سوق وقود الطحالب الحيوي تشهد نموًا عالميًا ملحوظًا (تقرير)
نوار صبح
شهدت سوق وقود الطحالب الحيوي نموًا ملحوظًا على مستوى العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى أميركا الشمالية، التي تؤدي دورًا رياديًا.
وأفاد تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن التحول العالمي نحو الاستدامة يُعدّ محركًا رئيسًا لهذه السوق العالمية، ما يدفع الابتكار والاستثمار في واحد من قطاعات الطاقة النظيفة.
في المقابل، يتمثل الدافع وراء هذا التحول في الحاجة الملحّة لمعالجة تغير المناخ، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وإيجاد حلول أكثر استدامة للطاقة.
ويبقى التساؤل المهم حول قدرة سوق وقود الطحالب الحيوي على استمرار النمو أو التراجع، رغم أن بعض الباحثين الأميركيين يتصورون زراعة الطحالب لإنتاج لوقود الحيوي على المريخ.
محاولات تطوير
تخلَّص كبار المستثمرين -من بينهم شركة إكسون موبيل Exxon Mobile الأميركية- من مشروعات وقود الطحالب الحيوي في العام الماضي 2023، ورغم تخارج الشركة من مواصلة تطوير هذا المجال، فإن الأمل يتجدد بين صغار المستثمرين لمواصلة هذه المسيرة.
وما تزال وزارة الطاقة الأميركية تمضي قدمًا في برامج جديدة متعلقة بالطحالب، كما أن تحالفًا جديدًا للاتحاد الأوروبي بدأ في العمل، بحسب ما نشره موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica) المعني بأخبار التقنية النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات الكهربائية.
ويمكن أن توفر زراعة الطحالب سلسلة إمداد لمحاصيل طاقة أكثر استدامة وموثوقية، وبدلًا من استعمال الأراضي الصالحة للزراعة أو قطع المنظومات البيئية المتنوعة، يمكن لعملية الطحالب الاستفادة من نطاق أوسع من الموقع، بما في ذلك البنية التحتية الداخلية والخارجية.
بدورها، دعمت شركة إكسون موبيل الأميركية ExxonMobil مشروعًا بحثيًا طويل الأمد حول الطحالب لأكثر من 10 سنوات؛ ما وفَّر بعض الدعاية الإيجابية لنفسها بشأن الوقود المستدام.
وعلى صعيد آخر، توجد مشكلة أخرى تتعلق بالبصمة الكربونية الإجمالية لوقود الطحالب الحيوي، إذ يعتمد بعض أصحاب المصلحة على فكرة نشر مزارع الطحالب لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الزائد من الهواء.
ومع ذلك، أشار تقييم دورة الحياة الواقعية، في العام الماضي، إلى أن إنتاج وقود الطحالب الحيوي يمكن أن يفوق وقود الديزل في انبعاثات الكربون.
أمل أوروبي جديد
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع تعاون جديد لوقود الطحالب الحيوي لمدة 4 سنوات، بتكلفة 5 ملايين يورو (5.37 مليون دولار)، يسمى مشروع "فيول غي" FUELGAE.
(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).
وبدلًا من إضافة أنظمة احتجاز الكربون الجاهزة إلى عمليات استزراع الطحالب، ينصبّ التركيز الأساس على التوصل إلى أنظمة جديدة لاحتجاز الكربون من العمليات الصناعية، وتوجيهها إلى إنتاج وقود الطحالب الحيوي.
وفيما يتعلق بجذب شركاء من القطاع الخاص، يعمل مشروع "فيول غي" على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي توفر شبكة واسعة لأموال القطاع الخاص.
وبالنظر إلى أن سياسة الصفقة الخضراء الأوروبية التي تنظّم هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن الوقود الحيوي يؤدي دورًا رئيسًا في إزالة الكربون من قطاع النقل.
ومن بين أنواع الوقود الحيوي المختلفة، توفر الطحالب ميزة كبيرة بسبب معدلات نموّها وكفاءتها في التمثيل الضوئي، وقدرتها على إنتاج الدهون والكربوهيدرات اللازمة لإنتاج الوقود الحيوي.
وقد وظّف مشروع "فيول غي" 14 شريكًا لعرض مشروعات تجريبية لنشر انبعاثات الكربون من موقعين في أوروبا، وهما مصفاة حيوية ومصنع للصلب، ويرتبط البرنامج بمبادرات الطحالب الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
تمويل أميركي
في وقت سابق من هذا العام، تعاون مكتب تقنيات الطاقة الحيوية التابع لوزارة الطاقة الأميركية مع مكتب الطاقة الأحفورية وإدارة الكربون، لإطلاق فرصة تمويل جديدة بقيمة 18.8 مليون دولار، بعنوان "فرصة أبحاث تحويل الطحالب المختلطة" MACRO.
ويشير فريق وزارة الطاقة الأميركية إلى أن الطحالب الكبيرة "غير مستغلة بالقدر الكافي، ويصعب تحويلها بسبب تقلُّبها، وتركيبها الكيميائي الفريد، وعدم استقرار تخزينها،" وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالوا، إن التغلب على تحديات التحويل هذه سيساعد في بناء سلاسل توريد الكتلة الحيوية للطحالب، وتسريع الطلب عليها، ودفع الاقتصاد الحيوي الأميركي في نهاية المطاف، من خلال تمكين كميات أكبر، من تحويل وقود الطيران المستدام وثاني أكسيد الكربون إلى طحالب".
وأوضحوا أن الأعشاب البحرية وغيرها من موارد "النفايات الرطبة" تؤدي دورًا مهمًا في هدف إزالة الكربون لعام 2050، الذي حددته إدارة بايدن للولايات المتحدة، مع التركيز على دعم وقود الطيران المستدام والاقتصاد الحيوي الناشئ بصورة عامة.
وسيُعلَن الفائزون بالجوائز المختارة في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، مع تخصيص موضوع واحد لمزيد من البحث والتطوير.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الوقود من الطحالب الخضراء يبشر بمستقبل طاقة مستدام (مقال)
- الطحالب سلاح أرامكو السعودية لإنتاج وقود حيوي منخفض الانبعاثات (تقرير)
- تطوير مادة جديدة من الطحالب تعزّز كفاءة الألواح الشمسية
اقرأ أيضًا..
- حقل البوري في البحر المتوسط.. قصة عملاق نفطي أشعل الخلاف بين دولتين
- 230 مليون برميل ورافعة عملاقة.. قصة تطوير حقل نفط لاستمراره 40 عامًا (صور وفيديو)
- عقوبات الغاز المسال الروسي.. هل تهدد إمدادات المغرب من إسبانيا؟