رئيسيةأخبار السياراتسيارات

لوسيد غروب تؤمّن احتياجات سياراتها الكهربائية بصفقة غرافيت اصطناعي

محمد عبد السند

تمثّل اتفاقية توريد الغرافيت الاصطناعي، التي أبرمتها شركة لوسيد غروب (Lucid Group) الأميركية المصنعة لأكثر السيارات الكهربائية تطورًا في العالم، مع مواطنتها غرافيت وان (Graphite One) بداية قوية نحو تأسيس سلسلة إمدادات محلية كاملة في الولايات المتحدة.

وتأتي الاتفاقية في إطار خُطط مصنعة السيارات الكهربائية، المدعومة من صندوق الاستثمارات السعودي، لتسريع وتيرة التحول إلى المركبات صديقة البيئة التي يُعوّل عليها في جهود إزالة الانبعاثات وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

ويتسارع تطبيق الغرافيت الاصطناعي؛ إذ من الممكن أن يمثّل نحو ثُلثي سوق أنود بطاريات السيارات الكهربائية بحلول أواسط العقد الحالي (2025).

ووفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تحتاج السيارة الكهربائية إلى ما يتراوح بين 50 و100 كيلوغرام من الغرافيت في حزمة بطاريتها لاستعمالها في الأنودات -الأقطاب الكهربائية السالبة في البطارية- ما يزيد على نحو ضعف كمية الليثيوم.

والغرافيت الاصطناعي مادة اصطناعية تصنع عبر المعالجة بدرجة حرارة عالية لمواد الكربون غير المتبلورة، وغالبًا ما يُستعمَل في التطبيقات عالية التقنية، بعكس الغرافيت الطبيعي المُستخرَج من باطن الأرض والمسَتعمَل على نطاق واسع في صناعات مختلفة مثل السيارات والمعادن والرقائق الإلكترونية.

اتفاقية غير ملزمة

أبرمت "غرافيت وان" اتفاقية غير ملزمة مع لوسيد غروب لتوريد مواد الأنود النشطة في خُطوة تستهدف تأسيس سلسلة إمدادات محلية بنسبة 100% لمعدن الغرافيت المُستعمَل في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

وقال الرئيس التنفيذي، المدير التقني لشركة لوسيد غروب بيتر رولينسون: "نحن ملتزمون بتسريع التحول إلى المركبات النظيفة، وتطوير سلسلة إمدادات مستدامة تضمن أن الولايات المتحدة ولوسيد غروب ستحافظان على الريادة التقنية في هذا السباق العالمي"، وفق بيان منشور على الموقع الرسمي لشركة غرافيت وان.

وأوضح رولينسون: "عبر العمل مع شركاء أمثال غرافيت وان، سيكون لنا وصول إلى المواد الخام الحيوية المُنتَجة في الولايات المتحدة؛ ما سيساعد على تشغيل سياراتنا التي تحصد جوائز عالمية والمصنعة بكل فخر في آريزونا".

من جهته قال الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة غرافيت وان أنطوني هوستون: "هذه لحظة تاريخية لكل من غرافيت وان ولوسيد غروب وأميركا الشمالية؛ إذ أُبرمت أول اتفاقية لإمدادات الغرافيت الاصطناعي بين مطور غرافيت أميركي وشركة سيارات كهربائية أميركية".

وأضاف هوستون: "يسرّ غرافيت وان أن تواصل الدفع باتجاه تطوير سلسلة إمدادات محلية في أميركية بنسبة 100%، ونحن نثمّن الدعم الذي نحصل عليه من مستثمرينا، والمنح التي نتلقاها من وزارة الدفاع".

وتابع: "مع تمويل المشروع اللازم لبناء مصنع مواد الأنود النشطة، تضع اتفاقية التوريد المبرَمة مع الشركة المصنعة لأكثر السيارات الكهربائية تطورًا في العالم، شركة غرافيت وان على المسار الذي يقود إلى تحقيق إيرادات في عام 2027".

وواصل: "تلك هي مجرد بداية لشركة غرافيت وان كي تعمل على تلبية مطالب السوق في أميركيا بشأن الغرافيت الطبيعي والاصطناعي؛ بما يضمن تحقيق الأمن الوطني والصناعي في الولايات المتحدة"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

شخص يمسك بقطع من معدن الغرافيت
شخص يمسك بقطع من معدن الغرافيت - الصورة من بلومبرغ

مصنع مقترح

تأتي اتفاقية التوريد في أعقاب اختيار غرافيت وان موقعًا لإنشاء مصنع مقترح لإنتاج مواد الأنود النشطة في شهر مارس/آذار (2024).

ويوجد الموقع في وارين بولاية أوهايو وسبق استعماله بوساطة الإدارة الأميركية لتخزين المعادن الحيوية المهمة لمخزون الدفاع الوطني.

ومن ثم يوجد هذا المكان في قلب صناعة السيارات، وتحديدًا في منطقة تتوافر بها كهرباء منخفضة التكلفة مولدة من مصادر طاقة متجددة.

كما توجد خطوط الربط الكهربائي الحالية في الموقع بأعداد كافية لتحقيق مستهدف الإنتاج الذي حددته شركة غرافيت وان للمرحلة الأولى والبالغة سعتها 25 ألف طن سنويًا من مواد الأنود المستعملة في البطاريات، إلى جانب ذلك تتوافر مساحات الأراضي اللازمة لزيادة الإنتاج في المراحل اللاحقة إلى 100 ألف طن سنويًا.

وتتخصص لوسيد غروب ومقرّها ولاية كاليفورنيا في تصنيع معظم السيارات الكهربائية المتطورة في العالم، وتتسم سيارتها الأيقونية لوسيد إير (Lucid Air) بأداء هو الأفضل في فئتها، ويصل سعرها إلى 69 ألف و900 دولار أميركي، وحصدت العديد من الجوائز القيمة، بما في ذلك سيارة العام من موتور تريند في عام 2022.

وتعكف لوسيد غروب على تجهيز مصنعها الحديث في آريزونا لبدء إنتاج سيارة الدفع الرباعي لوسيد غرافيتي (Lucid Gravity).

5 آلاف طن سنويًا

تُعد اتفاقية التوريد المبرمة بين غرافيت ولوسيد غروب غير ملزمة، وتنص على توفير 5 آلاف طن سنويًا بمجرد أن تبدأ الأولى في إنتاج الغرافيت الاصطناعي.

وتصل المدة الأولية لاتفاقية التوريد إلى 5 سنوات، مع إمكان إنهاء العقد قبل الموعد المحدد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعتمد المبيعات على صيغة سعر متفق عليها مرتبطة بأسعار السوق المستقبلية بالإضافة إلى تلبية التسعيرة الرئيسة المتفق عليها بين الطرفين.

ونظرًا إلى أن الولايات المتحدة تعتمد -حاليًا- بنسبة 100% على استيراد الغرافيت الاصطناعي والطبيعي، تعمل "غرافيت وان" على تطوير حل كامل لسلسلة توريد الغرافيت المتقدمة ومقرّها الولايات المتحدة، بفضل رواسب منجم غرافيت غريك (Graphite Creek)، الذي اعتبرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أنه أكبر رواسب الغرافيت في الولايات المتحدة "ومن بين الأكبر في العالم.

وتتضمن خطة مشروع شركة "غرافيت وان" بناء مصنع متقدم لتصنيع مواد الغرافيت ومواد أنود البطارية في وارن بولاية أوهايو.

كما تتضمن الخطة بناء منشأة إعادة تدوير لاستعادة الغرافيت ومواد البطارية الأخرى، في موقع أوهايو، وهي الحلقة الثالثة في إستراتيجية الاقتصاد الدائري للشركة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق