طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

انقطاع الكهرباء يهدّد بريطانيا بحلول 2028.. ما دور الطاقة المتجددة؟

سلمى محمود

يهدّد انقطاع الكهرباء مناطق رئيسة في بريطانيا قبل نهاية العقد الجاري، خاصة العاصمة لندن ومناطق الجنوب الشرقي الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد.

وتزداد احتمالات مواجهة بريطانيا هذا السيناريو في حال عدم اتخاذ السلطات المعنية إجراءات سريعة لتغطية الطلب المتزايد على إمدادات الكهرباء، وأبرزها التحول إلى استعمال مصادر الطاقة المتجددة، بحسب المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأكد مسؤولون في الشبكة الوطنية للكهرباء أهمية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بجانب تغيير قواعد السوق التي تؤدي إلى تفاقم الاختناقات في الشبكة.

وتعيد تحديات انقطاع الكهرباء في بريطانيا الحديث عن أهمية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، لتكون بديلة للطاقة التقليدية، لمواكبة الطلب المتزايد، خاصة أن العام الجاري 2024 شهد درجات حرارة قياسية في مناطق عدة حول العالم.

وتعمل الشبكة الوطنية للكهرباء بمنظومة لتقييم التحديات المستقبلية لإزالة الكربون من نظام توليد الكهرباء في بريطانيا، مع الحفاظ على أمن الإمدادات وإدارة التكلفة؛ لتفادي الانقطاعات.

مخاوف من انقطاع الكهرباء

حذّر المسؤولون من انقطاع الكهرباء عن منطقة الجنوب الشرقي لبريطانيا في حال عدم زيادة القيمة المالية المدفوعة للحصول على الكهرباء بنسبة تفوق ما تدفعه المناطق الأخرى مقابل الخدمة نفسها، بحسب ما أوردته صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية.

وقال مسؤولو مشغل منظومة الكهرباء، المعروفة اختصارًا بـ"إي إس أو" (ESO)، إن الطلب على الشبكة مرتفع للغاية، إلى حد أنه توقع انقطاع الكهرباء في جنوب شرق البلاد بحلول عام 2028.

وتُجري شبكة منظومة الكهرباء حملة لإدخال ما يُسمّى "تسعير المناطق"، إذ يُطبّق موردو الكهرباء نظام دفع مخصصًا لمنطقة الجنوب الشرقي في حال كان الطلب فيها أعلى من أي منطقة أخرى في بريطانيا.

وأكد مصدر في الصناعة أن هناك حالة من القلق لدى مشغل شبكة الكهرباء بشأن استمرار تدفق الإمدادات في منطقة الجنوب الشرقي لبريطانيا، مع تزايد الاعتقاد أن احتمال انقطاع الكهرباء في هذه المنطقة سيكون مؤكدًا خلال السنوات المقبلة، في حال عدم معالجة المشكلة حاليًا.

إمرأة تحاول تفقد عداد الكهرباء خلال انقطاع التيار
امرأة تحاول تفقد عداد الكهرباء خلال انقطاع التيار - الصورة من موقع The sun

منظومة حكيمة

استبعد متحدث باسم الشبكة الوطنية للكهرباء سيناريو تعرّض المناطق البريطانية المذكورة لانقطاع الكهرباء بحلول عام 2028، رافضًا التعليق على التصريحات الأخرى السابق ذكرها التي تتعارض مع هذه التوقعات.

وقال المسؤول إن شركته تعمل بمنظومة حريصة، وتُقيِّم بانتظام التحديات المستقبلية لإزالة الكربون من نظام توليد الكهرباء في بريطانيا، مع الحفاظ على أمن الإمداد وإدارة التكلفة.

وأشار إلى أن شركته ستحتاج إلى الاستمرار في استعمال مجموعة من الأدوات التشغيلية لتحقيق التوازن في نظام توليد الكهرباء، لكنه توقع -في الوقت ذاته- أن تؤدي الإصلاحات في سوق الكهرباء والتسليم السريع لشبكات التوليد والمولدات الجديدة إلى إنشاء نظام كهرباء أكثر كفاءة في المستقبل يتفادى الانقطاعات.

ومن المتوقع ارتفاع إمدادات الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة -مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية- بشكل كبير خلال العقد الجاري؛ إذ تسعى الحكومة البريطانية إلى اتباع إجراءات تضمن تخلص شبكة الكهرباء من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030.

الحاجة إلى استثمارات ضخمة

يرى محللون أن بناء العديد من مزارع الرياح البحرية في بريطانيا بعيدًا عن مناطق الطلب الرئيسة -مثل العاصمة لندن- سيتطلب -أيضًا- ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للشبكة؛ لضمان إمكان نقل الكهرباء بكفاءة في جميع أنحاء البلاد.

ويقول مسؤولو شبكة الكهرباء، إن الترتيبات الحالية تعرقل تطبيق هذه الخطوة، مشيرين إلى أن بريطانيا بأكملها تعمل بصفتها سوق كهرباء واحدة.

ويتجاهل النظام الحالي للكهرباء في بريطانيا الحقائق المتعلقة بكمية الكهرباء التي تُنقَل من الشمال إلى الجنوب، بسبب القيود المادية المفروضة على قدرة خطوط النقل؛ ما يجبر مشغل الشبكة على موازنة المنظومة لإبقاء المصابيح مضاءة في كل أنحاء البلاد.

وقدّرت دراسة حديثة، أجرتها شركة "إف تي أي كونسلتينغ" FTI Consulting، قيمة مدفوعات هذه القيود بنحو ملياري جنيه إسترليني بحلول 2030، ونحو 5 مليارات جنيه إسترليني في عام 2035.

*(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا)

منظومة تشغيل الكهرباء

وفق معطيات دراسة عن سوق الكهرباء قُدمت إلى الحكومة البريطانية، حذّر الخبير لدى شركة إف تي أي كونسلتينغ، جيسون مان، من أن تحقيق التوازن في منظومة التشغيل بالجنوب الشرقي للبلاد لتفادي انقطاع الكهرباء سيصبح صعبًا بصورة متزايدة السنوات المقبلة، مع تزايد القيود على الشبكة.

ورجّح مان زيادة التحديات في هذا الشأن، لا سيما في ظل نظام التسعير الحالي في البلاد.

ودفع ذلك الحكومة البريطانية إلى دراسة التغييرات الرئيسة في سوق الكهرباء، عن طريق تقسيم البلاد إلى مناطق إقليمية، يكون لكل منطقة سعرها الخاص؛ ما يشجع شركات الكهرباء على بناء محطات أقرب إلى الأماكن التي تحتاج إلى طلب متزايد.

خطوط لنقل الكهرباء في بريطانيا
خطوط لنقل الكهرباء في بريطانيا - الصورة من بلومبرغ

نظام تسعير المناطق

توصل تحليل أجرته شركة "إف تي أي" مؤخرًا، إلى احتمالية تخفيض الفواتير للمستهلكين في كل منطقة، بسبب الأموال التي سيجري توفيرها عبر النظام الخاص بالشبكة ككل.

وتواجه هذه الخطوة معارضة قوية من قبل مطوري مزارع الرياح، الذين حذّروا من أن إجراء تغييرات تنظيمية كبيرة خلال المدة الحالية سيعوق الاستثمار ويشكك في الهدف الذي حدده حزب العمال البريطاني الخاص بإزالة الانبعاثات الكربونية من شبكة الكهرباء بحلول عام 2030.

وحثّ مسؤولو الشبكة الوطنية للكهرباء الحكومة على اعتماد نظام تسعير المناطق، مشيرين إلى أهمية دعم البناء الإستراتيجي وتشغيل منظومة الكهرباء في البلاد بطريقة تتسم بالكفاءة وتضمن استعمال جميع الشبكات والأصول إلى أقصى حد.

وقال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة في بريطانيا، إن الحكومة ملتزمة بتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق مستهدف الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق