمال أدوات وحلول طوّرت من شركة "إيه آي كيو"، ومنها حلول (DrillRep) و(OptiDrill) التي تعمل على معالجة بيانات جمعت من حفارات الحقل وآباره.

استعمال تقنية الأولى من نوعها عالميًا

خلال العام الجاري، شهد حقل نصر البحري استعمال تقنية لأول مرة في العمليات البحرية عالميًا، طوّرتها شركة "إيه آي كيو" ومركز ثمامة للتميز التابع لشركة أدنوك الإماراتية.

ويُطلق على التقنية اسم نظام (RoboWell) يستعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي القائمة على السحابة لتشغيل الآبار بصورة آلية، وتُضبط ذاتيًا حسب الظروف.

حقل بحري تابع لأدنوك
حقل بحري تابع لأدنوك - الصورة من موقع الشركة

ويُسهم النظام الجديد في تعزيز أمن وسلامة العمليات التشغيلية لآبار حقل نصر البحري، ورفع الكفاءة، وخفض الانبعاثات، ما يقلل التكلفة ويزيد الإنتاج.

ويقع حقل نصر على بُعد 130 كيلومترًا شمال غرب أبوظبي، وهو حقل بحري يوظّف التقنيات الرقمية في جميع عملياته، لزيادة الإنتاج وخفض الانبعاثات.

وطبّقت أدنوك نظام (RoboWell) على 10 آبار في حقل نصر بصورة مبدئية، مؤكدة أن النظام أسهم في تحسين استهلاك الغاز بما يصل إلى 30%، ورفع الكفاءة التشغيلية بما يصل إلى 5%.

وسبق ذلك تطبيق الشركة النظام نفسه على حقل "باب الشمالي الشرقي" البري خلال العام الماضي، وهي المرة الأولى التي كان يُستعمل فيها النظام بصفة عامة.

أكبر شبكة لاسلكية خاصة من الجيل الخامس

تواصل أدنوك تعزيز استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في حلول الاتصال المتطورة لربط مواقع عملياتها من خلال نقل المعلومات على امتداد آبار وخطوط أنابيب النفط والغاز إلى غرف التحكم ذاتية التشغيل.

واتفقت عملاقة النفط الإماراتية مع "مجموعة إي آند" للتقنية على بناء أكبر شبكة لاسلكية خاصة من الجيل الخامس "5G"، مخصصة لقطاع الطاقة تغطي مساحة 11 ألف كيلومتر مربع، لتشمل جميع مواقع عمليات الشركة البرية والبحرية.

ومن المتوقع أن تُسهم الشبكة اللاسلكية خلال أول 5 سنوات من تشغيلها في تحقيق قيمة تجارية تبلغ 5.5 مليار درهم (1.5 مليار دولار)، ومن المقرر اكتمالها بحلول عام 2025.

حقل بري تابع لأدنوك
حقل بري تابع لأدنوك - الصورة من موقع الشركة

وستُسهم الشبكة في تغطية المنشآت الواقعة خارج نطاق الشبكة العامة؛ إذ من المقرر أن تكون قادرة عند اكتمالها على نقل المعلومات من أكثر من 12 ألف جهاز استشعار على امتداد آبار وخطوط أنابيب النفط والغاز إلى غرف التحكم ذاتية التشغيل.

ويُسهم ذلك في تقديم توصيات تساعد على زيادة العمر الافتراضي للأصول، وتعزز السلامة في حقول النفط، وتتيح استعمال التقنيات الرقمية في رؤوس الآبار، وتوفر رؤية شاملة للعمليات تُسهم في زيادة الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق