النشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

حكاية اكتشاف نفطي باحتياطيات 11 مليار برميل تخلت عنه 30 شركة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يقع أكبر اكتشاف نفطي في العالم بمربع ستابروك البحري في غايانا.
  • تطور إكسون موبيل مربع ستابروك البحري مع شركتي هيس وسينوك.
  • بئر ليزا تضع غايانا الفقيرة على طريق الثراء.
  • إنتاج النفط في غايانا بدأ خلال نهاية عام 2019.
  • تستأثر غايانا بثالث أسرع معدل نمو في إنتاج النفط خارج أوبك.

لا يزال هناك شعور بالندم يوقظه اكتشاف نفطي ضخم لدى العشرات من عمالقة الطاقة لتفويتهم فرصة تطويره وجني أرباح سخية من احتياطيات الخام الهائلة به.

ولم تكن تلك الشركات تَفطِن -على ما يبدو- في البداية إلى الجدوى الاقتصادية الهائلة لحقل ليزا الواقع في غايانا، وتحديدًا داخل مربع ستابروك البحري قبالة سواحل البلاد.

ويُعَد مربع ستابروك أبرز أصول النفط في غايانا، باحتياطيات تصل إلى 11 مليار برميل، ويديره تحالف ثلاثي بقيادة إكسون موبيل الأميركية بحصّة تصل إلى 45%، ومواطنتها هيس كورب بنسبة 30%، إضافة إلى المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري (سينوك) وحصتها 25%.

ووفق قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تمثل بئر ليزا أول اكتشاف نفطي في البلد الصغير الواقع على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية في عام 2015، على يد إكسون موبيل وشركائها، قبل أن يرتفع العدد لأكثر من 30 اكتشافًا بحريًا جديدًا للنفط والغاز في هذا المربع.

التنقيب عن النفط في غايانا

في أواخر عام 2013 كان التنقيب عن النفط في غايانا غير حاضر في قائمة أولويات عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل، وغيرها من الشركات الكبرى الأخرى، وفق بلومبرغ.

وكان هناك اكتشاف نفطي على عُمْق ميل واحد من سطح الماء، يُسمى ليزا -على اسم سمكة محلية- وستصل تكلفة التنقيب في هذه البئر إلى ما لا يقل عن 175 مليون دولار.

لكن العديد من صناع القرار في إكسون موبيل لم يُظهِروا -على ما يبدو- اهتمامًا بخوض تلك المخاطرة والبدء في التنقيب بتلك المنطقة، وهو ما انطبق كذلك على باقي اللاعبين الرئيسين في صناعة النفط.

وتضع إكسون موبيل -حاليًا- يدها على ليزا الذي يحوي 11 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج والذي تلامس قيمته قرابة تريليون دولار بالأسعار الحالية.

منصات إنتاج النفط في غايانا بمربع ستابروك
منصات إنتاج النفط في غايانا بمربع ستابروك - الصورة من موقع شركة إكسون موبيل

حقل ليزا

أسهم حقل ليزا في تحويل غايانا من إحدى أفقر الدول في أميركا اللاتينية إلى بلد واعد، يُتوقع له المضي قُدمًا نحو مسيرة تنموية كبيرة للاقتصاد.

وتمضي غايانا على المسار الذي يقودها إلى أن تتجاوز فنزويلا بصفتها ثاني أكبر مُنتِج للنفط في أميركا اللاتينية بعد البرازيل، وفق منصة الطاقة المتخصصة.

وأصبحت غايانا حجر الزاوية للنهضة التي تشهدها إكسون موبيل في أعقاب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"؛ إذ تمتلك الشركة التي تتخذ من تكساس مقرًا لها 45% من أسهم اكتشاف بئر ليزا والذي تقل تكلفة بدء الإنتاج منه عن 35 دولارًا للبرميل؛ ما يجعله واحدًا من أكثر حقول النفط المربحة خارج الدول الأعضاء في منظمة أوبك.

ومع تداول أسعار الخام عند 85 دولارًا للبرميل -الآن- ستُحقق بئر ليزا أرباحًا حتى إذا أدّى التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري إلى انهيار الطلب على النفط، وهبطت أسعار الخام، نتيجة لذلك، بواقع النصف.

حقل ليزا.. حكاية مثيرة

تحمل حكاية حقل ليزا حقائق مذهلة عن ماضي الخام ومستقبله، وتستند أحداث تلك الحكاية إلى حوارات أجريت مع أشخاص عملوا بشكل أو بآخر في حقل ليزا، معظمهم غادروا شركة إكسون موبيل.

وتكشف حكاية الحقل عن كيف بالغ الكثيرون في إكسون موبيل بأهمية التحول من النفط إلى الطاقة المتجددة.

وقال رئيس قسم الإنتاج في إكسون موبيل ليام مالون: "حينما كان الجميع يتراجعون، كنا نتقدم إلى الأمام".

ومنذ أن بدأ إنتاج النفط في غايانا في نهاية عام 2019، زادت أسهم إكسون موبيل أكثر من الضعف، مسجلةً أعلى عائدات بين شركات النفط الكبرى.

وتُسلِّط حكاية ليزا الضوء على صعوبة الاعتماد على قوى السوق في التنبؤ بنهاية عصر الوقود الأحفوري.

وكان أنصار "الحركة الخضراء" يأملون في أن تساعد التقنية بأن تحل طاقة الشمس والرياح والمصادر المتجددة الأخرى، محل النفط الذي لم يَعُدْ التنقيب عنه سهلًا على الإطلاق.

ويتخوّف نشطاء البيئية -الآن- من أن تجني إكسون موبيل أرباحًا طائلة من تباطئها في تحول الطاقة، بينما يتحمّل آخرون تكلفة الأضرار الناجمة عن الحفر بالنسبة لكل من المناخ والبيئة الطبيعية في غايانا.

وفي هذا الشأن قالت المحامية الغايانية المعنية بحماية البيئة العالمية ميليندا جانكي: "إكسون موبيل تلوث المحيط والغلاف الجوي دون الاضطرار إلى دفع ثمن تلك التعويضات".

منصة نفط في غايانا

30 شركة

من المرجّح أن منافسي إكسون موبيل الذين فوّتوا على أنفسهم فرصة استغلال اكتشاف حقل ليزا يشعرون بالندم على عدم استغلال الفرص الاقتصادية السخية التي يتيحها الحقل.

وتضم قائمة تلك الشركات البالغ عددها 30: شيفرون الأميركية، وشل متعددة الجنسيات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتطلع شيفرون -حاليًا- لإنجاز صفقة استحواذها على شركة هيس كورب الأميركية، إحدى شريكتي إكسون موبيل في غايانا، وتمتلك 30% في المشروع.

لكن تواجه الصفقة تحديات بسبب رفض إكسون موبيل التي حرّكت دعوى قضائية ضد هيس العام الحالي (2024)، زاعمةً أن لديها الحق في الرفض الأول (ROFR) للحصة، غير أن الأخيرة تؤكد أن هذا الحق لا ينطبق على صفقات الدمج.

وعادةً ما يُستَعمل حق الرفض الأول في العقود لتنظيم المعاملات التجارية للأطراف المشاركة في التعاقدات ثلاثية الأطراف، وبموجبه يحق للطرف المالك لهذا البند إبداء رأيه في أي تغيير يطرأ على التعاقد.

إنتاج النفط في غايانا

شهدت غايانا تسارعًا في معدلات إنتاج النفط خلال السنوات الـ5 الماضية، منذ أن بدأ المطورون الأجانب استخراج الخام في عام 2019، حتى العام الماضي (2023).

وتستأثر غايانا بثالث أسرع معدل نمو في إنتاج النفط خارج منظمة أوبك، خلال السنوات الـ3 الماضية

وحل نمو إنتاج النفط في غايانا بالمركز الثالث خلف الولايات المتحدة والبرازيل خلال المدة من 2020 إلى 2023، ثم النرويج والصين والمكسيك وكندا والأرجنتين وقطر وعمان على الترتيب.

ومنذ عام 2019 تشهد غايانا زيادة في معدل إنتاج النفط الذي لامس 645 ألف برميل يوميًا حتى أوائل 2024، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الفساد فى كل ربوع مصر والتفاصيل داخل كل مصلحه وكل شركه
    ولكن فساد الشرطه يعرفه كل مواطن يسير بالطرق وكل قائد سياره وكل من وقع فى مشكله مع أحد الأمناء اللذين هم صانعى البلطجي فى مصر رشاوي وملاك لوسائل المواصلات ميكروباص وتكاتك

  2. «تسونامي المجاملات والمحسوبية » بكهرباء مصر

    في مستشفي الكهرباء مشرف مطبخ تم ترقيتة لمدير عام مكتب رئيس الشركة و مديرة الفندقة تحصل علي 9 الاف جنية القفزات الخفية في الترقية من خلال المجاملات، هل الوظائف القيادية للكفاءة ام للمحسوبية؟
    القانون رقم ٥ لسنة ١٩٩١ ولائحته التنفيذية المعدلة بالقرار ٧٨١ لسنة ٢٠١٠، منح سلطة الاختيار القدرة على اختيار المحاسيب وأصحاب الحظوة من المقربين من دوائر السلطة، حيث أن معايير تقييم المتقدمين كلها شروط شكلية وضعت لتصفية المتقدمين من خارج الشلل وابعاد الغير مرغوب فيهم من أجل اختيار قيادات ذات مستوى متواضع من حيث المظهر وعدم إجادة اللغة الأجنبية أو استخدام وسائل الاتصال فجميع الوظائف القيادية ورئاسة الشركات تقوم على المحسوبية والمجاملات فقط...
    فمازال مسلسل المحسوبية والمجاملات مستمر داخل شركة الخدمات الطبية التابعة للشركة القابضة لكهرباء مصر، نقصد بذلك بأن رئيس الشركة الدكتور محمد اسماعيل يجامل في توزيع المناصب في الشركة كل شئ ممكن ومتاح فنجد عامل المطبخ أصبح مدير عام وسيدة فوق الستين يتم التعاقد معها كمدير عام للفندقه حيث أخترع المسئولين بالشركة هذا المنصب وهي المدير المسئول عن فندقه المستشفي ولكن ليس هناك اي أهتمام بنظافة المستشفي ولا غرف المرضي
    منصب مدير الفندقه تم منحة لسيدة كانت تعمل في مستشفي الجنزوري وتدعي( م س )، ونؤكد بأن تعاقد المستشفي مع هذه السيدة بما يساوي 9 الاف جنية شهريا كمرتب خلاف البدلات وخلافة
    المجاملات كثيرة منذ تولي محمد أسماعيل رئيسا لمجلس إدارة الشركة حيث تم ترقية مشرف المطبخ في المستشفي ويدعي ( أ ح )، كان وظيفتة قبل صدور القرار بإنشاء الشركة مشرفا علي المطبخ وتمت ترقيتة لمدير عام مكتب رئيس مجلس الإدارة كل ذلك يحدث في ظل عدم أهتمام المسئولين بالأجهزة الطبية وتركوا سراير المرضي والكراسي الخاصة بالمرضي مكهنة ، وقد سبق الاشاره الي العديد من المخالفات الإدارية والمالية لبعض المعدات الطبية المكهنة داخل مستشفي الكهرباء وقائع إهدار الملايين من المال العام في ظل وجود حالة من الضبابية للمحاسبة لكل من تورط في هذه الملفات...

  3. لا لم تتخلى عن ذلك المشروع بل تخلت عنه مقابل مال دفع لها كرشوة من قبل دول اخرى كما فعلته الشركات تنقيب واستخراج النفط في بحر لبنان فلقد دفعت اسرائيل لهم مقابل الكذب على الشعب اللبناني بان لا يوجد نفط وان النفط لا يكفي ليتم لإسرائيل استخراج النفط بعد اتفاق استراتيجي وبيع القرن لنفس لبنان وسلام ختام

  4. نكشف تماسيح الفساد .. وإمبراطورية "مال الدولة السايب".. متى يتم وقف مهزلة "الشركات القابضة الـ150" بعد انهيار أغلبها ووصول مديونياتها لمئات المليارات... قانونا مشبوها يدير الشركات القابضة لقطاع الأعمال ويبقى رؤساء الشركات مدى الحياة؟ القانون 203 يعطل مقاومة الفساد... وإقالة "العواجيز"..ووقف العمل بالقانون كفيل بإنقاذ 150 شركة...
    وقائع الفساد فى الشركات القابضة التابعة لقطاع الأعمال كثيرة وتحتاج إلى من يفتحها ويحيل كل المتورطين للنيابة بتهم إهدار المال العام وتدمير الشركات، لكن السؤال هل يمكن لرئيس الوزراء أن يقوم بذلك منفردا ام يحتاج الأمر تدخل رئيس الجمهورية ؟
    ومع استمرار الحملة المكثفة لفتح ملفات الفساد بالشركات القابضة التابعة لقطاع الأعمال وعلي راسهم القابضة لكهرباء مصر...
    ونؤكد ان قانونا مشبوها يدير الشركات القابضة لقطاع الأعمال ويبقى رؤساء الشركات مدى الحياة؟ القانون 203 يعطل مقاومة الفساد... وإقالة "العواجيز"..ووقف العمل بالقانون كفيل بإنقاذ 150 شركة...
    مخالفة شركات قطاع الأعمال لنحو 10 مواد قانونية وحول فساد القانون 203 لسنة 91 ، وحول اعتزام الوزير إقالة القيادات "العواجيز" فتح الأمل مجددا لقيادات قاربت على الوصول لسن المعاش فوق 55 سنة من أجل اعتلاء عروش الشركات، التى يقودها قيادات بعضها تخطى الـ81 سنة.
    هى أن شركات قطاع الأعمال كانت مرتعا للحكومة لتعيين من تريد من الأقارب ومن المقربين ومن التابعين، وأيضًا لحمايتهم فتم تفصيل القانون، الذى يمنع تماما الرقابة على الشركات من أى جهاز رقابى إلا الجهاز المركزى للمحاسبات، الذى بالأساس لا تنفذ الحكومة ملاحظاته وتوصياته، بل وأحيانا تعتبر أنها مبالغ فيها فيما يتعلق بتقارير إهدار المال العام.
    معنى ذلك أن الحكومة حمت الفساد بقانون 203، حيث تنص المادة 53 من قانون قطاع الأعمال أنه «لا يجوز إحالة الدعوى الجنائية إلى المحكمة فى الجرائم المشار إليها بالمواد 116 مكررا و116 مكررا (أ) و116 مكررا (ب) من قانون العقوبات بالنسبة إلى أعضاء مجالس إدارة الشركات الخاضعة لأحكام هذا القانون، إلا بناء على أمر من النائب العام أو من النائب العام المساعد أو المحامى العام الأول، كما تمنع المادة 55 مراقبة العاملين بالشركات ومحاسبتهم دون الرجوع لرئيس الشركة، وتنص على «أنه لا يجوز لأية جهة رقابية بالدولة عدا الجهاز المركزى للمحاسبات أن تباشر أى عمل من أعمال الرقابة داخل المقر الرئيس أو المقار الفرعية لأى شركة من الشركات الخاضعة لأحكام مد القانون إلا بعد الحصول على إذن بذلك من الوزير المختص أو رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة الذي هو في الأساس متورط بالفساد....
    نص المادتين يعنى أن هناك تأمينا وحماية للفساد لأن الموظف الفاسد قطعا يستمد فساده من رئيس له فاسد فى أغلب الأحيان، وقد تمتد منظومة الفساد لمن هو أعلى، وبالتالى لا يمكن للأجهزة الرقابية محاسبة الفاسدين بالقطاع، وأسوق مثالا لواقعة فساد موثقة فى الشركة القابضة لكهرباء مصر بخصوص رشاوى الستوم وبجسكو لمسؤولين كبار..
    فكثره وقائع الفساد فى شركات قطاع الأعمال كثيرة وتحتاج إلى من يفتحها ويحيل كل المتورطين للنيابة بتهم إهدار المال العام وتدمير الشركات، لكن السؤال هل يمكن لرئيس الوزراء أن يقوم بذلك منفردا ام يحتاج الأمر تدخل رئيس الجمهورية ؟
    الإجابة انه لا يستطيع، لأن الأمر بحاجة إلى تدخل مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى خاصة أن بعض الشركات بها وزراء سابقون وعدد كبير من المسنودين، وبالتالى تدخل الرئيس بحل مجالس إدارات كل الشركات القابضة والتابعة ووقف العمل بقانون 203 لسنة 91 ، وإسناد ادارتها لهيئة مستقلة مؤقتا كفيل بإنقاذها مع ضرورة فتح كل ملفات الفساد فيها، وضخ دماء جديدة لانتشالها مما هى فيه.
    الغريب ان قانون قطاع الأعمال وفق المادة 3 ترك المدد مفتوحة ،مما يفتح الباب لبقاء رؤساء الشركات مدى الحياة رغم وجود المادتين 45 و46 الخاصتين بإنهاء الخدمة، ولا مد لمن تخطى 62 عاما مهما كانت الأسباب وقرار المد فوق الستين يكون بمعرفة رئيس الوزراء .
    يبقي أن نؤكد أن التخلص من العواجيز خطوة جادة تحسب لمن يستطيع أن يحققها، ويبقى أن يواصل التطهير والدفع بقيادات شابة، ربما تكون غير موجود فى بعض الشركات بسبب تهميشها منذ سنوات تكون موالية للمال العام، وليست موالية لرؤساء الشركات القابضة، التى عينتهم...
    لكن للحقيقة ان السادة الوزراء وعلي راسهم وزير الكهرباء يتعرضون لضغوط كبيرة للإبقاء علي رؤساء الشركات القابضة بزعم خبرتهم الطويلة فى إدارة الشركات، وارتباطهم بمشروعات جارية، لوجود رؤساء شركات قابضة وشركات تابعة مسنودين وسيتم الابقاء عليهم بحجة قربهم من شخصيات مؤثرة فى الدولة...
    ويعد ملف الشركات القابضة لقطاع الأعمال، أكثر الملفات الشائكة على مائدة الحكومة منذ سنوات، بسبب الأوضاع المتردية،بعدما كانت الشرايين التى تغذى الدولة، وتمنحها ما تحتاجها من الخدمات والخامات، وتوفر لها ملايين الدولارات من تكلفة الاستيراد وتمنحها ملايين أخرى من فوائض التصدير، أضحت شركات قطاع الأعمال العام التى يصل عددها إلى 150 شركة، وتتبع وزارات الاستثمار والكهرباء والتموين والرى، بما تمتلكه من إمبراطورية مترامية الأطراف وأصولا هائلة فى كل المحافظات المصرية، ونحو أكثر من 300 ألف موظف، عبئًا على الحكومة، وسببًا فى تحميلها المزيد من الديون «المرحلة» التى وصلت إلى مئات المليارات داخليا وخارجيا، بدلا من تحقيقها أرباحا تتناسب مع حجم أصولها، وصعوبات انتشال شركاته من مستنقع الخسائر،وتأتى على رأس الشركات التى واصلت خسائرها فى الفترات الأخيرة، الشركات التابعة للشركة «القابضة للصناعات الكيماوية»، ومنها «القومية للأسمنت»، و«ناوربين» و«سيجوارت» و«النقل» و«الهندسة والمحاريث» و«النصر للملاحات» و«كيما» و«الدلتا للأسمدة» و«مطابع محرم»، ومن الشركات الخاسرة التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، شركة «النحاس» و«النصر للمطروقات» و«النصر للمواسير» و«الحديد والصلب» و«العامة للورش» و«ميتالكو» و«الخزف والصينى» و«الزجاج والبلور» و«إسكندرية للحراريات»، ومن الشركات الخاسرة للقابضة للغزل كل شركات الغزل والنسيج الـ23، والتى تبلغ ديونها وحدها 35 مليار جنيه، ومنيت الشركات التجارية وأبرزها عمر أفندى بخسائر كبرى، ونفس الأمر بالنسبة لشركات الزراعة والرى، وبعض الشركات القابضة للنقل البحرى والبرى، والقابضة للأدوية، والقابضة للسياحة، والقابضة الغذائية التى تتبع وزارة التموين، ولا ننسي الخسائر التي تحققها الشركة القابضة لكهرباء مصر بسبب نسب الفقد العالية وبسبب مديونياتها.. ففي خلال هذا الشهر تعتزم الشركة القابضة لكهرباء مصر الحصول على قرض مشترك بقيمة 20 مليار جنيه لأجل 5 سنوات، لسداد التزامات مستحقة لصالح جهات حكومية، ويعكف البنك الأهلي المصري حاليًا على ترتيب القرض، الذي سيأتي بضمانة من وزارة المالية، والمتوقع أن تشارك فيه عدة بنوك أخرى، جدير بالذكر قد أجرت القابضة للكهرباء مفاوضات للحصول على قروض بقيمة 50 مليار جنيه من بنوك الأهلى المصرى ومصر والتجارى الدولى والكويت الوطنى وذلك لسداد ديون مستحقة على الكهرباء لصالح الهيئة العامة للبترول، وبلغت مديونية وزارة الكهرباء لصالح البترول نحو 168 مليار جنيه بنهاية 2023، مقابل نحو 153 مليار جنيه بنهاية الربع الثالث من 2023. وزادت الي 200 مليار جنيه في عام 2024، نظير سحوبات الغاز والمازوت اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، فضلا عن مديونياتها الخارجية التي تفوق قيمة ال 10مليار دولار والتي لم تسدد الي وقتنا الحالي..وفي سياق متصل بدأت الشركة المصرية الألمانية للمنتجات الكهربائية “إجيماك” تتفاوض مع بنوك محلية للحصول على قرض بقيمة ٧٠٠ مليون جنيه، تبعا لتصريحات رئيس مجلس إدارتها الرجل الذي تعدي ال 70 عام المهندس مدحت رمضان، أن القرض الذى تسعى الشركة للحصول عليه يوجه لتمويل رأس المال العامل للشركة، موضحا أن القرض متوسط الأجل وسيتم توفيره من خلال أحد البنوك الخاصة العاملة بالسوق المحلية، وتأسست «إجيماك» عام 1979 وهى شركة مساهمة يشارك بها قطاع الكهرباء من خلال الشركة القابضة لكهرباء مصر بنسبة 63%، كما تشارك التشييد والبناء بنسبة 24% وكهروبيكا بنسبة 5%، والماكو بنسبة 5%، وتقوم بتوفير جميع المهمات الكهربائية اللازمة للمحطات والشبكات على مدار 45 عاما وتساهم بنسبة 60% فى السوق المحلية من المهمات الداعمة لقطاع الكهرباء بأحدث تكنولوجيا.. علي حد قوله...ويرجح ان أسباب انهيار هذا القطاع ، يرجع لحماية القانون 203 لسنة 91 الخاص بتنظيم عمل شركات الأعمال للفساد المستشرى فى القطاع، ومخالفة الشركات ذاتها لنحو 10 مواد من القانون، علاوة على كبر سن رؤساء الشركات، حيث تخطى سن البعض منهم الـ80 عاما، إضافة لإهمال القطاع وعدم تحديثه، وعدم تولى الشباب لمواقع المسؤولية فيه، وفتح المجال لرؤساء الشركات لتعيين من يشاؤون بمجالس الإدارات.
    فضلا إن هناك بعض القوانين التى تغل يد النيابة فى القيام بدورها والتحقيق فى قضية فساد، ومنها قانون قطاع الأعمال العام»، والذى وصفه بأنه «قانون سيئ ويقيد النيابة عن التحقيق مع الشركات التابعة للشركات القابضة إلا بموافقة رئيس الشركة القابضة، وبفرضية فساد هذا الرئيس لن يتم التحقيق فى القضية ويصبح البلاغ معلقا كما هو الحال في جميع ملفات الفساد بالشركة القابضه لكهرباء مصر وجميع الشركات التابعة لها، وتحصن المادة 53 من قانون قطاع الأعمال، فساد رؤساء الشركات، حيث تنص على أنه «لا يجوز إحالة الدعوى الجنائية إلى المحكمة فى الجرائم المشار إليها بالمواد 116 مكررا و116 مكررا (أ) و116 مكررا (ب) من قانون العقوبات بالنسبة إلى أعضاء مجالس إدارة الشركات الخاضعة لأحكام هذا القانون، إلا بناء على أمر من النائب العام أو من النائب العام المساعد أو المحامى العام الأول، كما تمنع المادة 55 مراقبة العاملين بالشركات ومحاسبتهم دون الرجوع لرئيس الشركة، وتنص على «أنه لا يجوز لأية جهة رقابية بالدولة عدا الجهاز المركزى للمحاسبات أن تباشر أى عمل من أعمال الرقابة داخل المقر الرئيس أو المقار الفرعية لأى شركة من الشركات الخاضعة لأحكام مد القانون إلا بعد الحصول على إذن بذلك من الوزير المختص أو رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة»، دون النظر إلى رد فعل رئيس مجلس الإدارة إن كان متورطا فى الفساد، وهل سيسمح بالتحقيق مع تابعيه أم لا.
    وفى حين تنص المادة الأولى من قانون قطاع الأعمال 203 لسنة 91 على أنه يصدر بتأسيس الشركة القابضة قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح الوزير المختص، ويكون رأسمالها مملوكا بالكامل للدولة، إلا أن أغلب الشركات تحولت إلى إقطاعيات خاصة وإمبراطورية مترامية الأطراف يعمل بها نحو أكثر من 300 ألف موظف، وتدار وفق توجهات رؤساء الشركات.
    وبالتالي فإن قوة رؤساء ومجالس إدارات الشركات، وتحكمهم فى قطاعاتهم بشكل كامل مستمدة من المادة 3 من القانون حول تشكيل مجالس الإدارات، والتى لم تحدد مددًا معينة للتجديد لرؤساء الشركات، مما يفتح الباب لبقاء رؤساء الشركات مدى الحياة مستمتعين بحصانة تفوق حصانة رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه،
    ونفس الأمر بالنسبة للمادة 29 التى تنص على أنه يجوز لرئيس الجمعية العامة دعوة الجمعية لاجتماع غير عادى للنظر فى عزل رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة كلهم أو بعضهم أثناء مدة عضويتهم فى المجلس بالرجوع للجمعية، وبأغلبية ثلثى الأعضاء، وهى مادة مفصلة للإبقاء على رؤساء الشركات، وأن رؤساء ومجالس إدارات الشركات خالفوا عددًا من نصوص القانون، طوال السنوات الماضية، دون حساب، وعلى رأسها المادة 32 المتعلقة بصرف الأرباح، والتى تنص على أنه يتم صرف أرباح لا تزيد عن %10 من إجمالى الأرباح العامة للشركات، (فى حال تحقيق الشركات أرباحا فقط)، إلا أن الشركات الخاسرة تصرف أرباحا للعاملين بها، وعلى رأسهم الرؤساء وأعضاء مجالس الإدراة بنسبة 12 شهر سنويا»، فيما تصرف الشركات التى تحقق أرباحا من 18 إلى 24 شهرا مكافآت ومنحًا وحوافز سنوية، بما يمثل 4 أضعاف الراتب الأساسى للعمال، بما يفوق ما يحدده القانون، وهى صرف الأرباح بما لا تتجاوز الـ%10، ورغم أن المادة 5 من القانون تنص على «أنه يجوز عزل رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة كلهم أو بعضهم أثناء مدة العضوية بقرار مسبب من الجمعية العامة، طبقا لإجراءات المنصوص عليها فى المادة 29 من هذا القانون إذا كان من شأن استمرارهم الإضرار بمصلحة الشركة، كما لا يجوز تجديد تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة إذا لم تحقق الشركة الأهداف المحددة لها خلال مدة العضوية»، إلا أنه ورغم خسائر الشركات الفادحة مديونياتها لم يتم تطبيقها فى أغلب الحالات.
    ومن أبرز مخالفات الشركات للقانون، المادتان 45 و46 الخاصتان بإنهاء الخدمة، والمد فوق سن المعاش، من أبرز الأسباب التى أدت لفشل شركات قطاع الأعمال، حيث تنص بنود المادة 45 من القانون 203 على خروج من يبلغ سن الستين، بمراعاة أحكام قانون التأمين الاجتماعى الصادر بالقانون رقم 79 لسنة 1975، وتنهى الخدمة بسبب عدم اللياقة للخدمة صحيا، وهو أمر غير مفعل لوجود رؤساء شركات تخطو سن الـ80 عاما.
    وتنظم المادة 46 الحالات «القصوى» التى يجوز فيها مد خدمة أى من العاملين من شاغلى الوظائف القيادية أصحاب الخبرة الفنية النادرة بعد تجاوزهم سن المعاش، ولا يكون ذلك إلا بقرار من رئيس مجلس الوزراء للعمل بالشركة، ويكون التجديد لمدة من سنة إلى سنتين بحد أقصى، وحسبما أكدت المصادر فإن هذه المادة لا تنطبق.
    وأوردت المصادر نماذج عدة لمخالفات جسيمة للمادة 46 فى المد لرؤساء وأعضاء مجالس الإدارة دون اعتبار للقانون ودون العودة لرئيس مجلس الوزراء، فعلى سبيل المثال تم المد لرؤساء الشركات القابضة، وبعض الشركات التابعة لها الذين تجاوزت أعمارهم الـ62 سنة، أبرزهم المهندس جابر دسوقي رئيس القابضة لكهرباء مصر والذى يبلغ عمره 66 سنة، فضلا عن أعضاء المتفرغين وغيرهم اللذين تعدوا السبعين عاما، وتخطى نحو 60 رئيس شركة تابعة لشركات القابضة السن القانونية، وتتراوح أعمارهم من 62 إلى 80 سنة، ومن الأسباب الرئيسية لخسائر الشركات القابضة التابعة للقطاع العام، انتشار الفساد بها، ومخالفة نص المادة 49 الخاصة بالعقوبات لكل من عبث عمدًا فى نظام الشركة وحملها خسائر، فعلى سبيل المثال تم تعيين عدد كبير من رؤساء شركات وأعضاء مجالسها ومستشارين، بالقابضة لكهرباء مصر وجميع الشركات التابعة لها وتولي رغم أنه متورطين بالعديد من ملفات فساد خسائر مديونيات عدة، دون إحالة المخالفات للنيابة العامة.
    وقد رصدت تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات المئات من المخالفات التى ارتكبها المسؤولون عن إدارة شركات قطاع الأعمال، إلا أنه يتم تجاهلها، خاصة فيما يتعلق بمخالفات رؤساء الشركات القابضة وملاحظات الجهاز المالية عليها،وجاء قرار الحكومة مؤخرا بتصفية الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية «ميتالكو»، وهي إحدى شركات قطاع الأعمال الحكومي المتخصصة في المنتجات المعدنية، وتكليف فريق عمل بإنهاء الإجراءات المتعلقة التصفية صادمة للجميع خاصة ان يرجع أنشائها قبل 56 عاما..الأمر الذي يدعو بتغيير القيادات التي شاخت وكبرت في أماكنها والتي متورطه بالفساد، وبتغيير الفاسد الأكبر المسئول عن الفساد الإداري والهيكلي بالشركات والاستعانة بكوادر شبابية تواكب التغيير والتطوير، وهو ما يستلزم تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى، بشكل حاسم، لوقف نزيف الأموال المهدرة على الدولة.

  5. دايما. لا. يخيب. الله. رجاء. العاملين. ونحن. نجتهد. قدر. امكانياتنا. وسوف. يكرمنا. الله. بحق. هذا. الشعب. العظيم . يارب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق