سياراتتقارير السياراتتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

استثمارات صناعة البطاريات العالمية قد تنخفض لأول مرة في 4 سنوات (تقرير)

32 شركة تتوقع خسائر أو أرباحًا ضعيفة والسوق خارج التنبؤ

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

تواجه استثمارات صناعة البطاريات العالمية تحديات متصاعدة في أكبر المناطق المصنّعة، وسط مخاوف من تعرُّض قطاع السيارات الكهربائية لانتكاسة مقبلة قد يطول أمدها.

وتوقّع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- انخفاضًا كبيرًا في الاستثمارات الموجهة لصناعة البطاريات في العالم خلال عام 2024، لأول مرة منذ عام 2020، لتسجل 60 مليار دولار تقريبًا.

وحققت استثمارات صناعة البطاريات العالمية معدلات نمو كبيرة خلال السنوات الـ4 الماضية، مدفوعة بزخم السيارات الكهربائية وزيادة الطلب على بطاريات الليثيوم أيون الأكثر شهرة في الصناعة حتى الآن.

وتقود الصين موجة الهبوط المتوقع في استثمارات البطاريات عام 2024، مع تغيّر سياساتها، وتراجع حماس المستثمرين في البنية التحتية للبطاريات، بعد التوسع السريع في القدرة، ووصول القطاع إلى حالة من النضج أو التشبع، إضافة إلى عوامل أخرى، من بينها نقص الإمدادات، وارتفاع تكاليف المواد الخام.

كما تواجه صناعة المركبات الكهربائية في أوروبا انخفاضًا ملحوظًا في الطلب، قد يؤدي إلى زيادة مخاطر تأخير المشروعات واحتمالات إلغائها في قطاع البنية التحتية للسيارات.

استثمارات البطاريات في الصين

تُصنَّف الصين بكونها واحدة من أكبر الاقتصادات الرائدة في صناعة البطاريات العالمية، وقد حافظت على مكانتها في تطوير بطاريات الليثيوم لأسباب كثيرة، أبرزها، التبنّي المبكر للمشروعات على نطاق صناعي، والنمو السريع للإنتاج، لمواكبة خطط التوسع الطموحة للسيارات الكهربائية.

نتيجة لذلك، ارتفع إنتاج البطاريات في الصين بأكثر من 40% في عامي 2021 و2022، لكن وتيرة النمو تباطأت منذ عام 2022، بسبب نضج القطاع، مع التوسع المستمر في القدرة.

صناعة البطاريات في مقاطعة منغوليا الداخلية في الصين
صناعة البطاريات في الصين - الصورة من Global Times

وتخضع الصناعة المحلية في الصين لعملية دمج تهدف إلى تقديم منتجات بطاريات عالية الجودة، وعلى الرغم من زيادة الاستثمار والتوسع السريع في بطاريات الليثيوم أيون خلال السنوات الأخيرة، فإن تباطؤ الطلب دفع الشركات غير القادرة على المنافسة السعرية إلى الخروج من السوق.

وانعكست هذه التحولات على أسهم شركات بطاريات الليثيوم الصينية التي وصلت إلى ذروتها في أوائل عام 2022، قبل أن تنخفض تدريجيًا منذ ذلك التاريخ، بحسب التقرير الصادر حديثًا عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

32 شركة تتوقع خسائر أو أرباحًا ضعيفة

تتوقع 32 شركة مُدرجة في قطاع بطاريات الليثيوم في الصين نتائج أعمال ضعيفة خلال 2024، تتراوح بين تحقيق خسارة صافية قدرها 580 مليون يوان صيني (80 مليون دولار أميركي) لبعض الشركات، وأرباح ضئيلة تصل إلى 2.82 مليار يوان (397 مليون دولار).

وتمثّل هذه التوقعات من الشركات المصنّعة انخفاضًا كبيرًا على أساس سنوي، يعكس تضاؤل الحماسة للاستثمار في بطاريات الليثيوم، ما يشير إلى دخول السوق إلى مرحلة النضج، بحسب ريستاد إنرجي.

وتتجه الصين حاليًا لتغيير إستراتيجيتها نحو الانتقال إلى أوروبا والولايات المتحدة، بعد أن ضمنت الاكتفاء الذاتي من إمدادات البطاريات لصناعة السيارات الكهربائية المحلية، وذلك للاستفادة من الفرص الاستثمارية والحوافز السخية التي تقدّمها الحكومات الغربية للمصنّعين الأجانب.

ويبدو أن هيمنة الصين على استثمارات صناعة البطاريات العالمية وتجارة الليثيوم لن تتأثر في المستقبل القريب، نظرًا لسيطرتها على الموارد الرئيسة، لكن مشاركتها في بناء مصانع البطاريات في الغرب من الصفر قد تستغرق سنوات، ما يعني أن السوق ستظل غير قابلة للتنبؤ خلال العامين المقبلين على الأقل، بحسب نائب رئيس وحدة أبحاث سوق البطاريات في ريستاد إنرجي، ديو فو.

البطاريات البديلة تكتسب زخمًا

تكتسب تقنيات البطاريات البديلة زخمًا متصاعدًا مع ظهور حلول فعالة من حيث التكلفة، مثل بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم، بصفتها خيارات جذابة يعوّل عليها لإحداث طفرة في صناعة البطاريات العالمية.

وأعلنت شركة تيسلا الأميركية شراكة مع كاتل (CATL) أكبر شركة مصنّعة لبطاريات الليثيوم أيون في الصين، لزيادة إنتاج هذا النوع من البطاريات على نطاق واسع.

كما تتجه شركة فورد الأميركية لاستكشاف إستراتيجية مماثلة، بينما أوقفت شركات مرسيدس وستيلانتس مشروعات مصنع بطاريات للسيارات الكهربائية في أوروبا لإعادة النظر في نهجها، ما قد يؤدي إلى التحول نحو بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم الملائمة من حيث التكلفة.

شركة كاتل الصينية لتصنيع البطاريات
شركة كاتل الصينية لتصنيع البطاريات - الصورة من موقع الشركة الإلكتروني

فضلًا عن ذلك، تخطط 3 مصانع للبطاريات في كوريا الجنوبية لزيادة قدرة إنتاج بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم، بحسب مشهد صناعة البطاريات العالمية الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

على الجانب الآخر، ثمة تطورات تقنية أخرى في صناعة البطاريات العالمية تستهدف تطوير مواد جديدة، مثل رقائق النحاس المركبة، ومواد الأنود القائمة على السيليكون، ومواد الكاثود عالية النيكل، وكل هذه الابتكارات تهدف إلى خفض التكاليف وتعزيز الكفاءة.

كما يجري تحسين أنظمة هياكل البطاريات باتجاه الأنواع الأكبر حجمًا وبطاريات الحالة الصلبة، ما قد يؤدي إلى تغيير قدرات البطاريات وطول عمرها مستقبلًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق