رئيسيةتقارير النفطنفط

منصات الحفر في الشرق الأوسط تنتعش بأكبر صفقة استحواذ

دينا قدري

شهدت منصات الحفر في الشرق الأوسط واحدة من كبرى صفقات الاستحواذ، في الوقت الذي يسعى فيه مقدمو خدمات حقول النفط على تعويض الطلب الضعيف في أميركا الشمالية.

وأعلنت شركة خدمات حقول النفط هيلمريش آند باين (Helmerich & Payne)، اليوم الخميس (25 يوليو/تموز 2024)، الاستحواذ على شركة كيه سي إيه ديوتاغ إنترناشيونال البريطانية (KCA Deutag International) مقابل 1.97 مليار دولار نقدًا.

وبهذا الاستحواذ تصبح الشركة المندمجة واحدة من أكبر مزودي منصات الحفر في الشرق الأوسط، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن المتوقع أن يجري إغلاق الصفقة، التي سيجري تمويلها نقدًا وبقروض جديدة، قبل نهاية العام الجاري (2024)، على أن يظل المقر الرئيس لشركة هيلمريش آند باين في ولاية أوكلاهوما.

وقفزت أسهم الشركة بنحو 12% في التعاملات الصباحية، حتى وصلت إلى ارتفاع بنسبة 10.6% في التعاملات المسائية.

زيادة منصات الحفر في الشرق الأوسط

ستؤدي صفقة الاستحواذ إلى زيادة عدد منصات الحفر التابعة لشركة هيلمريش آند باين في الشرق الأوسط من 12 إلى 88 منصة، 71 منها في السعودية وسلطنة عمان والكويت؛ ما يحوّل الأعمال المدمجة إلى واحدة من أكبر مزودي منصات الحفر في المنطقة.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة هيلمريش آند باين، جون ليندسي، أن "هذه الصفقة تمنح هيلمريش آند باين نطاقًا فوريًا لسوق الشرق الأوسط بطريقة سيكون من الصعب تكرارها".

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة كيه سي إيه ديوتاغ، جوزيف الخوري: "نتطلع إلى الانضمام إلى هيلمريش آند باين، والجمع بين نقاط القوة لدى موظفينا مع بصمتنا الجغرافية، لإنشاء منظمة تتمتع بشبكة عالمية لا مثيل لها وقدرات خدمية وعروض تكنولوجية".

وتابع: "إن حجم المنظمة المشتركة ونطاقها وقوتها المالية سيوفر أساسًا مستقرًا للنمو والتنويع على المدى الطويل لحماية مستقبل مستدام ومزدهر لشعبنا".

وتتوقع شركة هيلمريش آند باين -أيضًا- تحقيق وفورات تبلغ نحو 25 مليون دولار بحلول عام 2026، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة رويترز.

إحدى منصات الحفر
إحدى منصات الحفر - الصورة من منصة "أويل آند غاز ميدل إيست"

صفقات استحواذ مرتقبة

راهن مقدمو خدمات حقول النفط على النمو في الخارج، وكذلك على مشروعات المياه العميقة، لتعويض الطلب الضعيف في أميركا الشمالية، التي شهدت موجة من الاندماجات بين المنتجين وطلبًا فاترًا على الغاز الطبيعي.

وقال محللو آر بي سي كابيتال ماركتس (RBC Capital Markets)، إن الصفقة تعمل على تسريع إستراتيجية النمو الدولية لشركة هيلمريش آند باين، ولكنها من المحتمل -أيضًا- أن تؤدي إلى انخفاض عوائد المساهمين على المدى القريب.

وستُضاف الصفقة على الفور إلى التدفق النقدي للسهم الواحد لشركة هيلمريش آند باين.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يُمكن أن يساعد تحسين الميزانيات العمومية والهوامش في إطلاق الصفقات في قطاع خدمات حقول النفط.

وقدمت شركة خدمات حقول النفط الأميركية الكبرى إس إل بي (SLB) عرضًا بقيمة 8 مليارات دولار تقريبًا لشراء شركة شامبيون إكس (ChampionX) في وقت سابق من العام الجاري (2024).

ووافقت شركة نوبل (Noble) للتنقيب البحري الشهر الماضي على شراء منافستها الأصغر دايموند أوفشور دريلينغ (Diamond Offshore Drilling) في صفقة نقدية وأسهم، تبلغ قيمتها 1.59 مليار دولار.

منصات الحفر في الشرق الأوسط

في سياقٍ متصل، شهدت سوق منصات الحفر البحرية اضطرابًا في الآونة الأخيرة، بعد أن أعلنت السعودية إلغاء توسيع طاقتها الإنتاجية من النفط في وقت سابق من العام الجاري (2024).

ونفّذت المملكة سلسلة من تعليق عقود منصات الحفر البحرية ذاتية الرفع؛ نتيجة توقفها عن زيادة إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يوميًا أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

ووفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يرى مراقبو السوق أن الطلب في الشرق الأوسط ما يزال قويًا رغم هذه التغييرات التي أصابت كثيرين بالقلق.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس (P&O Maritime Logistics) مارتن هيلويغ، إن مالكي سفن الدعم البحرية يرون "سوقًا أفضل مما رأيناه منذ مدّة طويلة.. والشرق الأوسط هو القاطرة التي تقود النفط والغاز".

وكان هيلويغ يشعر بالقلق في البداية عندما ظهرت الأخبار حول تعليق أرامكو السعودية عقود 22 منصة حفر بحرية ذاتية الرفع، الأمر الذي أثّر فيما يقرب من 40 سفينة دعم بحرية، بما في ذلك بعض سفن "بي آند أو ماريتايم".

ورغم مخاوفه من أن يؤدي ذلك إلى تراجع أكثر منهجية في السوق، فإن "الأمر لم يكن كذلك"، بحسب رئيس الشركة الرائدة في مجال سفن الدعم البحرية.

وقال هيلويغ، إن شركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس لم تشهد أي انسحاب مماثل في قطر، أو أبوظبي، أو في بقية المنطقة، بعد تعديل إنتاج أرامكو السعودية، مشيرًا إلى أن قطر تقدم "أسعارًا جيدة وطلبًا قويًا حقًا".

وأضاف: "لا يتمتع الشرق الأوسط بأعلى المعدلات بالنسبة إلينا، ولكنه سوق مستقرة إلى حد ما، وهناك كثير من طول العمر في هذا السوق".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق