كهرباءتقارير الكهرباءتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

محطات الفحم في ألمانيا لن تخرج من الخدمة قبل 14 عامًا

أسماء السعداوي

من المتوقع أن يطول بقاء بعض محطات الفحم في ألمانيا لتوليد الكهرباء حتى عام 2038، وهو الموعد الذي من المقرر أن تتخلى فيه البلد الأوروبية عن هذا الوقود الملوث.

يتعارض ذلك مع تصريح سابق لوزير الاقتصاد روبرت هابيك الذي قال، إن محطات الفحم "ليست ضرورية ولا مجدية اقتصاديًا"، وإن معظمها كان متصلًا بالشبكة على مدار العامين الماضيين، بوصفه "إجراءً احترازيًا، ويمكن إخراجه من الشبكة للأبد".

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ما زال الفحم ثالث أكبر مصادر توليد الكهرباء في ألمانيا، لكن ثمة خطط لتقديم موعد خروج محطاته في 2030، تحقيقًا لأهداف خفض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.

وكشفت وثيقة سرّية أن استمرار محطات الفحم سيكون بهدف "كسب الوقت" لحين دخول شبكة الهيدروجين في ألمانيا حيز التشغيل.

وتمتد شبكة أنابيب الهيدروجين لأكثر من 6 آلاف ميل (9.700 كيلومتر)، وستكلّف 20 مليار يورو (21.6 مليار دولار أميركي)، يدفعها المواطنون على مدار 30 عامًا.

ولتخفيف العبء المالي على المقاولين، تأجَّل إكمال شبكة الهيدروجين (تربط المواني بمراكز الصناعة ومحطات التخزين والكهرباء) إلى 2037 بدلًا من عام 2032.

محطات الفحم في ألمانيا

تقول وثيقة منسوبة لوزارة الاقتصاد الألمانية، إنه من المحتمل أن يستمر تشغيل محطات فحم بقدرة إنتاج ما يصل إلى 14 غيغاواط من الكهرباء لِما بعد عام 2030، ما دامت السوق تدعم وجودها.

وتشير البيانات إلى أن ألمانيا جاءت في المركز التاسع عالميًا بقائمة أكثر الدول إنتاجًا للفحم في العام الماضي (2023)، بـ102 مليون طن تقريبًا، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة:

أكثر 10 دول إنتاجًا للفحم في 2023

وأعلنت ألمانيا إغلاق 7 محطات كهرباء تعمل بحرق الفحم البني بإجمالي قدرات 3.1 غيغاواط بنهاية مارس/آذار (2024)، بعد تأجيل الخطوة بسبب أزمة الطاقة التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.

وفي أبريل/نيسان (2024)، أغلقت 15 محطة كهرباء تعمل بالفحم بإجمالي قدرات 3.1 غيغاواط، كما وعدت وزارة الاقتصاد بخروج 8 محطات أخرى بإجمالي قدرات 1.3 غيغاواط.

كما خرجت عن الخدمة 5 محطات كهرباء تعمل بالفحم تابعة لشركة "آر دبليو إي" الألمانية (RWE)، في إطار جهود الشركة لإزالة الكربون من إنتاج الكهرباء بحلول 2030.

ومنذ نهاية عام 2020، أغلقت الشركة 12 محطة تعمل بحرق الفحم البني، بإجمالي قدرات 4.2 غيغاواط.

وفي المقابل، تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن توليد الكهرباء من الفحم في ألمانيا انخفض كثيرًا في 2023 إلى 26.1% من 33.2% في عام 2022.

ورغم ذلك، ما زال الفحم ثالث أكبر مصادر الطافة بعد النفط والغاز، وتشكّل المصادر الأحفورية الثلاثة -بحسب الوكالة- ثلاثة أرباع مزيج الكهرباء في ألمانيا، وفق تقرير لمنصة "باور تكنولوجي" (power-technology) رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

محطات الكهرباء العاملة بالهيدروجين

تقول وثيقة وزارة الاقتصاد، إنه كلّما زادت سرعة إضافة المزيد من محطات الكهرباء الجديدة والعصرية الجاهزة للعمل بحرق الهيدروجين، كان خروج المزيد محطات الفحم في ألمانيا أسرع وتيرة، وفق منصة "مونتل" الإخبارية (montelnews).

محطة كهرباء ستتحول لحرق الهيدروجين في ألمانيا
محطة كهرباء ستتحول لحرق الهيدروجين في ألمانيا - الصورة من موقع شركة "سينير"

وقدّم الوزير روبرت هابيك خطة لبناء محطات كهرباء تعمل بالغاز، وقابلة للتحويل، لتعمل بالهيدروجين بإجمالي قدرات إنتاج 10.5 غيغاواط، ضمن خطة لتحويل محطات كهرباء تعمل بالغاز بقدرات 2 غيغاواط إلى الهيدروجين.

وفي خطوة تُوصف بأنها "ستغيّر قواعد اللعبة"، تستهدف برلين إقامة أكثر من 20 محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي، وجاهزة لتشغيلها بحرق الهيدروجين مستقبلًا، بوصفه حلًا مثاليًا يجمع بين تحقيق أهداف المناخ وتحقيق أمن الطاقة.

كما أعلنت الحكومة الإثنين (8 يوليو/تموز 2024) عزمها إطلاق عطاءات لإقامة محطات كهرباء تعمل بالغاز، جاهزة للتحويل إلى الهيدروجين بقدرة 5.5 غيغاواط، وتحديثات لتحويل محطات غاز قائمة إلى الهيدروجين بقدرة 2 غيغاواط، بحلول نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل (2025).

ووفق شروط العطاءات، سيتعين تحويل تلك المحطات للعمل بالهيدروجين الأخضر أو الأزرق في العام الثامن من تشغيلها، أو فور تحويلها، وفق منصة "هيدروجين إنسايت" (hydrogeninsight).

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنواع الهيدروجين

وفي المقابل، طالت الخطوة انتقادات؛ لأنها تؤخّر الكهربة المباشرة، واتهامات بالغسل الأخضر، واستعمال الغاز الأحفوري، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الهيدروجين بأكثر كثيرًا من الغاز الطبيعي، وعدم التوصل بعد إلى وسائل نقل آمنة ورخيصة له.

وقال المتحدث باسم مجلس استقلال الطاقة جوناثان بارث: إن الخطة "رهان محفوف بالمخاطر"، مبيّنًا أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب بناء مزارع الرياح والطاقة الشمسية، في حين سيكون "من الأسهل" إنتاج الكهرباء مباشرة من المصادر المتجددة، وليس من الهيدروجين.

يُضاف إلى ذلك معارضة سكان المناطق المعتمدة اقتصاديًا على الفحم في شرق ألمانيا؛ إذ يشككون بقدرات المحطات المحولة لحرق الهيدرجين بتعويض غياب الفحم في الوقت المناسب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق