محطة صانيكا للطاقة الشمسية في المملكة المتحدة.. أول اختبار للحكومة الجديدة
معارضة قوية للمشروع بعد الموافقة الرسمية
حياة حسين
- تحتلّ محطة صانيكا مساحة كبيرة من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في بريطانيا
- الحكومة تتجاهل تقرير الخبراء الذي نصح بعدم إقامة المحطة
- تقرير الخبراء قال، إن للمحطة أضرارًا عديدة أكبر من المنافع
- مسؤول يصف الموافقة على المحطة بالصاعقة التي ضربت المنطقة في وقت مبكر من عمر الحكومة
تمثّل محطة صانيكا للطاقة الشمسية في المملكة المتحدة Sunnica واحدة من الاختبارات الأولى التي تواجه حكومة حزب العمال الفائزة في الانتخابات الأخيرة بقيادة كير ستارمر.
وكان من أولى قرارات الحكومة الجديدة الموافقة على بناء المحطة التي تواجه اعتراضات كثيرة؛ إذ اتهمها بعضهم بتدمير أراضٍ زراعية؛ ما يعني عدم تنفيذ الوعود الانتخابية بتحقيق الأمن الغذائي، الذي يمثّل جزءًا أساسيًا من الأمن القومي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما واجه مشروع محطة صانيكا للطاقة الشمسية تأجيلًا متكررًا، رغم أنه يُعدّ الأكبر في أوروبا حال تنفيذه، وسيوفر سعة ضخمة من الطاقة تسهم بتحقيق أمن الطاقة في البلاد، وهو الأمر الذي كان ضمن الوعود الانتخابية، أيضًا.
وكان إجراء الانتخابات العامة مطلع شهر يوليو/تموز الجاري أحد أسباب تأجيل القرار الخاص بالمحطة.
غير أن قضية أمن الطاقة في الوعود الانتخابية، التي ستحقق -غالبًا- من خلال الطاقة المتجددة، وفق رؤية كير ستارمر، كانت أكثر وضوحًا في الوعود الانتخابية، ما قد يفسّر الموافقة السريعة على تدشين مشروع محطة الطاقة الشمسية، وقبل أن تمرّ عدّة أسابيع على تربُّع حزب العمال على عرش الحكم، بعد فوز ساحق على حزب المحافظين، والإطاحة به بعد 14 عامًا من السيطرة على الحكومة.
وكانت الحكومة السابقة بقيادة ريشي سوناك تؤيد إنتاج النفط والغاز بصورة أكبر من الطاقة المتجددة.
التكلفة الاستثمارية
تبلغ التكلفة الاستثمارية لمحطة صانيكا للطاقة الشمسية في المملكة المتحدة 600 مليون جنيه إسترليني (780 مليون دولار أميركي)، وستمتد على مساحة 2500 فدان من الأراضي الزراعية.
*(الجنيه الإسترليني = 1.3 دولارًا أميركيًا).
ووافقت وزارة الطاقة البريطانية على تدشين المحطة يوم الجمعة 12 يوليو/تموز 2024؛ ما مثّل صدمة للسكان في المنطقة المحيطة، بحسب ما نقلت "بي بي سي" عنهم، في تقرير منشور اليوم الإثنين 15 يوليو/تموز 2024.
ويقول معارضو المشروع المقرر تدشينه على حدود كامبريدجشير-سوفولك، إن المحطة ستسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية الأكثر خصوبة في المملكة المتحدة، رغم أن هناك مواقع أخرى بديلة، مثل أسطح المباني التجارية المواجهة في الجانب الثاني من هذا الموقع.
غير أن وزارة الطاقة والحياد الكربوني ترى أن "منافع محطة صانيكا للطاقة الشمسية تفوق الخسائر المتوقع أن تخلّفها".
وقال وزير الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند: "إن محطة صانيكا للطاقة الشمسية ستسهم في تحقيق استقلال الطاقة البريطاني، وخفض تكلفة فواتير الطاقة للعائلات، إضافة إلى أنها ستدفع باتجاه نمو الاقتصاد الأخضر في البلاد".
وتعهّد حزب العمال -قبل إجراء الانتخابات- بوقف التراخيص الجديدة في قطاع النفط والغاز، بحجّة عدم إسهامها في خفض فواتير الطاقة، وفي الوقت نفسه تزيد من الضغوط المناخية، كما أنه وعد بفرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات القطاع بنسبة 3%.
وفي المقابل، تعهَّد بتخصيص أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني (639.42 مليون دولار) بدءًا من عام 2025، لتقديم منح رأسمالية للشركات التي تعمل على تطوير تقنيات نظيفة، وتشمل طاقة الرياح البحرية والبرية، إضافة إلى الشمسية.
صدمة حقيقية
قالت مسؤولة مجموعة عمل مناهضة لتدشين محطة صانيكا للطاقة الشمسية في المملكة المتحدة، تحمل إسم "لا لصانيكا"، كاثرين جودكينز: "إن قريتنا في صدمة حقيقية منذ إعلان الموافقة ومنح الضوء الأخضر لتدشين المحطة".
وأضافت: "إنه قرار متسرع، الجميع هنا غاضبون؛ لأن المشروع يتعارض مع النتائج التي توصَّل لها الخبراء ونصحوا بها".
وكان تقرير الخبراء على المحطة قد خَلص إلى أن مساوئ المشروع أكبر بكثير من منافعه "هناك أضرار عديدة وشديدة"، ونصح بعدم الموافقة عليه.
وتابعت: "الموافقة على تدشين محطة صانيكا للطاقة الشمسية تتعارض مع وعود حكومة حزب العمال الانتخابية بشأن أمن الغذاء، وأنه من أسس الأمن القومي؛ فهذه الأرض التي ستقام عليها المحطة تنتج محاصيل غذائية وفيرة".
واقترحت على الحكومة إقامة محطة صانيكا للطاقة الشمسية على أسطح المباني التجارية في الجهة المقابلة، وبصورة عامة، فلدى بريطانيا مساحة أسطح من المباني التجارية تتجاوز 600 ألف فدان.
وذكرت جودكينز مثالًا في ألمانيا قائلة: "لقد دشّنت برلين قدرة مركبة من الطاقة الشمسية تبلغ 14 غيغاواط في 2023، حصلت على 70% منها من ألواح الأسطح".
ويخشى المعترضون على إقامة محطة صانيكا للطاقة الشمسية -أيضًا- من تأثير ألواح المحطة في المناظر الطبيعية ومحمية طبيعية بالقرب من الموقع.
وقال أحد سكان المنطقة، يُدعى ريتشارد رادكليف: "إن المنطقة تتمتع بأطول منظر طبيعي يمكن أن تراه".
وقالت الساكنة إيزابيل كروس، التي تقطن المنطقة منذ 30 عامًا: "ستتحول إلى منظر طبيعي صناعي"، مبديةً قلقها من بطاريات تخزين الطاقة أيضًا.
بينما وصف رئيس مجلس أبرشية إيسلهام في كمبريدجشير ريتشارد رادكليف القرار بـ"الصاعقة من السماء"، التي ضربت المنطقة في وقت مبكر جدًا من ولاية هذه الحكومة الجديدة.
وكانت شركة صانيكا قد قالت، إن المحطة ستزوّد 172 ألف منزل بالكهرباء، وتوفر 1500 فرصة عمل خلال بناء المنشآت الخاصة بها، إضافة إلى 27 وظيفة بدوام كلّي.
ووفق خطة المحطة، فإنها ستغطّي 3 مواقع في المنطقة، وستُوَصَّل بكابلات تحت الأرض من الجانبين بشبكة الكهرباء الوطنية.
موضوعات متعلقة..
- خطط لخفض فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى الأبد.. كيف يفعلها حزب العمال؟ (تقرير)
-
حزب العمال يخفض الاستثمارات الخضراء في بريطانيا ويُغضب نشطاء المناخ
-
النفط والغاز في بحر الشمال.. "الأرباح المفاجئة" تشعل ثورة ضد زعيم حزب العمال
اقرأ أيضًا..