التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يهدد الأمن الغذائي العالمي.. ما علاقة قناة السويس؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تغير المناخ يهدد الإنتاج الزراعي العالمي.
  • توقعات بزيادة الطلب على الغذاء بحلول عام 2050.
  • أحدث تغير المناخ هزةً عنيفةً في أسواق الغذاء العالمية.
  • خفّضت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار بيريل أسعار القمح في أميركا.
  • هطول الأمطار سبّب صداعًا في رؤوس مزارعي القمح الفرنسيين.

عاد تغير المناخ -مجددًا- ليطل بوجهه القبيح على سلاسل إمدادات الغذاء العالمية نتيجة الزيادة في وتيرة وشدة ظواهر الطقس المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تهدد الإنتاج الزراعي وتضع الأمن الغذائي على المحك.

وشهدت أسعار العديد من السلع الغذائية الرئيسة تحولات جذرية نتيجة التغيرات المناخية والاضطرابات الحاصلة في الممرات الملاحية المهمة مثل قناة السويس؛ ما أثر سلبًا في المنتجين والمستهلكين حول العالم.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الغذاء بنسبة تتراوح بين 60% و100% بحلول عام 2050 بسبب الزيادة السكانية المطردة؛ غير أن تغير المناخ يَنتُج عنه هبوط الإنتاجية الزراعية العالمية بنسبة مذهلة لامست 21% منذ عام 1961.

وفي المناطق الأكثر سخونةً مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية، انخفضت الإنتاجية بما يتراوح من 26% إلى 34%، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)

هزة عنيفة

أحدث تغير المناخ هزةً عنيفةً في أسواق الغذاء العالمية إلى الحد الذي أصبحت فيه إمدادات الغذاء تحت رحمة ظروف الطقس المتطرفة، وفق ما أوردته بلومبرغ.

وقد تؤدي هذه التغيرات المناخية إلى ارتفاع معدلات المجاعة وسوء التغذية بنسبة تقترب من 20% بحلول أواسط القرن الحالي (2050)؛ ما يُلحِق أضرارًا بالغة بملايين الأشخاص على الكوكب.

تغير المناخ

وسجّلت أسعار القهوة العالمية صعودًا حادًا نتيجة التأثير الذي خلّفه التدهور بظروف زراعة هذا المحصول في أميركا اللاتينية وآسيا؛ ما أضر بالإنتاج العالمي.

في المقابل ساعدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار بيريل على خفض أسعار القمح وفول الصويا في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي الصين أضحت المحاصيل عُرضة بشدة لظروف الطقس المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ.

تحديات تتفاقم

مع ارتفاع كمية الغذاء المطلوبة عالميًا؛ فإن توفير الطعام لعالم تتزايد أعداد سكانه بشكل مطرد سيتطلب أنظمة نقل وبيع وتوصيل أكثر تعقيدًا.

وقد تُسهم ظروف الطقس المتطرفة، مثل الأعاصير أو الفيضانات، في زعزعة الاستقرار بتلك الأنظمة الحساسة بالفعل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستؤثر تلك التحديات في الأمن الغذائي لعالم يعتمد على المزارعين الصغار في الحصول على الغذاء.

وفيما يلي أحدث التأثيرات التي خلّفها تغير المناخ في أسواق المحاصيل الغذائية عالميًا:

ارتفاع أسعار القهوة

تدهورت آفاق إنتاجية محصول القهوة في البرازيل، أكبر مُنتِج للبن في العالم، خلال الوقت الذي انخفض فيه معدل حصاد هذا المحصول بأكثر من المعتاد في أعقاب موجة الجفاف التي ضربت البلد اللاتيني.

كما تكبّدت إنتاجية البن خسائر قوية في فيتنام وإندونيسيا نتيجة ظروف الطقس غير المواتية.

وأشعل هذا مخاوف التجار خلال الأسبوع الحالي؛ إذ صعدت أسعار العقود الآجلة لقهوة أرابيكا المُستعمَلة في المشروبات المتخصصة إلى أعلى مستوياتها خلال عامين.

كما لامست أسعار قهوة روبوستا الأرخص ثمنًا والمفضلة للمشروبات الفورية ذروتها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وحذرت شركة لافازا Lavazza الإيطالية لتحميص البن من أن أسعار القهوة ستواصل الصعود حتى أواسط العام المقبل (2025) بسبب نقص حبوب البن لدى المزارعين الرئيسين.

وإلى ذلك زادت تكاليف الشركة خلال السنوات الأخيرة نتيجة اضطرابات الشحن الحاصلة في قناة السويس.

قناة السويس
قناة السويس - الصورة من maritimeprofessional

أسعار الشوكولاتة تتضخم

ربما يبدأ عشاق الشوكولاتة -قريبًا- رحلة معاناة من آثار تغير المناخ القاسية التي أثرت سلبًا في محصول الكاكاو بغرب أفريقيا.

وما زال مصنّعو الشوكولاتة بمنأى نسبيًا -حتى الآن- عن آثار الارتفاع التاريخي في أسعار الكاكاو بفضل المخزونات التي جمعوها وقت انخفاض أسعار حبوب هذا المحصول، وهو ما يتضح في ارتفاع معدل معالجة الكاكاو في أوروبا، المنطقة الأكثر استهلاكًا لتلك السلعة عالميًا، بنسبة 4.1% خلال الربع الثاني من العام الحالي (2024) مقارنةً بالعام السابق (2023)، وفق بيانات رابطة الكاكاو الأوروبية الصادرة في 11 يوليو/تموز (2024).

ومع ذلك سيحتاج مصنّعو الشوكولاتة إلى تجديد الإمدادات بتكاليف أعلى؛ وهو ما سيُمَرر إلى المستهلك النهائي.

وأثرت الشكوك في قدرة الطلب على الشوكولاتة على الصمود في وجه أسعار الكاكاو المرتفعة سلبًا في أسهم شركة باري كاليبو (Barry Callebaut) السويسرية، التي هبطت 9% في تداولات الحادي عشر من يوليو/تموز (2024).

سوق حبوب متقلبة

تراجعت أسعار العقود الآجلة للقمح وفول الصويا إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020 في بورصة شيكاغو، هذا الأسبوع، ويُعزى هذا جزئيًا إلى الأمطار النافعة التي جلبها إعصار بيريل إلى مناطق عدة في الولايات المتحدة الأميركية.

غير أن هطول الأمطار بشكل قوي قد أحدث صداعًا في رؤوس مزارعي القمح الفرنسيين، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتوقّع باريس أن يهبط محصول القمح اللين (قمح الخبز) بنسبة 15% ليصل إلى أدنى مستوياته في 4 أعوام؛ ما يهدد بفرض قيود على الصادرات التي غالبًا ما تذهب إلى أميركا الشمالية والشرق الأوسط.

شتلات أرز في حقل أرز بمقاطعة تشغيانغ الصينية
شتلات أرز في حقل أرز بمقاطعة تشغيانغ الصينية - الصورة من بلومبرغ

تهديد في الصين

لم تسلم الصين من تداعيات الصيف الساخن الناتج عن تغير المناخ، والمصحوب بموجات الجفاف والفيضانات والأعاصير؛ ما انعكس على إنتاجية المحاصيل في ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.

وتهدد الظروف المختلفة الحاصلة في أنحاء البلاد بإشعال موجة تضخم في أسعار السلع الغذائية الرئيسة حال تأثرت إنتاجية القمح وفول الصويا والأرز والذرة.

وسيشهد ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم مزيدًا من ظروف الطقس المتطرفة، خلال السنوات المقبلة، نتيجة تغير المناخ، وفق ما حذّر منه مركز المناخ في الصين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الإهمال والفساد يحاصران قطاع الكهرباء المصرية

    الصندوق الأسود لوزارة الكهرباء ماذا يجري بعيدا عن انظار الجهات الرقابية من سرقات معلنة بمنظومة كبار المشتركين علي مستوي شركات توزيع الكهرباء التسع؟

    فى الوقت الذى يؤكد رئيس الجمهورية تصديه للفساد وإهدار المال العام بكل مؤسسات الدولة وهيئاتها بكل حزم وقوة وتغليب وتعظيم مصلحة الدولة فوق اى اعتبارات، إلا أن قطاع الكهرباء ممثل فى شركات التوزيع وخاصة ما يسمى بقطاعات "كبار المشتركين"أصبحت الراعى الأول لإنتشار منظومة الفساد وتغلغله بين أركان وجنبات شركات التوزيع التسع ....التى استحل البعض نهب وسرقة خيراتها لأغراض شخصية تحت بند ال(مجاملات) ، مما كان له بالغ الأثر فى ارتفاع نسب الفقد التجارى بالشركات وتكبد الوزارة خسائر سنوية تفوق ال ٤٠ مليار جنيه سنويا ، الأمر الذى استدعى تدخل عاجل وحاسم من قبل القيادة السياسية مؤخرا والتنسيق مع وزير الكهرباء بالضرب بيد من حديد لمواجهة مواطن الفساد
    ومع تكليف الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء الجديد بدأ جزء بسيط من الإفاقة من حالة النوم والثبات العميق فى ظل عدم متابعة دورية ومستمرة لمنظومة قطاعات الشئون التجارية بشركات التوزيع وخاصة التى تعوم على خيرات ونفحات "كبار المشتركين" ( فنادق ومناطق صناعية تشمل مصانع وغيرها ما لز وطاب) وكذلك وجود حالة من الترهل فى قطاعات التفتيش الفنى والتجارى بشركات التوزيع التابعة لرؤساء مجالس إدارات الشركات والاكتفاء فقط بإجراء وهمي دون الكشف عن أرباب الفساد أو المنتفعين من خيرات تلك المنظومة التى تعرضت للنهب والسلب والسرقة....وبكل حزن تقع عبء فساد تلك المنظومة الفاسدة علي المواطن البسيط بالزيادات المتتالية لأسعار الاستهلاك وتكرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
    ربما يحدث وزير الكهرباء الدكتور محمود عصمت فرق في الأيام القادمة، ووضع كل قيادة فى مكانها الطبيعى وكشف المنتفعين وأصحاب السبوبة داخل القطاعات المختلفة وإعادة الهيكلة لكافة شركات الكهرباء تبدأ من رئيس الشركة الي اقل مدير عام.
    فهناك الكثير من القيادات اللذين وصلوا الي مناصبهم من خلال المجاملات والوساطة المعمول بها خلال تاريخ الشركة القابضة لكهرباء مصر الفترة الماضية نتج عنها منظومات فساد عميقة استبيحت شبكته وقدراته الكهربائية لمعدومى الضمير من أجل تحقيق أغراضهم ونزواتهم الشخصية وسط غياب تام للرقابة والمتابعة من قبل رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر ونوابه ومستشاريه وأعضاء متفرغين وأعضاء مجالس إدارة شركات الكهرباء ١٦، اللذين تمتليء الكهرباء وقد تعدوا الستون وبعضهم تعدي سن السبعين....
    بالرغم من أن وزارة الكهرباء تشكل لجان للتفتيش علي الشركات الا ان تلك اللجان لا تأتي ثمارها لوجود تفاهمات وتعليمات مسبقة من رئيس القابضة لكهرباء مصر جابر دسوقي بعدم تفعيل تلك اللجان حتي لا يضر بمن عينهم لوجود مصالح وانتفاع ولا تظهر هذه اللجان الا في حالة وجود جهة رقابية تنبش في فساد تلك المنظومة فتخرج اللجان لتأمين الكبار كما حدث بشركة كهرباء توزيع جنوب القاهرة وشركات اخري تأتي في الأيام القادمة ففي شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء وحاليا بشركة الدلتا لتوزيع الكهرباء والبحيرة والقناة والإسكندرية والباقي... التى يجب أن تشهد وقفة صارمة اللذين استغلوا مناصبهم فى غض أبصارهم عن فساد مستمر بغزارة استدعى وقفة حازمة والضرب بيد من حديد ..
    ويا لها من صاعقة وانا استمع لما يتم ضبطة من طرمخة ووقائع فساد صارخه تستدعى محاكمة هؤلاء لتسببهم فى ضياع مئات الملايين من أموال الكهرباء ..فلك أن تتخيل فى مدينة مثل (دمياط) التى تعوم على فساد متراكم يتم ضبط ما يقرب من ٤ حالات لفنادق مختلفة تقوم بالحصول على التيار الكهربائي بالمخالفة للقانون ودون وجود عداد بأى منهم وكذلك الحال فى مدينة طلخا عندما يتم اكتشاف أحد معاهد التعليم العالى يسدد فقط مبلغ ٣٥٠٠ جنيه تحت بند ( غرفة حارس) وما يحدث بالمناطق الصناعية ذات القوي المتحركة للإيرادات المالية للكهرباء والتي لا تأتي بصحيح الإيرادات ففي مدينة السادات والنوبارية ووادي النطرون وابوالمطامير والمحلة الكبري وقويسنا وبرج العرب ومنطقة الخانكة العبور.. ولا ننسي زفتي مصانع الطوب ذات القوي المحركة التي تفوق الالف حصان وكتير من المناطق تشهد وقائع سرقات وتلاعب نتج عنها ضياع أموال الكهرباء لأجل حفنة قليلة تربت على الفساد وعدم المحاسبة الي وقتنا الحالي، حتي ان بعض من تقارير الجهات الرقابية يضرب بها عرض الحائط وتؤخذ علي انها تفاهمات وملاحظات... فلصالح من غياب المتابعة أم أن كله بيتراضى !!!
    الأمر الذي يستدعى الضرب بيد من حديد ومراجعة كافة البيانات المتعلقة بمنظومة كبار المشتركين لأن الوضع أصبح خارج السيطرة وأصبح قطاع "كبار المشتركين" فى شركات توزيع الكهرباء التسع، القشة التى قصمت ظهر البعير !!!! بكل أسف وٱسى والأدهى من ذلك أن بعض القيادات يعيش الدور على أنه "عمدة" لا يفرق معه اى شئ لا يعبأ بالخطر الداهم الذى ربما يكون سبب فى تغيير وهدم منظومات !!!!!
    رئيس القابضة المهندس جابر دسوقي و مستشاره القانونى بدأوا تأمين أنفسهم بعمل تقارير ولجان متابعة لابعاد الشبهه عنهم وحماية مناصبهم المنهجية كالمثل اللي بيقول ان جالك الطوفان....
    لذلك ننتظر ان يكون قدوم الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء الجديد بشارة امل وضوء للتغيير والهيكلة الكاملة للشركة القابضة لكهرباء مصر والشركات ١٦ التابعة لها انتاج ونقل وتوزيع من رؤساء وأعضاء مجالس حتي أصغر مدير عام والتحرك وإعداد خطة عمل تتضمن تحركات عاجلة لوضع نقطة نظام لأعمال اللجنة الدائمة للضبطية القضائية لمعالجة فساد القائمين على تلك الضبطية واستبدالهم بوطنيين مخلصين لإتمام مسار التنمية والتطوير الذي تحمل اعبائة رئيس الدولة القائد عبدالفتاح السيسي بمفرده لأجل نهضة الدولة، قد حان الوقت لكي نقوم بما علينا من واجبات. ...
    وقد تفاجئنا انه منذ ايام بالدكتور محمود عصمت الوزير الجديد بمخاطبة جميع شركات الكهرباء بتطبيق القانون في ما يخص إعفاء مراكز الشباب والأندية من ٧٥٪؜ من قيمة فواتير الكهرباء فهذا قرار خاطئ من المفترض دراسته خاصة ان هناك مراكز للشباب ونوادي صغيره بالفعل لا تتكسب وليس لها موارد بينما علي سبيل المثال النادي الأهلي والزمالك وسموحة وانبي وبتروجيت وغيرها من النوادي الغنية والتي يجب أن تسدد فاتورة استهلاكها كاملة بدون إعفاء، نرجو من الوزير الجديد مراجعة قرارة وعدم تساوي مركز شباب بالنادي الاهلي مثلا من حيث الاعفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق