التقاريرتقارير منوعةمنوعات

إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي يهبط 82%.. ودولتان فقط تنتجانه حاليًا (تقرير)

خلال المدة من 1990 إلى 2023

يوسف خالد

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي يشهد انخفاضًا ملحوظًا منذ 1990
  • معدل تغطية الطلب على الفحم عبر الإنتاج المحلي ينخفض إلى 39% في 2023
  • 13 دولة في الاتحاد الأوروبي كانت تتنج الفحم الحجري بأنواعه في التسعينيات
  • بولندا وألمانيا أكبر الدول المستهلكة للفحم في الكتلة بنسبة 67% عام 2023
  • تزايد إنتاج الفحم في تركيا وألبانيا المرشحتين لعضوية الاتحاد الأوروبي

هبط إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي بنحو 82% خلال العقود الـ4 الماضية، ليصل إلى 50 مليون طن في عام 2023، مقارنة بنحو 277 مليون طن في عام 1990، بالتزامن مع التوسع في مصادر الطاقة المتجددة على مستوى دول الكتلة.

وأظهرت بيانات حديثة -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- انخفاض استهلاك الفحم في الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من عام 2018 إلى 2023 بأكثر من 42% للفحم الصلب، و40% للفحم البني، وكلاهما من أنواع الفحم الحجري المشهورة.

ويشهد إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي هبوطًا مستمرًا منذ عام 1990 حتى الآن، وذلك في إطار الجهود الرامية لخفض الانبعاثات وزيادة الاعتماد على الغاز والطاقة المتجددة في قطاع التوليد.

وانخفضت حصة إنتاج الفحم الحجري في تلبية الطلب بالاتحاد خلال العام الماضي إلى 39% فقط، مع تلبية المتبقي عبر الواردات، مقارنة مع 71% في عام 1990.

كما تراجع استهلاك الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي خلال 2023 بأكثر من 42% إلى 128 مليون طن، مقارنة عما كان عليه منذ 6 سنوات، عندما تجاوز 220 مليون طن.

انخفاض حصة الفحم في مزيج الكهرباء

أسهم هبوط استهلاك الفحم الحجري وإنتاجه في الاتحاد الأوروبي في خفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري بنسبة 20% على أساس سنوي في 2023، مع اتجاه حكومات التكتل للتوسع في الطاقة المتجددة، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي "يورستات".

وارتفع استهلاك الفحم في الاتحاد بنسبة 1.5%، لتنمو حصته في مزيج الكهرباء بالاتحاد الأوروبي إلى 16% خلال عام 2022، بسبب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا واضطراب إمدادات الطاقة العالمية، لكن هذه الحصة ما لبثت أن انخفضت إلى 12.3% خلال عام 2023، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر (Ember).

يوضح الرسم التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي خلال عامي 2023 و2022:

رسم بياني يوضح مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي

وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى انخفاض واردات الاتحاد الأوروبي من الفحم الروسي بنسبة 45% خلال عام 2022، ثم زاد انخفاضها بصورة حادة في عام 2023، مع استمرار الحظر الأوروبي المفروض على صادرات الفحم الروسي منذ أغسطس/آب 2022.

وتفوّق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على توليدها من الفحم في دول الاتحاد الأوروبي، لأول مرة في عام 2022، ثم واصلت التفوق في عام 2023.

وأشارت بيانات حديثة إلى تراجع توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري إلى أدنى مستوياته على الإطلاق خلال النصف الأول من عام 2024، مع تفوق كمية الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الكمية المولدة من الوقود الأحفوري لأول مرة، بحسب مركز إمبر.

إنتاج الفحم في بولندا والتشيك

كان إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي عام 1990 يأتي من 13 دولة عضوة، قبل أن يتراجع بحدة خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ اقتصر الإنتاج في 2023 على دولتين فقط، هما بولندا والتشيك.

وبلغ إنتاج بولندا قرابة 48 مليون طن، ما يعادل 97% من إجمالي إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي عام 2023، في حين أنتجت التشيك النسبة المتبقية (3%) والبالغة 1.4 مليون طن، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة من مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات".

وبالمقارنة مع عام 2012، الذي شهد آخر ذروة في إنتاج الفحم الحجري في الاتحاد الأوروبي، عندما وصل إلى 196 مليون طن، فقد هبط إنتاجه في بولندا بنسبة 39%، والتشيك بنسبة 88% خلال العام الماضي (2023).

ويتطابق اتجاه إنتاج الفحم الحجري في بعض دول الاتحاد الأوروبي مع اتجاه استهلاكه، إذ تستهلك كل الكميات تقريبًا في البلاد المنتجة له.

وإذا كانت بولندا أكبر دول الاتحاد الأوروبي في إنتاج الفحم الحجري، فهي أيضًا أكثر دول التكتل استهلاكًا له بنسبة 42% من إجمالي الاستهلاك، تليها ألمانيا بنسبة 23%.

وشكل استهلاك بولندا وألمانيا وحدهما قرابة 67% من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي من هذا الوقود الأحفوري خلال العام الماضي 2023، بحسب بيانات "يوروستات".

وتراوح استهلاك الفحم في دول مثل إيطاليا، وفرنسا، وهولندا، والتشيك، وإسبانيا، خلال العام الماضي من 3% إلى 6%، في حين توقفت مالطا عن استهلاكه نهائيًا منذ عام 1996.

النرويج الدولة الوحيدة

ما زالت النرويج الدولة الوحيدة في رابطة التجارة الحرة الأوروبية، التي حافظت على إنتاج الفحم الحجري حتى عام 2022، فقد ظل إنتاجها مستقرًا عند 300 ألف طن، طوال تسعينيات القرن الماضي، ثم قفز إلى أعلى مستوى له عند 4 ملايين طن في عام 2007، قبل أن يهوي في عام 2022 إلى 117 ألف طن.

وظل استهلاك الفحم الحجري ثابتًا في دول رابطة التجارة الحرة الأوروبية، عند مليون طن منذ عام 1990، ولكن في عام 2022 ارتفع استهلاك النرويج وأيسلندا وحدهما إلى مليون طن.

جدير بالذكر أن النرويج ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي، لكن تربطها علاقات وثيقة مع الاتحاد من خلال عضويتها برابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA)، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

استهلاك الفحم في توليد الكهرباء في أوروبا
استهلاك الفحم في توليد الكهرباء في أوروبا - الصورة من bloomberg

على العكس من ذلك، تشير البيانات إلى ارتفاع إنتاج الفحم الحجري في دولتين مرشحتين للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وهما تركيا وألبانيا.

وتراوح إنتاج الفحم الحجري في تركيا بين طنين و3 أطنان خلال الفترة من 1990 و2013، ثم انخفض إلى نحو مليون طن في 2022، ولكنه صعد مرة أخرى في 2022 إلى 1.4 مليون طن.

أما ألبانيا فقد بدأت إنتاج الفحم الحجري بكميات صغيرة في عام 2015، ولكنها رفعت إنتاجه في عام 2022 إلى 196 مليون طن، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق