الحياد الكربوني في المملكة المتحدة قنبلة موقوتة في وجه ستارمر
تحذير جديد لحزب العمال
حياة حسين
حذّرت مجموعة "نت زيرو واتش" Net Zero Watch من مخطط الحياد الكربوني الذي يستهدف حزب العمال تحقيقه، ووصفته بأنه قد يكون "قنبلة موقوته" تُلقى في وجه زعيم الحزب الفائز بالانتخابات العامة الأسبوع الماضي، كير ستارمر.
وكتب مدير قطاع الطاقة في المجموعة، الدكتور جون كونستابل، رؤية المجموعة في مقال، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قائلًا: "وعد المحافظون الخضر بتحقيق هذا الهدف بتكلفة منخفضة، ولم يكن هذا الوعد حقيقيًا".
وحقّق حزب العمال بزعامة ستارمر، الذي كثرت وعوده بشأن الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة الخضراء وتحقيق الحياد الكربوني، فوزًا ساحقًا على حزب المحافظين، بعد 14 عامًا من سيطرة الأخير على السلطة.
ويرى كونستابل أن الحياد الكربوني يقود -حاليًا- إلى صعوبات في الاقتصاد عبر أجزائه المختلفة، في حين لا تحظى بعض متطلبات تحقيقه بقبول شعبي، مثل السيارات الكهربائية ومضخات الحرارة.
أزمة فواتير الطاقة
انتقدت مجموعة "نت زيرو واتش"، من خلال مدير قطاع الطاقة فيها الدكتور جون كونستابل، الحياد الكربوني الذي تريد تحقيقه حكومة حزب العمال.
وأكد كونستابل بمقال منشور في الموقع الإلكتروني للمجموعة، أن هذا الأمر قد يفاقم أزمة فقد الوظائف وارتفاع فواتير الطاقة.
وتُعرّف المجموعة نفسها في موقعها الإلكتروني بأنها برنامج يسلّط الضوء على الآثار الخطيرة لسياسات تغير المناخ باهظة الثمن وغير المدروسة؛ لذلك ستعمل على تدقيق السياسات، وتحديد تكلفتها الحقيقية، ومَن عليه تحمُّل تلك التكاليف، إضافة إلى البحث عن بدائل بتكلفة يمكن تحمُّلها.
ويرى كونستابل أن كير ستارمر لم يُبدِ أيّ علامات تدلّ على فهمه حجم الميراث الثقيل الذي ورثه، أو أنه يفهم خطورة اختيار شخص مثل إد ميلباند، ليصبح جزءًا من إدارته، إذ أصبح وزير الدولة لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية في المملكة المتحدة.
وعرض مدير "نت زيرو واتش"، أندرو مونتفورد، على ستارمر المساعدة في تصحيح تلك المشكلات.
وتوقّع كونستابل أن تدرك حكومة ستارمر في وقت لاحق حقيقة خطة تحقيق الحياد الكربوني المتطرفة، وأنها كانت خطأً تاريخيًا وكارثيًا.
وقال: "عند الوصول إلى هذه المرحلة، فإن نت زيرو واتش ستكون سعيدة للتحدّث مع أيّ أحد يرغب بفهم كيفية وضع الأمور في نطاقها الصحيح".
تحذيرات غير محايدة
رغم أن تحذيرات مجموعة "نت زيرو واتش" من الحياد الكربوني الذي وعدت حكومة حزب العمال الجديدة بتحقيقه، لا تبدو محايدة تمامًا، فإنها ليست الوحيدة التي وجّهت انتقادات لخطط كير ستارمر بشأن التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
ويعارض السياسيون اليمينيون الحياد الكربوني؛ بسبب تكلفة تحقيقه المرتفعة.
والتزمت الحكومة السابقة -بزعامة ريشي سوناك- بالوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050، مع أهداف لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء بحلول عام 2035، ووعد حزب العمال بالوصول إلى هذا الهدف في 2030.
وقال تقرير صادر عن معهد الحكومة الشهر الماضي، قبل أيام من إجراء الانتخابات العامة، إن حكومة كير ستارمر تواجه 10 عقبات كبيرة لتحقيق مستهدفات الطاقة النظيفة بحلول 2030، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للمعهد، في 28 يونيو/حزيران 2024.
وأشار التقرير إلى أن حكومة حزب العمال بحاجة إلى ترتيب أوراقها بهذا الشأن في مدة ولايتها الأولى، من خلال عدّة خطط ترتبط بوقت معين للتغلب عليها.
وأضاف التقرير أن ستارمر سيكون بحاجة إلى طرح رؤيته بشأن كيفية تحقيق التزاماته نحو الطاقة النظيفة بحلول 2030، فور فوزه بالانتخابات.
ويرى التقرير أن أكبر عوائق تحقيق تلك الالتزامات ضعف سعة الشبكة.
وتشير التوقعات إلى أن التحول إلى الطاقة الخضراء للمنازل والسيارات في المملكة المتحدة بغرض تحقيق هدف الحياد الكربوني عام 2050، يحتاج لزيادة الاستثمار بمقدار 4 أضعاف على مدى العقد المقبل، لبناء مزارع جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتوسيع الشبكة لتشمل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.
موضوعات متعلقة..
- سياسة الطاقة في بريطانيا.. كيف سيغير حزب العمال مشهد صناعة النفط والرياح؟
-
خطط لخفض فواتير الكهرباء في بريطانيا إلى الأبد.. كيف يفعلها حزب العمال؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- المغرب يكشف عن مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر (خاص)
-
230 مليون برميل ورافعة عملاقة.. قصة تطوير حقل نفط لاستمراره 40 عامًا (صور وفيديو)
-
قائمة الدول حسب الطاقة الإنتاجية للغاز المسال عالميًا تضم 6 بلدان عربية