التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

صادرات الفحم الأسترالي تحت رحمة تحول الطاقة وتغيّرات التجارة في آسيا (تقرير)

6 دول آسيوية تستورد 80% من الصادرات الأسترالية

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات الفحم الأسترالي تتعرض لضغوط مع تحول الطاقة وتنوع سلاسل التوريد
  • انخفاض صادرات الفحم الأسترالي إلى اليابان بنسبة 12% في 2023
  • توجّه الصين إلى مصادر الطاقة المتجددة قد يؤثّر في صادرات الفحم الأسترالي
  • شركات الفحم الأسترالية تفقد حصّتها في السوق الهندية لصالح روسيا وأميركا
  • تنويع سلاسل توريد الفحم في فيتنام لتتجه نحو دول أخرى مثل إندونيسيا

تعتمد صادرات الفحم الأسترالي بصورة أساسية على 6 دول آسيوية؛ ما يجعلها تواجه مستقبلًا غير مؤكد، وسط اتجاه هذه البلدان إلى تعزيز الطاقة النظيفة، أو حتى تنويع سلاسل توريد الفحم.

وتشحن أستراليا 80% من صادراتها إلى اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام، وحققت فائضًا تجاريًا مع هذه الدول الشريكة، لكنّ تغيُّر مشهد الطاقة أصبح يمثّل تحديًا رئيسًا.

وتواجه أستراليا -حاليًا- عجزًا تجاريًا مع فيتنام لأول مرة، ما يشير إلى تحول ملحوظ في ميزان التجارة بين البلدين، ويؤكد تأثير تحول ديناميكيات التجارة في سوق صادرات الفحم الأسترالي.

ومع بلوغ استهلاك الفحم العالمي مستوى قياسيًا في 2023، من المتوقع أن تصل أحجام التجارة إلى ذروة جديدة في 2024، قبل أن تستقر في 2025، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومن المتوقع أن تستفيد صادرات الفحم الأسترالي من الطلب المتزايد، وسط نمو سريع مرتقب لاستهلاك الكهرباء بين عامي 2024 و2025، مدفوعًا بالتوسع الاقتصادي وموجات الحر الشديدة التي تشهدها العالم.

ومع ذلك، تواجه صادرات أستراليا من الفحم تطورات متباينة مع كل سوق رئيسة، بسبب أسعاره المرتفعة، والنمو الاقتصادي السريع في الأسواق الناشئة، وتباطؤ الاقتصادات المتقدمة، وتأثير المناخ في التوليد من الطاقة الكهرومائية وإمدادات الفحم، وكذلك انتقال هذه الأسواق للاعتماد على الطاقة المتجددة.

انخفاض الواردات ونمو الطاقة المتجددة

بعد ارتفاع أسعار الفحم إلى مستويات قياسية في عامي 2022 و2023، سرّع بعض الشركاء التجاريين لأستراليا خططهم لإزالة الكربون أو الاعتماد على طرق إمدادات بديلة، ما كان له أثره في انخفاض صادرات الفحم الأسترالي.

ففي اليابان، وقبل 2008، كانت البلاد تمثّل أكثر من 50% من صادرات الفحم الحراري الأسترالي، قبل أن تنخفض الحصة إلى 30% حاليًا، بحسب تقرير صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA).

وفي 2023، انخفضت صادرات الفحم الأسترالي إلى اليابان 12%، وواصلت هبوطها في النصف الأول من 2024، بنحو 6.4%.

في المقابل، ارتفعت صادرات الفحم الأسترالي إلى الصين، منذ استئناف التجارة بين البلدين في مارس/آذار 2023، وسط هيمنة للفحم الحراري (90%) على واردات بكين، مقابل 10% للفحم المعدني.

وكانت الصين قد فرضت حظرًا على استيراد الفحم الأسترالي بسبب خلافات سياسية وقعت بين البلدين، عام 2020.

نقل شحنات الفحم بالسكك الحديدية
نقل شحنات الفحم بالسكك الحديدية - الصورة من بلومبرغ

ومع ذلك، يهدد التبنّي المتسارع للطاقة المتجددة في الصين صادرات الفحم الأسترالي، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وفي 2023، استحوذت الصين على ثلثي مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية قيد الإنشاء، كما هيمنت على 89% من إضافات الطاقة المتجددة العالمية خلال الأشهر الـ5 الأولى من 2024.

ونتيجة للتوسع السريع في الطاقة المتجددة، من المتوقع انخفاض معدل استعمال محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري، بالرغم من انتعاش استهلاك الفحم الحراري في 2023، على خلفية انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية.

وفي الوقت نفسه، قد تتراجع حصة الفحم بمزيج الكهرباء في الصين مستقبلًا، رغم أن استعماله ما يزال يتزايد حتى الآن، وسط زيادة الواردات 12.5% في النصف الأول من 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

شركات الفحم الأسترالية تفقد حصتها

في الهند، ارتفع استهلاك الفحم إلى 1.2 مليار طن في السنة المالية 2023-2024، مدفوعًا بموجة حر مطولة ونمو اقتصادي قوي، وتخطط الحكومة لتعزيز الإنتاج المحلي لتلبية الطلب المتوقع البالغ 1.5 مليار طن بحلول 2029-2030.

ومن المقرر أن تزيد قدرة توليد الكهرباء بالفحم في الهند بمقدار 13.9 غيغاواط بحلول نهاية 2024، وهو أعلى مستوى في 6 سنوات.

وانخفضت صادرات أستراليا من الفحم إلى الهند 11% في 2023، وقد لا تستفيد البلاد من توقعات نمو الطلب على الفحم في نيودلهي.

ناقلة فحم في عرض البحر
ناقلة فحم في عرض البحر - الصورة من وكالة بلومبرغ

وتفقد الشركات الأسترالية حصتها في السوق الهندية لصالح روسيا وأميركا -خاصة مع الخصومات على أسعار الفحم الروسي-، إذ انخفضت حصة شركة بي إتش بي (BHP) وشركة كورونادو (Coronado) في السوق الهندية من 81% في 2018، إلى 59% في السنة المالية 2024.

تحول الطاقة وتنوع سلاسل التوريد

يُمثّل تحول الطاقة اتجاهًا جديدًا يؤثّر في صادرات الفحم الأسترالي، وهو ما يحدث في كوريا الجنوبية وتايوان، اللتين تشكّلان 20% من الصادرات الأسترالية، وتتجهان بعيدًا عن استعماله.

وفي 2023، انخفضت صادرات أستراليا من الفحم إلى كوريا الجنوبية 24%، وإلى تايوان 11%، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتخطط كوريا الجنوبية لتقليل الطلب على الفحم الحراري الأسترالي مع انتقالها إلى الطاقة النووية، إذ تهدف إلى خفض حصة الفحم في مزيج الكهرباء من 32.9% في 2024، إلى 17.4% بحلول 2030.

وعلى الرغم من كونها سوقًا مهمة لصادرات الفحم الأسترالي، فقد انخفضت واردات فيتنام 24% من أستراليا في النصف الأول من 2024، لتصل إلى أقل مستوى منذ 2019.

وانخفضت حصة أستراليا من واردات فيتنام من الفحم من 53% في 2022، إلى 39% عام 2023، قبل أن تنخفض إلى 25% في النصف الأول من 2024.

وعملت فيتنام على تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها إلى دول أخرى، مثل إندونيسيا وغيرها، بصفتها بدائل تقدّم فحمًا أقل تكلفة.

وأعلنت فيتنام أول فائض تجاري لها على الإطلاق مع أستراليا في 2024، وهذا يعني أن الأخيرة تستورد سلعًا من فيتنام أكثر مما تصدّره، بما في ذلك الفحم والقطن والقمح والحديد والصلب.

وللحفاظ على القدرة التنافسية العالمية، يجب على أستراليا التكيف مع التغيّرات الجديدة، وبدلًا من زيادة الإنتاج للاستفادة من الطلب الحالي، يجب أن تبدأ في تقليصه بما يتماشى مع انخفاض الطلب العالمي والحدّ من التأثيرات البيئية، وتنويع اقتصادها، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق