الاهتمام الزائد بطاقة الرياح في بريطانيا "خطر حقيقي".. لماذا؟
أسماء السعداوي
قلّل الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة البريطانية سنتريكا (Centrica) كريس أوشيا، من جدوى التوسع في بناء قدرات طاقة الرياح في بريطانيا.
وفي المقابل، دعا رئيس الشركة المالكة لشركة "بريتيش غاز" (British Gas) صنّاع السياسات بقيادة حزب العمال الحاكم إلى إرساء مزيج كهرباء متنوع المصادر.
وفور وصوله إلى السلطة، رفع حزب العمال قيود الحظر الفعلي على إقامة محطات الرياح البحرية الذي كان مفروضًا منذ عام 2015، في خطوة أشاد بها المعنيّون بالمناخ والبيئة.
وتستهدف لندن مضاعفة قدرات طاقة الرياح البرية مرّتين والبحرية 4 مرّات بحلول عام 2030، وسط مساعٍ لإزالة الكربون من شبكة الكهرباء في 2030، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن خبراء ومسؤولين بالقطاع حذّروا من أن تلك الطموحات في خطر ما لم تتوافر التمويلات الضخمة اللازمة لدعم المطورين في المناقصة المقرر عقدها بحلول نهاية الصيف الجاري.
إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في بريطانيا
قارن الرئيس التنفيذي لشركة سنتريكا كريس أوشيا، بين حجم القدرات المركّبة لطاقة الرياح في بريطانيا وإنتاجها من الكهرباء خلال الأسبوع المنصرم.
وقال، إنه في الوقت الذي تصل فيه القدرات المركّبة لقطاع الرياح إلى 30 غيغاواط تقريبًا، استعملت مزارع الرياح 15% فقط (في المتوسط) من قدراتها لتوليد الكهرباء، ليصل حجم الإنتاج إلى 4.41 غيغاواط فقط.
دفع ذلك برئيس شركة الطاقة البريطانية إلى التساؤل، قائلًا: "يا لها من عطلة نهاية أسبوع جميلة.. طقس رائع، ساعد في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة لدينا"، وفق تدوينة نشرها أوشيا عبر حسابه الرسمي في منصة "لينكد إن" (linkedin).
وأضاف أوشيا أن حجم الكهرباء المولدة من طاقة الرياح في بريطانيا خلال العام الماضي (2023) بلغ 9.43 غيغاواط، بما يمثّل استعمال 30% فقط من القدرات.
وفي حديثه عن مستقبل مزيج الكهرباء البريطاني، أكد كريس أوشيا وجود "خطر حقيقي" إذا ما ركّزت بريطانيا كثيرًا" على مشروعات الرياح الجديدة في ظل مساعي إزالة الكربون.
ولفت إلى الحاجة للتفكير -بحذر- بشأن ما إذا كان التركيز الشديد على بناء المزيد من مزارع الرياح في بريطانيا سيساعد فعلًا في توليد الكهرباء، أم أنه سيعني -ببساطة- أن استعمال الأسطول سيصبح أسوأ مما هو عليه.
وعن جدوى الإعانات المقدمة للمشروعات، قال، إنه ينبغي أن نتساءل بشأن ما إذا كان هناك حاجة لتقديم الإعانات لمزارع الرياح في صورة سعر مضمون للكهرباء المنتجة.
وأضاف أن تلك الإعانات ساعدت البلاد جيدًا في الماضي، و"ربما تفعل ذلك أيضًا في المستقبل"، لكن ينبغي علينا طرح السؤال على الأقل.
وفي حين أكد الإمكانات الضخمة لطاقة الرياح، قال، إن الحياد الكربوني في المستقبل يتطلب مجموعة متنوعة من تقنيات توليد الكهرباء مع تحقيق التوازن فيما بينها.
تحديات وتكاليف
تقول هيئة صناعة طاقة الرياح في أوروبا ويند يوروب (windeurope)، إن الحكومة الجديدة بقيادة اللورد كير ستارمر تعلّق طموحات كبيرة على تسريع نشر طاقة الرياح بشقّيها البرية والبحرية.
ويتطلب تطوير قطاع الطاقة المتجددة في بريطانيا، وفي القلب منه طاقة الرياح، استثمارات بمليارات الجنيهات، رغم أن الواقع يقول، إنه يشهد تأخيرات وزيادات بالتكاليف مع إصلاح لقواعد التخطيط.
ومن المقرر عقد عطاءات على عقود الكهرباء في أواخر فصل الصيف الجاري، وسيكون ذلك بمثابة اختبار كبير لقدرة الحكومة على جذب مشغّلي مشروعات طاقة الرياح في بريطانيا، للمشاركة بمقتضى نظام يستهدف تعزيز الاستثمار.
ورفعت الحكومة السابقة بقيادة حزب المحافظين الميزانية المخصصة لعطاءات العقود مقابل الفروقات، بعد فشل مدوٍّ لها خلال العام الماضي 2023، لكن حجم ذلك الدعم يبدو ضئيلًا بالمقارنة بكل المشروعات الجاهزة للبناء حاليًا.
وكان وزير الدولة لأمن الطاقة والحياد الكربوني إد ميلباند قد أشار إلى زيادة إضافية في حجم ذلك التمويل، وفق تقرير وكالة بلومبرغ.
أزمة تمويل
دعا مديرون تنفيذيون بشركات الطاقة النظيفة الحكومة إلى أن تكون أكثر طموحًا، وأن تسرّع نشر مزارع الرياح، وإلّا لن تحقق أهداف الحياد الكربوني للشبكة بحلول نهاية العقد الجاري.
كما حذّر الخبراء من أنه لن يكون هناك وقت كافٍ لتطوير المشروعات اللازمة لإقامة منظومة كهرباء خالية من الانبعاثات بحلول 2030، ما لم ترفع الحكومة حجم التمويلات المخصصة في العطاءات المقبلة.
ويهدد التأخير في طرح مشروعات الطاقة المتجددة المخطط لها بالخروج عن مسار تحقيق أهداف المناخ الملزمة قانونًا بحلول 2050، وفق تقرير لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية (The Guardian).
ونتج قلق المديرين من اعتماد العطاءات المرتقبة على التمويل من فواتير الكهرباء المنزلية التي لا تكفي إلّا لدعم عدد صغير من المطورين المتحمسين لتطوير مزارع رياح بحرية قبالة سواحل بريطانيا.
ولذلك، طالبوا الوزير إد ميلباند بمضاعفة ميزانية العطاء بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار)، لتسريع إحراز تقدّم وضمان قدرة المزيد من المشروعات على الفوز بعقود.
موضوعات متعلقة..
- أهداف طاقة الرياح في المملكة المتحدة مرهونة بزيادة التمويل الحكومي
- طاقة الرياح في بريطانيا تشهد تطورات متسارعة.. أكبر مزرعة بحرية عائمة بالعالم
- طاقة الرياح في بريطانيا تترقب طفرة بدعم من حكومة حزب العمال
اقرأ أيضًا..
- حصري - تفاصيل اتفاق مصر مع إيني لاستئناف تطوير حقل ظهر
- أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز في أفريقيا.. 3 بلدان عربية بالقائمة (إنفوغرافيك)
- تقرير سعودي يرفع توقعات الطلب على النفط في 2024 ويخفضها لعام 2025
- تصفية أكبر شركة معادن في مصر والأقدم بالشرق الأوسط.. و2.4 مليار جنيه ديونًا وخسائر