الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.. 5 دول عربية تقود المسيرة
أسماء السعداوي
يسطع نجم قطاع الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا عالميًا؛ إذ برزت المنطقة بوصفها مركزًا للإنتاج والتصدير إلى الدول المتعطشة للوقود الأخضر؛ تحقيقًا لالتزاماتها المناخية.
وتقدّم إمكانات إنتاج الطاقة المتجددة الهائلة والموقع المتميز للمنطقة فرصة على طبق من ذهب لاستغلال فورة الطلب على الوقود الذي يتزايد عليه الطلب.
وسجل القطاع تطورات إيجابية جديدة مؤخرًا، وطوّرت 5 دول عربية شراكات واتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، خاصة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي التي تستهدف استيراد 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030.
وأطلقت مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره مع شركاء عرب وعالميين آخذين بالازدياد، وفق تقارير ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان أحدث المشروعات المعلنة في المغرب الذي أعلن في نهاية يوليو/تموز (2024) منح الضوء الأخضر لشراكة بين أستراليا ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
ويُعوّل على الهيدروجين لكهرباء قطاعات كثيفة الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل النقل والصناعات الثقيلة والصلب والأسمدة من بين أخرى، ويكون الهيدروجين أخضر عندما يُنتج بوساطة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
الهيدروجين الأخضر في الجزائر
سجل قطاع الهيدروجين الأخضر في الجزائر تطورًا كبيرًا مؤخرًا، وسط مساعي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، بهدف تقليل استهلاك الغاز الطبيعي وانبعاثات غازات الدفيئة.
وتستهدف سياسة الطاقة الجزائرية تنويع المصادر ورفع كفاءة الاستهلاك وزيادة إسهام مصادر الطاقة المتجددة إلى 30% على الأقل بحلول عام 2035.
وفي 24 يوليو/تموز 2024، وقّعت شركة النفط الوطنية "سوناطراك" اتفاقًا مع شركة توسيالي لصناعة الحديد والصلب، لإجراء دراسة جدوى مشتركة بشأن إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبحسب الاتفاق، سيذهب الإنتاج لتصنيع "الصلب الأخضر" داخل مصانع شركة توسيالي الرائدة محليًا، وفق تقرير لمنصة "إنرجي كابيتال آند باور".
وفي 8 فبراير/شباط (2024)، أعلن وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب التحضير لمشروع تجريبي مع ألمانيا، لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أريزو بولاية وهران.
وبحسب الوزير، ثمة مشروعات مشتركة أخرى لإنتاج الهيدروجين الأخضر جرى تصديرها إلى ألمانيا وأوروبا عبر مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين عبر البحر المتوسط.
يُشار إلى أن الجزائر تستهدف إنتاج مليوني طن من الهيدروجين الأخضر خلال المدة بين عامي 2030 و2040، وهو ما يُمثل عُشر الطلب الأوروبي المتوقع خلال المدة المذكورة.
الهيدروجين الأخضر في المغرب
في 5 أغسطس/آب الجاري (2024)، قدّمت شركة كوريا للطاقة الغربية وشركة "إي دي إف-آر" التابعة لشركة كهرباء فرنسا خطاب نيات إلى الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، للمشاركة في مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر ثم تصديره.
في 31 يوليو/تموز، وافق مجلس المنافسة المغربي على مشروع آخر بين شركة فورتسكيو الأسترالية وشركة أو سي بي غرين إنرجي ممثلة عن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء وتصديرهما إلى أوروبا والأسواق العالمية، وفق تقرير لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
يأتي المشروع الذي يستهدف استعمال الوقود النظيف في توليد الكهرباء وإنتاج أسمدة خالية من الكربون، ضمن برنامج الاستثمار الأخضر لمجموعة المكتب الشريف، بقيمة 13 مليار دولار لزيادة قدرات إنتاج الأسمدة، بالتزامن مع تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.
وفي 28 يونيو/حزيران، اتفق المغرب مع ألمانيا على تشكيل تحالف مناخي لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.
وفي 11 مارس/آذار، أعلنت الحكومة المغربية تخصيص مليون هكتار من الأراضي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، منها 300 ألف هكتار ضمن المرحلة الأولى.
الهيدروجين الأخضر في تونس
في الأول من يونيو/حزيران 2024، أبرمت شركة أكوا باور السعودية مذكرة تفاهم بقيمة 6.2 مليار دولار مع الحكومة التونسية، بهدف إنتاج 600 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا وتصديرها إلى أوروبا عبر 3 مراحل.
سبق ذلك بأيام (28 مايو/أيار)، إعلان شركة توتال إنرجي الفرنسية وفربوند النمساوية دراسة خطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس وتصديره إلى أوروبا عبر ممر الهيدروجين الجنوبي.
يُذكر أن تونس تستهدف تصدير 6 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا بحلول عام 2050.
وتوضح الخريطة أدناه -التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة- مسار ممر الهيدروجين إلى أوروبا:
وفي تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، كشفت وزيرة الطاقة التونسية فاطمة الثابت شيبوب في منتصف مايو/أيار النقاب عن ملامح إستراتيجية طاقية للانتقال لنموذج مستدام يفسح المجال للهيدروجين الأخضر، وإنتاج 35% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، ضمن مساعي خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول العام نفسه.
الهيدروجين الأخضر في مصر
في الأول من يوليو/تموز 2024، انضمت شركة النفط البريطانية "بي بي" إلى تحالف شركات مصدر الإماراتية وحسن علام للمرافق المصرية وانفينيتي باور (مشروع مشترك بين مصدر وإنفينيتي المصرية).
وبموجب الاتفاق، ستتولى "بي بي" دور المطور والمشغل الرئيس لمشروع يستهدف دمج مشروعات الهيدروجين الأخضر الخاصة بالشركاء في مصر بمشروع واحد كبير يركز على التصدير للخارج، وفق بيان صحفي أصدرته شركة مصدر.
وفي11 من الشهر نفسه، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية فوز مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر تديره شركة فرتيغلوب، ومقرّها الإمارات، بعقد توريد يستمر حتى عام 2033.
وأعلنت القاهرة في مايو/أيار وضع هدف إنتاج 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، و5.8 مليون طن بحلول 2040.
وفي 28 فبراير/شباط، أبرمت مصر اتفاقيات بقيمة تزيد على 40 مليار دولار لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
في 5 أغسطس/آب الجاري، ذكر مجلس الوزراء أنه جارٍ العمل على 23 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، بعد توقيع 23 مذكرة تفاهم مع مطورين عالميين.
وأسّست مصر المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته في سبتمبر/أيلول 2022. كما أعدت الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين.
الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
تحتضن موريتانيا على أراضيها قدرات وفيرة غير مستغلة لإنتاج أكثر من 350 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
وزارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين موريتانيا في فبراير/شباط 2024، حاملة اقتراحًا بإنتاج الهيدروجين الأخضر والصلب الأخضر.
وفي نهاية أبريل/نيسان 2024، وقّعت موريتانيا مذكرات تفاهم مع 3 شركات إسبانية وإيطالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وفي تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، أكد وزير الطاقة الموريتاني عبدالسلام محمد صالح أهمية الهيدروجين الأخضر على الصعيد البيئي والاقتصادي والاجتماعي، مؤكدًا أن بلاده تضع نصب أعينها أداء دور مهم على خريطة اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمية.
موضوعات متعلقة..
- مشروع مغربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره يحصد الموافقة الرسمية
- تونس تتعاون مع 8 شركات أوروبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر
- تقنية مصرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه بكفاءة 63% (صور)
اقرأ أيضًا..
- إفلاس شركة أميركية تعمل في الطاقة الشمسية
- تقرير يكشف توقعات أسعار النفط وسط مخاوف الركود الاقتصادي
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تنخفض لأقل مستوى في عامين