رئيسيةتقارير النفطنفط

هل تأثرت سوق منصات الحفر البحرية في الشرق الأوسط جراء تعليق أرامكو؟

دينا قدري

شهدت سوق منصات الحفر البحرية اضطرابًا في الآونة الأخيرة، بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية إلغاء توسيع طاقتها الإنتاجية من النفط في وقت سابق من العام الجاري (2024).

ونفّذت المملكة سلسلة من تعليق عقود منصات الحفر البحرية ذاتية الرفع؛ نتيجة توقفها عن زيادة إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يوميًا أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

ووفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يرى مراقبو السوق أن الطلب في الشرق الأوسط ما يزال قويًا رغم هذه التغييرات التي أصابت كثيرين بالقلق.

واحتفظت إحدى شركات الوساطة المالية بـ"وجهة نظر متفائلة" بشأن الشرق الأوسط، على الرغم من التعليق الأخير من جانب أرامكو لمنصات الحفر البحرية ذاتية الرفع.

سوق منصات الحفر البحرية

يقول الرئيس التنفيذي لشركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس (P&O Maritime Logistics) مارتن هيلويغ، إن مالكي سفن الدعم البحرية يرون "سوقًا أفضل مما رأيناه منذ مدّة طويلة.. والشرق الأوسط هو القاطرة التي تقود النفط والغاز".

ويرى هيلويغ أن الاستثمار في تطوير الغاز مستمر في دعم النشاط البحري في المنطقة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا" (Riviera Maritime Media).

كان هيلويغ يشعر بالقلق في البداية عندما ظهرت الأخبار حول تعليق أرامكو السعودية عقود 22 منصة حفر بحرية ذاتية الرفع، الأمر أثّر فيما يقرب من 40 سفينة دعم بحرية، بما في ذلك بعض سفن "بي آند أو ماريتايم".

ورغم مخاوفه من أن يؤدي ذلك إلى تراجع أكثر منهجية في السوق، فإن "الأمر لم يكن كذلك"، بحسب رئيس الشركة الرائدة في مجال سفن الدعم البحرية.

وقال هيلويغ، إن شركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس لم تشهد أي انسحاب مماثل في قطر، أو أبوظبي، أو في بقية المنطقة، بعد تعديل إنتاج أرامكو السعودية، مشيرًا إلى أن قطر تقدم "أسعارًا جيدة وطلبًا قويًا حقًا".

وتحافظ أرامكو على طاقتها الإنتاجية الحالية، البالغة 12 مليون برميل من النفط يوميًا، بعد إلغاء مشروعي السفانية ومنيفة البحريين، إذ تحول شركة الطاقة السعودية العملاقة تركيزها إلى تطوير مزيد من موارد الغاز الطبيعي.

وأضاف هيلويغ: "لا يتمتع الشرق الأوسط بأعلى المعدلات بالنسبة إلينا، ولكنه سوق مستقرة إلى حد ما، وهناك كثير من طول العمر في هذا السوق".

ونتيجةً لأنشطة السوق الإقليمية المتغيرة، تحقق شركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس توازنًا لسفنها بين العقود طويلة الأجل في قطر والسعودية وبحر قزوين -إذ تُعد لاعبًا رئيسًا- مع عقود قصيرة الأجل في غرب أفريقيا.

إحدى منصات الحفر البحرية ذاتية الرفع
إحدى منصات الحفر البحرية ذاتية الرفع - الصورة من موقع شركة "بور دريلينغ"

جانب إيجابي

أدت تداعيات تعليق أرامكو السعودية إلى إلغاء عقود 4 سفن تابعة لشركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس، ولكن كان هناك جانب إيجابي، إذ توقع الشركة -في الواقع- عقودًا بمعدلات أعلى بنسبة 15%"، بحسب ما أكده رئيس الشركة مارتن هيلويغ.

على سبيل المثال، ارتفعت إيرادات السفن في الشرق الأوسط إلى 37.9 مليون دولار في الربع الأول من عام 2024، ارتفاعًا من 30.8 مليون دولار في المدّة نفسها من عام 2023.

وارتفعت معدلات استعمال السفن إلى 86.6%، كما ارتفعت معدلات اليوم إلى 11 ألفًا و108 دولارات من الربع السابق عندما سجلت 10 آلاف و855 دولارًا و85.6% على التوالي، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتؤكد تقارير السوق الأخيرة الصادرة عن محللي ووسطاء الطاقة تقييم "هيلويغ"؛ إذ تحتفظ شركة الوساطة المالية يو أو بي كاي هيان (UOB Kay Hian)، ومقرها سنغافورة، بـ"وجهة نظر متفائلة" بشأن الشرق الأوسط، على الرغم من التعليق الأخير من جانب أرامكو لمنصات الحفر البحرية ذاتية الرفع.

وتقول شركة الوساطة المالية السنغافورية: "يبدو أن المعدلات اليومية ومعدلات الاستعمال صامدة بصورة جيدة" في المنطقة.

وبحلول 1 يوليو/تموز، بلغت مستويات تشغيل منصات الحفر البحرية في منطقة الشرق الأوسط والخليج نسبة 85%، مع وجود 130 منصة حفر بحرية ذاتية الرفع ووحدة حفر بحرية متنقلة نشطة، و23 وحدة فقط قيد التشغيل.

وبالمثل، كانت 1108 سفن دعم بحرية و309 سفن بناء بحرية تعمل؛ ما أدى إلى استعمالات نشطة للأسطول بنسبة 86% و88% على التوالي.

وأضافت شركة الوساطة المالية: "قبل التعليق، كان قطاع منصات الحفر البحرية ذاتية الرفع واحدًا من أفضل القطاعات أداءً خلال العام الجاري، إذ ارتفعت معدلات اليوم ومعدلات الاستعمال بنسبة 11% و15% على التوالي على أساس سنوي"، كما أشارت "يو أو بي كاي هيان".

إحدى منصات الحفر البحرية
إحدى منصات الحفر البحرية - الصورة من الموقع الرسمي لشركة فالاريس

بناء منصات الحفر البحرية الجديدة

في الوقت الذي وُضعت فيه الطلبات الأولى لعمليات بناء منصات الحفر البحرية الجديدة، فإن الرئيس التنفيذي لشركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس مارتن هيلويغ لا يعتقد أن التوقيت مناسب تمامًا.

وقال: "نحن لا نستثمر في عمليات البناء الجديدة، ولا أعتقد أنه ينبغي لنا ذلك.. إنها لعبة عرض وطلب بسيطة للغاية، ولا ينبغي لنا أن ندمر جانب العرض الآن الذي أصبح متوازنًا إلى حد ما في النهاية".

لكن هذا لا يعني أن شركة بي آند أو ماريتايم لوجستيكس لا تستثمر في أسطولها الحالي؛ إذ تنفذ العديد من مشروعات التحويل، بما في ذلك إعادة تجهيز إحدى السفن الحاملة للوحدات إلى سفينة تصدير ديناميكية من الدرجة الثانية ومزودة بخطوط مشتركة لدعم تطوير مزرعة الرياح البحرية.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ستعمل شركة الزامل للخدمات البحرية، إحدى أكبر الشركات المالكة لسفن الدعم البحرية في الشرق الأوسط، على تنمية أسطولها من خلال إضافة 4 سفن تدخل للدعم السريع، بطول 60 مترًا، قيد الإنشاء في حوض بناء السفن في سنغافورة.

وستُستعمل سفن التدخل للدعم السريع -الزامل 80 والزامل 81 والزامل 82 والزامل 83- لنقل البضائع ومعدات الصيانة والأفراد لعمليات أرامكو السعودية في الشرق الأوسط.

ويجري بناء السفن الجديدة على قدم وساق، على أن تُسلّم في عامي 2024 و2025، وستتوافق السفن مع أحدث مواصفات ومتطلبات سفن العقود البحرية من أرامكو السعودية.

في سياقٍ متصل، منحت شركة أدنوك البحرية ومقرها أبوظبي عقدًا بقيمة 733 مليون دولار لشركة أدنوك للحفر في شهر يوليو/تموز 2024، لإنشاء 3 منصات حفر على الجزر لدعم العمليات المتنامية في حقل زاكوم البحري.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر، عبدالرحمن عبدالله السيلاري، إن منصات الحفر الجديدة في الجزر "ستكون الأكثر تقدمًا في العالم، وستحتضن الذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا الأكثر تحولًا في جيلنا".

وسيجري تسليم منصات الحفر، التي ستبنيها مجموعة هونغوا الصينية (Honghua Group)، لبدء العمليات في عام 2026.

وفي الوقت نفسه، تقوم شركة قطر للطاقة (QatarEnergy) بحملة حفر كبيرة لتوسيع إنتاج الغاز من حقل الشمال، ما يدعم خطتها لزيادة قدرة إسالة الغاز بنسبة 85% بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق