التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

احتجاز الكربون في بريطانيا يصدم الحكومة.. 4 مشروعات متأخرة لسنوات (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تكنولوجيا احتجاز الكربون التي ما يزال أمامها سنوات من العمل
  • • ميليباند تعهّد بإزالة الكربون من نظام الكهرباء في بريطانيا بحلول عام 2030
  • • لم ينجح أحد في تطوير نظام تشغيل كامل النطاق لاحتجاز وتخزين الكربون
  • • التركيز على احتجاز وتخزين الكربون قد يكون في غير محلّه

يُعدّ مستهدف احتجاز الكربون في بريطانيا، بحلول عام 2030، صادمًا بالنسبة إلى الحكومة، كونه بعيد المنال، وذلك بسبب ارتفاع التكاليف وعدم ثبوت جدوى هذه التقنية.

وأفاد تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن ذلك يأتي على الرغم من وعد وزير أمن الطاقة والحياد الكربوني في المملكة المتحدة، إد ميليباند، بتسريع عملية التحول إلى الحياد الكربوني في بريطانيا بصورة كبيرة.

وكشف تقرير صادر عن مكتب التدقيق الوطني (NAO) بالمملكة المتحدة، نُشر مؤخرًا، حجم وصعوبة المهمة التي تواجه الوزير ميليباند، لا سيما فيما يتعلق بمشروعات احتجاز الكربون في بريطانيا.

وأخبر المسؤولون وزير الطاقة أنه أُنفِق مبلغ مذهل قدره 630 مليون جنيه إسترليني (814.22 مليون دولار) من أموال دافعي الضرائب على تكنولوجيا احتجاز الكربون في بريطانيا، التي ما تزال أمامها سنوات من التطوير.

الأداء الضعيف لاحتجاز الكربون في بريطانيا

أوضح مكتب المحاسبة الوطني بالمملكة المتحدة أن السبب وراء هذا الأداء الضعيف يعود إلى أن 4 مشروعات رئيسة لاحتجاز الكربون في بريطانيا متأخرة حاليًا بسنوات عن موعدها، في إشارة إلى التكنولوجيا غير المختبرة والتكاليف غير المؤكدة.

مشروع أكورن لاحتجاز وتخزين الكربون في إسكتلندا
مشروع أكورن لاحتجاز وتخزين الكربون في إسكتلندا – الصورة من أبستريم أونلاين

وحذّر التقرير من أن مبلغ 20 مليار جنيه إسترليني (25.85 مليار دولار) من الأموال العامة المخصصة لتطوير احتجاز الكربون في بريطانيا من غير المرجّح أن يكون كافيًا، وربما تكون هناك حاجة إلى المزيد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشكّل هذه النتائج كابوس الحياد الكربوني لكل من حزب العمال والوزير ميليباند، الذي تولّى منصبه في مجلس الوزراء وسط تعهُّد بإزالة الكربون من نظام الكهرباء في بريطانيا بحلول عام 2030، حسب مقال لمحرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية (The Telegraph)، جوناثان ليك.

وأوضح جوناثان ليك أنه بموجب خطط حزب العمال للطاقة الخضراء، يُعتَمَد على تقنيات احتجاز الكربون في بريطانيا وتخزينه لإزالة ما يصل إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من انبعاثات المملكة المتحدة سنويًا بحلول عام 2030 - وأكثر من 100 مليون طن بحلول عام 2050.

وأضاف: "إذا لم يكن من الممكن تفعيل هذه الخطط، فلن يكون لدى المملكة المتحدة أيّ أمل تقريبًا في تحقيق هدفها الملزِم قانونًا المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050".

ونظرًا لعدم القدرة على التنبؤ، يحذّر تقرير مكتب التدقيق الوطني من أن التركيز على احتجاز وتخزين الكربون من جانب وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني قد يكون في غير محلّه.

حجم مشكلات احتجاز الكربون في بريطانيا

تُعدّ المشكلات كبيرة لدرجة أن وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني تكافح من أجل العثور على أشخاص للعمل في برنامج احتجاز الكربون لديها، حسبما أفاد تقرير مكتب المحاسبة الوطني، مع وجود أكثر من 50 وظيفة شاغرة.

وأضاف التقرير: "وصفت وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني ولجنة تغير المناخ احتجاز وتخزين الكربون بأنه "ضروري" لتحقيق الحياد الكربوني، إلّا أن الحكومة ليس لديها، ولا تعمل حاليًا على، تطوير مسار بديل موثوق به دون استعمال احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه".

وأوضح: "لقد طبّقت وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني الدروس التي تعلّمتها من المحاولات الفاشلة السابقة لإطلاق احتجاز وتخزين واستعمال الكربون".

وأكد أن النهج الحالي الذي تتبعه وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني ينطوي على تعقيدات جديدة يجب إدارتها، اعتمادًا على مفاوضات متوازية ومترابطة مع مشروعات عبر تقنيات مختلفة.

وقال محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك: "تُعدّ عملية احتجاز الكربون في بريطانيا وتخزينه سهلة، إذ تُمَرَّر الانبعاثات الصادرة عن محطات الكهرباء والمصانع التي تحرق الوقود الأحفوري أو الحطب من خلال عملية تتخلص من نفايات ثاني أكسيد الكربون.

ويجري بعد ذلك ضغطها وتحويلها إلى سائل وضخّه عميقًا تحت الأرض للتخزين الدائم، وفي النهاية تتفاعل مع الصخور المحيطة، وتصبح جزءًا منها.

فشل تطوير نظام احتجاز الكربون وتخزينه

من الناحية العملية، لم ينجح أحد في تطوير نظام تشغيل كامل النطاق لاحتجاز وتخزين الكربون، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مشكلات هندسية، وكذلك بسبب التكاليف الباهظة.

ويقدّر العلماء أن احتجاز ودفن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن محطة كهرباء نموذجية تعمل بالغاز يمكن أن يمتص 20% من إنتاجها من الطاقة، ما يجعلها غير مجدية اقتصاديًا.

محطة احتجاز الكربون وتخزينه التابعة لشركة تاتا للكيماويات أوروبا في المملكة المتحدة
محطة احتجاز الكربون وتخزينه التابعة لشركة تاتا للكيماويات أوروبا في المملكة المتحدة – الصورة من بي بي سي

بدوره، حذّر تقرير مكتب التدقيق الوطني من أن "هناك خطرًا يرتبط بعدم إثبات التكنولوجيا على النطاق المخطط له، ومع الاعتماد على الخبرة والمعدّات المتخصصة.

على سبيل المثال، يخطط أحد مشروعات خفض الانبعاثات المتحدة لبناء محطة كهرباء تعمل بالغاز مع احتجاز الكربون في بريطانيا، وسيكون هذا أكبر 40 مرة من أيّ مشروعات موجودة على مستوى العالم.

في المقابل، انتهت محاولة سابقة لتوسيع نطاق احتجاز وتخزين الكربون في الولايات المتحدة، قبل أن تبدأ التشغيل بسبب تجاوز التكاليف المنسوبة إلى التوسع الهائل من النطاق التجريبي إلى النطاق التجاري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق