التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

كاتب بريطاني: تغير المناخ ليس أهم أزمات العالم

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • منذ تسعينيات القرن الـ20 أصبح تغير المناخ هاجسًا لدى الساسة والنخب في البلدان الغنية
  • • الجغرافيا السياسية والاقتصاد تعني أن التحول العالمي السريع من الوقود الأحفوري أمر مستحيل
  • • زعماء أوروبا والولايات المتحدة يتحدثون عن "الحياد الكربوني" كما لو كان يحظى بدعم عالمي
  • • الأموال المتبقية لدى البلدان الغنية لمكافحة المناخ أصبحت أقل من أيّ وقت مضى

يبدو أن المساعي الرامية إلى مكافحة تغير المناخ، وتحقيق الحياد الكربوني، ترهق اقتصادات الدول الغنية بسبب ارتفاع التكاليف، وتزيد في المقابل من ثراء مصادر الانبعاثات، كالصين التي تصنع تقنيات الطاقة المتجددة وتبيعها بأسعار منافسة.

وبحسب مقال، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإنه منذ تسعينيات القرن الـ20، أصبحت التغيرات المناخية تشكّل هاجسًا لدى الساسة والنخب في البلدان الغنية، بعد أن شهد العالم نهاية الحرب الباردة.

وشهد العالم في تلك المرحلة سلامًا وثقة نسبيين ونموًا اقتصاديًا واسع النطاق، وإحراز تقدّم سريع في مكافحة الفقر.

وفي عواصم أوروبا على وجه الخصوص، بدا الأمر وكأن أغلب المشكلات الكبرى التي يواجهها الكوكب قد حُلَّت، ومن ثم كان تغير المناخ هدفًا نهائيًا.

المدافعون عن العمل المناخي

لقد دافع أنصار العمل المناخي بكل سرور عن هدف إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري ذاته الذي كان بمثابة المحرك لقرنين من النمو المذهل.

ومن المؤكد أن هذا سيكلّف مئات التريليونات من الدولارات، ويتطلب دائمًا المزيد من النمو، حسب مقال نشرته صحيفة ذا تيليغراف البريطانية (The Telegraph) لرئيس "مركز إجماع كوبنهاغن" المتخصص بحلول القضايا العالمية، الزميل الزائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، بيورن لومبورغ.

رئيس "مركز إجماع كوبنهاغن"، الزميل الزائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد بيورن لومبورغ
رئيس "مركز إجماع كوبنهاغن"، الزميل الزائر يمعهد هوفر بيورن لومبورغ – الصورة من لينكد إن

وقال بيورن لومبورغ: "يا لها من نظرة ساذجة وضيقة الأفق للعالم، ولم يكن الزمن متساهلًا مع الفكرة الحمقاء التي تزعم أن تغير المناخ هو المشكلة الوحيدة المتبقية للبشرية، أو أن الكوكب سوف يتحد لحلّ هذه المشكلة".

وأضاف أن "الجغرافيا السياسية والاقتصاد تعني أن التحول العالمي السريع من الوقود الأحفوري أمر مستحيل".

وأوضح أنه "خارج الاقتصادات الأكثر تقدمًا، كان تغير المناخ يشكّل دائمًا أولوية منخفضة نسبيًا لدى الناخبين".

وألمح إلى أن زعماء أوروبا والولايات المتحدة يتحدثون عن "الحياد الكربوني" كما لو كان يحظى بدعم عالمي.

وأكد هذه الوحدة سرعان ما تنكشف بأنها سراب، مشيرًا إلى أن المحور المزعزع للاستقرار المتمثل في روسيا وإيران وكوريا الشمالية ليس على وشك دعم الجهود الغربية لحلّ مشكلة تغير المناخ.

متطلبات تحقيق الحياد الكربوني

وفقًا لمؤسسة أبحاث الطاقة وود ماكينزي، فإن تحقيق هدف الحياد الكربوني سوف يتطلب سياسات مناخية روسية تكلّف 273 مليار دولار سنويًا -نحو 3 أضعاف ما أنفقته روسيا على جيشها في العام الماضي-، وهذا لن يحدث.

وقال رئيس "مركز إجماع كوبنهاغن"، الزميل الزائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، مؤلف كتابَي "إنذار كاذب" و"أفضل الأشياء أولًا"، بيورن لومبورغ: "إن التحديات الجيوسياسية أعمق من ذلك، وقد اعتمد نمو الصين على حرق المزيد من الفحم، وتُعدّ البلاد المصدر الأبرز لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم".

في المقابل، شكّلت المصادر المتجددة 40% من الطاقة الأولية في الصين عام 1971، ثم انخفضت إلى 7% بحلول عام 2011، مع زيادة استعمال الفحم.

ومنذ ذلك الحين، ارتفعت نسبة مصادر الطاقة المتجددة بنسبة تصل إلى 10%، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن الممكن أن يكلّف العمل المناخي القوي في الصين ما يقرب من تريليون دولار سنويًا، ما قد يضرّ بتوجّهها نحو التحول إلى دولة غنية.

تجدر الإشارة إلى أن أغلب دول العالم ــ بما في ذلك الهند القوية والاقتصادات الناشئة ــ سوف تستمر في التركيز على التحول إلى أكثر ثراءً، وذلك غالبًا باستعمال الوقود الأحفوري.

وسوف تتجاهل روسيا وأمثالها التركيز على تغير المناخ تمامًا. وسوف تجني الصين الأموال من بيع الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية للغرب، في حين تعمل على الحدّ من انبعاثاتها بشكل متواضع فقط.

تصدير تكاليف السياسات المناخية

على الرغم من أن الدول الغنية تحاول بصورة غير مسؤولة تصدير تكاليف السياسة المناخية إلى الدول الفقيرة من خلال تعديل ضرائب الكربون، فإنها ستزيد الانقسام في عالم منقسم حاليًا.

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من كل هذه الضجة، فإن الأموال المتبقية لدى البلدان الغنية لمكافحة المناخ أصبحت أقل من أيّ وقت مضى.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في مدينة أحمد آباد بالهند
محطة كهرباء تعمل بالفحم في مدينة أحمد آباد بالهند – الصورة من رويترز

وقد انخفض النمو السنوي للفرد في البلدان الغنية من 4% في الستينيات إلى 2% في التسعينيات، وهو يحوم الآن فوق 1% بقليل.

ويدرك المزيد من الساسة ما اعترفت به وزيرة الطاقة والحياد الكربوني البريطانية السابقة، كلير كوتينيو: "لا يمكنك تحميل التكاليف للأسر المكافِحة لتحقيق الأهداف المناخية".

وفي أوروبا، بدأ الناخبون ينقلبون على الساسة الذين دافعوا عن الحدّ من النمو والرخاء باسم تغير المناخ. ومع مرور 6 إلى 7 دورات انتخابية قبل منتصف هذا القرن، فإن السياسات المناخية القوية -التي قد تكلف كل شخص في العالم الغني أكثر من 10 آلاف دولار سنويًا- محكوم عليها بالفشل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق