أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

انهيار شركة طاقة متجددة في أستراليا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • شركة ماكسيموم إنرجي أخفقت في استيفاء متطلبات سوق الجملة للكهرباء في أستراليا
  • عُلِّقَت شركة ماكسيموم إنرجي من التداول
  • وزعت هيئة تنظيم سوق الطاقة الأسترالية عملاء ماكسيموم إنرجي على شركات أخرى
  • أسعار الكهرباء في أستراليا سجلت قفزة كبيرة
  • شهدت سوق الكهرباء أحداثًا دراماتيكية خلال الأسبوعين الماضيين

لم تستطع شركة طاقة متجددة في أستراليا الصمود في وجه الاضطرابات التي تمر بها سوق الكهرباء الوطنية في البلاد، نتيجة تقلبات الأسعار.

وأخفقت شركة ماكسيموم إنرجي (Maximum Energy) باستيفاء متطلبات سوق الجملة للكهرباء؛ ما دفع هيئة تنظيم سوق الطاقة الأسترالية إلى تعليق أنشطتها، وإعلان خروجها من السوق.

وخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت سوق الكهرباء أحداثًا دراماتيكية، متأثرةً بصعود أسعار الجملة إلى أعلى من 15 ألف دولار لكل ميغاواط/ساعة -في آن واحد-، في الولايات الـ5 التي تشكّل الشبكة الرئيسة بأستراليا.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لامس متوسط أسعار الجملة للكهرباء في جميع المناطق التي تغطيها سوق الكهرباء الوطنية 16 ألفًا و419 دولارًا أميركيًا لكل ميغاواط/ساعة في 30 يوليو/تموز (2024)، محطمًا الرقم القياسي السابق البالغ 12 ألفًا و 491 دولارًا أميركيًا لكل ميغاواط/ساعة، المسجل في 14 يوليو/تموز (2022) في ذروة أزمة الوقود الأحفوري التي أشعلها الغزو الروسي لأوكرانيا.

شركة ماكسيموم إنرجي

شهدت سوق الكهرباء في أستراليا انتكاسةً جديدةً مع تصفية شركة طاقة متجددة ممثلةً في ماكسيموم إنرجي العاملة بنظام التجزئة؛ ما استلزم معه توزيع عملائها البالغ عددهم 800 على شركات التجزئة الـ3 الكبرى الأخرى، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (RENEW ECONOMY).

وقالت هيئة تنظيم سوق الطاقة الأسترالية، إن ماكسيموم إنرجي -التي تعمل تحت اسم سيركيولار إنرجي (Circular Energy)- قد عُلِّقت من التداول في منتصف ليل 2 أغسطس/آب (2024)، لإخفاقها في استيفاء متطلبات تسوية سوق الجملة للكهرباء، في بيان رسمي صدر َفي اليوم المذكور نفسه.

كما ألغت هيئة سوق الطاقة الأسترالية رخصةً للشركة، وشرعت في تنفيذ عملية يُطلَق عليها شركة تجزئة الملاذ الأخير (Retailer of Last Resort)، وذلك لضمان مواصلة إمداد الكهرباء إلى عملاء الشركة المنتشرين عبر ولايتَي فيكتوريا وجنوب أستراليا.

ويشير مصطلح شركة تجزئة الملاذ الأخير آر أو إل آر (RoLR) إلى حالة تخرج فيها شركة بيع الكهرباء بالتجزئة من السوق، ويُنقَل على إثرها عملاؤها إلى مزود كهرباء آخر لضمان مواصلة إتاحة إمدادات الكهرباء لهم.

وبموجب آلية "شركة تجزئة الملاذ الأخير"، يُنقَل العملاء إلى واحدة من الشركات الـ3 التالية: أوريجين إنرجي (Origin Energy) أو إيه جي إل (AGL) أو إنرجي أستراليا (EnergyAustralia)، ويحقّ لهؤلاء العملاء التواصل مباشرةً، بعد ذلك، مع تلك الشركات للاستفسار عن الترتيبات الجديدة.

لكن لا يضطر العملاء، بموجب "آر أو إل آر"، إلى البقاء مع الشركة الجديدة التي حُوِّلوا إليها.

توربينات رياح في أستراليا
توربينات رياح في أستراليا – الصورة من باور تكنولوجي

تصفية ماكسيموم إنرجي

بحسب وثائق نشرتها لجنة السندات والاستثمار الأسترالية إيه إس آي سي (ASIC)، اتُّخِذَت الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الشركة، ومقرّها ضاحية تونسلي جنوب أديليد عاصمة ولاية جنوب أستراليا، في أبريل/نيسان (2024)، قبل حلّها في 2 أغسطس/آب (2024)، وتعطُّل موقعها الإلكتروني.

ووفق ما نُشِر في الموقع الخاص بمنطقة تونسلي، تأسست الشركة عام 2013، قبل أن تضيف إليها ذراع بيع بالتجزئة للكهرباء لمساعدة الشركات والمجتمعات على الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني وخفض تكاليف الكهرباء، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأُسِّس كيان منفصل يُطلَق عليه ذا بيبولز غريد (The People’s Grid) شراكة مع ماكسيموم إنرجي بوصفه شركة تجزئة للكهرباء تابعة للأخيرة؛ ما يعني أن كل الأعضاء في قاعدة عملاء "زا بيبولز غريد" يمكنهم الاطمئنان على الحصول على إمدادات آمنة وموثوقة من الكهرباء، وتسليمها لهم وفقًا للوائح الصارمة المنظمة للطاقة في أستراليا.

وكانت "ذا بيبولز غريد" قد تأسست عام 2020 لتشكيل مجموعات طاقة مجتمعية يدعمها مزيج من منتجي الطاقة المتجددة المحليين الصغار الذين يُنتجون فائضًا من الطاقة.

محطة كهرباء عاملة بالفحم في ولاية فيكتوريا
محطة كهرباء عاملة بالفحم في ولاية فيكتوريا -الصورة من غارديان

سوق الكهرباء في أستراليا

تسببت أزمة سوق الكهرباء في أستراليا، الناتجة عن تعطُّل محطات الوقود الأحفوري، بانهيار قرابة 10 شركات تجزئة صغيرة للكهرباء خلال المدة من عام 2022 إلى 2023، ويركّز العديد منها على الطاقة الشمسية والبطاريات والطاقة المتجددة.

وتشمل قائمة تلك الشركات إليسيان إنرجي (Elysian Energy)، وسوشيال إنرجي (Social Energy) للطاقة الشمسية والبطاريات، وإنوفا (Enova)، ومقرّها في ولاية نيو ساوث ويلز، التي ألقت اللائمة على السوق التي تحمي الشركات المدعومة بالوقود الأحفوري.

وفي يونيو/حزيران 2024، عُلِّقَت شركتا موجو باور (Mojo Power) وكيو إنرجي (QEnergy) من كل التداولات في سوق الكهرباء الأسترالية، بعدما صدر بحق الشركتين المملوكتين لشركة أيون هولدينغز (Ion Holdings) أحكام بالتصفية من المحكمة العليا في ولاية كوينزلاند.

وقالت موجو باور: "الحراك الكبير والتقلبات في سوق الجملة للكهرباء الأسترالية يؤثّران في قدرة الشركات على تقديم أسعار تنافسية ذاك الوقت"، في بيان نشرته –آنذاك- بموقعها الإلكتروني، رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت أسعار الكهرباء في أستراليا قد سجلت قفزةً نتيجة لأعطال استثنائية في عدد من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء بالفحم، ما أثار انزعاج واستياء قطاع عريض من المستهلكين في عدّة مناطق بالبلاد.

وحدث ارتفاع أسعار الكهرباء في أستراليا في أعقاب انقطاعات متعددة في محطات توليد الكهرباء بالفحم، أدت إلى استنزاف سعة بأكثر من 3 غيغاواط، وهو ما جاء مقترنًا بتراجع في إنتاج طاقة الرياح ومشكلات النقل، التي فرضت المزيد من القيود على المولدات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق