رئيسيةأخبار الغازغاز

الغاز في أستراليا يواجه عجزًا بحلول 2027.. مفاجأة قد تقلب الموازين

ودعوات لزيادة الإنتاج

هبة مصطفى

يُشكِّل الغاز في أستراليا وقودًا انتقاليًا لا تقل أهميته عن التوسع اللافت للنظر في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة؛ إذ يحل تدريجيًا محل الفحم الملوث خاصة بالنسبة لتوليد الكهرباء.

وخلال السنوات الماضية كان للغاز الأسترالي دور مهم في تلبية الطلب محليًا ودوليًا، لكن يبدو أن هذه الإمدادات تواجه خطرًا استدعى إطلاق هيئة المنافسة والاستهلاك جرس إنذار للتحذير من نقص وشيك.

وبحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أوضحت الهيئة أن منطقة الساحل الشرقي للبلاد ستواجه نقصًا في إمدادات الغاز، بدءًا من عام 2027.

وكانت الهيئة قد توقعت -في وقت سابق- أن العجز سيكون ملحوظًا بحلول عام 2028، لكنها أجرت تحديثًا مفاجئًا لهذا الإطار الزمني، عقب أسبوعين من تعرض منطقة الشرق المذكورة إلى زيادة لافتة في الطلب إثر موجة برد وانخفاض في درجة الحرارة.

نقص الإمدادات

لم تشمل تحذيرات هيئة المنافسة قطاع الغاز في أستراليا بالكامل، لكنه اقتصر على نقص متوقع للإمدادات في منطقة الساحل الشرقي، التي تضم ولايات (فيكتوريا، ونيو ساوث وويلز، وكوينزلاند، وتسمانيا).

ويؤثر اضطراب الإمدادات في ولاية جنوب أستراليا أيضًا؛ نظرًا إلى ارتباطها تجاريًا واقتصاديًا بالولايات الشرقية رغم أنها خارج حدودها.

مرافق لمعالجة الغاز تابعة لشركة سانتوس الأسترالية
مرافق لمعالجة الغاز تابعة لشركة سانتوس الأسترالية - الصورة من موقع الشركة

وكان مشغّل سوق الطاقة الأسترالية قد حذر -قبل أسبوعين- من عجز فوري في إمدادات الغاز بالولايات الشرقية، بعدما زاد الطلب على التدفئة وسط انخفاض في التدفقات المتاحة بعد توقف محطة رئيسة.

ومن شأن التحذيرين -الصادر عن هيئة المنافسة (اليوم الجمعة 5 يوليو/حزيران 2024) والصادر قبل أسبوعين عن مشغل سوق الطاقة- إثارة الجدل حول مستقبل إمدادات الغاز في أستراليا.

وتسعى أستراليا إلى إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم بصورة متسارعة؛ ما يُشير إلى أن الغاز يُعَد حجر زاوية رئيسًا في خطة انتقال البلاد باتجاه الطاقة النظيفة.

زيادة الإنتاج

أوصت هيئة المنافسة في تحذيرها الصادر اليوم بضرورة البحث عن مصادر جديدة لزيادة الإنتاج وتأمين إمدادات الغاز، بما يتفق مع دعوة حكومة حزب العمال -التي أصدرتها في مايو/أيار الماضي- بإطالة أمد التنقيب عن الغاز في أستراليا.

وعزت هيئة المنافسة، في تحذيرها الحديث، نقص المعروض من الغاز إلى تأخر إصدار موافقات المشروعات الجديدة، رغم محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتأخير إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم.

وأوضحت أن التوقعات حيال سوق الكهرباء تلقت دعمًا بقرار تمديد إنهاء خدمة محطة كهرباء، الأكبر من نوعها في البلاد وتتبع شركة أوريغين إنرجي Origin Energy، لمدة عامين وإغلاقها عام 2027 بدلًا من العام المقبل.

ورغم ذلك فلا تنظر الهيئة إلى التمديد بوصفه كافيًا لتخفيف حدة الطلب على الغاز، واتفقت معها الرئيسة التنفيذية لرابطة منتجي الطاقة في أستراليا "سامانثا مكولوتش" التي تضم شركات الاستكشاف والإنتاج.

وأضافت مكولوتش أن حكومات الولايات عليها التدقيق في تحذير هيئة المنافسة وأخذه بعين الاعتبار، وتسريع وتيرة المشروعات الجديدة للتنقيب عن الغاز في أستراليا، وزيادة إنتاجه لتجنب العجز.

أبراج تبريد تابعة لمحطة توليد كهرباء بالفحم في أستراليا
أبراج تبريد تابعة لمحطة توليد كهرباء بالفحم في أستراليا - الصورة من WSJ

إجراءات فورية

قالت سامانثا مكولوتش إن إنقاذ قطاع الغاز في أستراليا يتطلب إجراءات حكومية فورية، بدلًا من تفاقم الأزمة إلى حد ارتفاع أسعار الطاقة أو انقطاعات في الكهرباء، وفق ما نقلته عنها رويترز.

ولا يهدد التحذير الصادر اليوم الولايات الشرقية فقط، بل يمتد إلى عدد من الولايات الجنوبية -أيضًا-، التي تحصل على الغاز من ولاية كوينزلاند التي تستثمر بها شركات طاقة كبرى مثل: شل (Shell)، وسانتوس (Santos)، وأوريغين إنرجي (Origin Energy).

وشهد إنتاج الغاز في أستراليا انتعاشة لسنوات طويلة بمعدل يفوق الطلب المحلي، واقتنصت الصادرات غالبية الإنتاج الفائض.

وتأتي تحذيرات أزمة الغاز في أستراليا بينما تمضي الحكومة الفيدرالية قدمًا باتجاه تنفيذ أهداف الحياد الكربوني، وتحقيقه بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق