التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

مستقبل الحديد الأخضر في أستراليا يتوقف على مسارين (تقرير)

في إطار خفض انبعاثات صناعة الصلب

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

يكتسب إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا اهتمامًا متزايدًا مع سعي صُناع الصلب على مستوى العالم لتقليل انبعاثاتهم الكربونية، استجابةً لضغوط المستثمرين والتنفيذ الوشيك لآلية تعديل حدود الكربون في الاتحاد الأوروبي (CBAM).

وبموجب هذه الآلية تُفرض ضريبة على انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الصلب والأسمنت وبعض المنتجات المستوردة الأخرى، وهذا من شأنه أن يحفز الشركات على تقليل انبعاثاتها أو تعويضها من خلال الاستثمار في التقنيات النظيفة.

ونتيجة لذلك، تحتاج صناعة الحديد والصلب إلى التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري نحو طرق بديلة لتقليل الانبعاثات، وفي هذا الإطار يظهر إنتاج الحديد المختزل المباشر (DRI) باستعمال الهيدروجين الأخضر بصفته حلًا واعدًا على المدى القريب، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومع وفرة موارد الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار قليلة نسبيًا؛ يتزايد التركيز نحو إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا وتصديره إلى شركات صناعة الصلب العالمية.

ووصلت قيمة صادرات أستراليا من خام الحديد في العام المالي 2021-2022 إلى 133 مليار دولار أسترالي (891.1 مليون دولار أميركي)، وهي تعد أكبر مُصدّر له في العالم، كما أن إيراداتها السنوية لصناعة الصلب بلغت 29 مليار دولار أسترالي (194.3 مليون دولار أميركي).

(الدولار الأسترالي = 0.67 دولارًا أميركيًا).

تباين يهدد صناعة الحديد الأخضر في أستراليا

يقف إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا في مفترق طرق؛ إما الاعتماد على الهيدروجين وإما الغاز؛ حيث تستعد خطتان إستراتيجيتان حديثتان لتشكيل مستقبل هذه الصناعة، بحسب تقرير حديث صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.

وتسعى الإستراتيجية الأولى وهي مبادرة "مستقبل صُنع في أستراليا"، إلى تسخير نقاط القوة في مصادر الطاقة المتجددة في البلاد ودعم التصنيع المحلي وسط تحول الطاقة.

أما بالنسبة للثانية وهي "إستراتيجية الغاز المستقبلية"، فهي تتضمن تأكيدًا بأن الغاز سيظل مكونًا رئيسًا في مزيج الطاقة؛ بما في ذلك إنتاج الحديد والصلب، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

خط لإنتاج الحديد والصلب في أحد المصانع
خط لإنتاج الحديد والصلب في أحد المصانع - الصورة من China.org

وتأخذ كلتا الإستراتيجيتين مسارات متباينة باتجاه إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا مستقبلًا؛ ففي حين أن النهج الأخير قد يُشكِّل مخاطر على هذه الصناعة من خلال استمرار الاعتماد على الغاز في عالم يبتعد عن الوقود الأحفوري؛ فإن النهج الأول يمكن أن يفتح فرصًا جديدة أمام تطوير هذه الصناعة.

دعم إنتاج الهيدروجين الأخضر

تستعد أستراليا لأن تصبح رائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك بفضل سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى دفع عجلة الابتكار والتطوير في هذه الصناعة.

وضمن مبادرة "مستقبل صُنع في أستراليا"، ستقدم الحكومة حافزًا ضريبيًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 2 دولار لكل كيلوغرام مما يتم إنتاجه في المدة بين 2027-2028 إلى 2039-2040، وكل مشروع مؤهل للحصول على دعم يصل إلى 10 سنوات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مشروع لإنتاج الهيدروجين
مشروع لإنتاج الهيدروجين - الصورة من pv magazine Australia‏

فضلًا عن ذلك، ستُستَثمر 1.3 مليار دولار في إطار تمويل برنامج هيدروجين هيدستارت (Hydrogen Headstart) على مدى العقد المقبل، وهو برنامج وضعته الحكومة الأسترالية يستهدف تطوير وتسريع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.

ومع ارتفاع تكاليف التصدير حاليًا، من المحتمل أن يجد الهيدروجين الأخضر الأسترالي المنتج محليًا سوقًا جاهزةً، ولا سيما في صناعات مثل الحديد.

إستراتيجية الغاز

تؤكد إستراتيجية الغاز المستقبلية أن الغاز سيدعم الاقتصاد الأسترالي خلال المدة الانتقالية نحو الحياد الكربوني، وسيظل عنصرًا حيويًا في مشهد الطاقة.

كما تسلط الإستراتيجية الضوء على قطاع الصلب على وجه التحديد كمجال يمكن للغاز أن يصنع فيه تأثيرًا كبيرًا، باتجاه إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا.

وفي هذا الإطار، يوضح التقرير إمكان أن يكون الغاز بمثابة جسر لاستعمال الهيدروجين الأخضر في الإنتاج مع تقليل الانبعاثات؛ إذ قد يُمثل حلًا يمكن استغلاله بالنسبة لمستعملي الفحم في الصناعات الثقيلة، مثل صناعة الصلب، ما يسمح لهم بتقليل البصمة الكربونية.

وتُطلق أفران الاختزال المباشر المعتمدة على الغاز انبعاثات أقل من الفحم، ولكنها في النهاية لا تزال تصدر كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وسط عدم قدرة تقنية احتجاز الكربون وتخزينه -حتى الآن- على إزالة الكربون بصورة فعالة.

وبشكل عام، فإن مستقبل إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا مرهون باتباع نهج دقيق يوازن بين القدرة التنافسية الوطنية، والضرورة المتزايدة للحد من انبعاثات الكربون.

وبينما بدأت بلدان أخرى في استكشاف فرص إنتاج الحديد والصلب الأخضر، يتعين على أستراليا أن تختار مسارًا للمضي قدمًا يعمل على التوفيق بين مصالحها الاقتصادية ومسؤولياتها البيئية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق