التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

أحواض بناء السفن ترفع أسعارها.. والقاطرات البحرية في مأزق

نوار صبح

تواجه أحواض بناء السفن تحديات عديدة تضطرها إلى زيادة الأسعار وتمديد أوقات التسليم، بسبب النقص في العناصر طويلة الإنجاز: مثل المحركات والمولدات وأجهزة الدفع والرافعات.

وكشف تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن أن التضخم وإطالة مدد الانتظار يؤثران في بناء القاطرات البحرية، في الوقت الذي يحتاج فيه المالكون إلى تجديد الأساطيل بسرعة باستعمال تقنيات فعّالة وقوية وصديقة للبيئة.

لذلك، اتفق أصحاب القاطرات وصناع السفن -خلال أحداث مؤتمر ومعرض دولي للقطر والإنقاذ (2024ITS)، الذي انعقد في دبي بدولة الإمارات مؤخرًا- على أن هذا يمثّل تحديًا كبيرًا يواجه صناعة القطر والسَّحب والإنقاذ.

ولم تخل فعاليات المؤتمر من الاحتفال بإنجاز جديد لمنطقة الشرق الأوسط، مع إطلاق الإمارات أول قاطرة بحرية كهربائية.

ارتفاع أسعار القاطرات

شهدت أحواض بناء السفن ارتفاعًا في أسعار القاطرات البحرية الجديدة بنسبة 20-30% خلال العاميْن الماضييْن، تماشيًا مع ازدياد تكاليف الفولاذ والمعدات الأساسية، وبسبب التعقيد التقني المتزايد للتكنولوجيا الموجودة على متن القاطرة.

وتشير تقديرات الأسعار الأخيرة إلى أن المالكين يدفعون ما بين 6.5 مليون دولار أميركي و10 ملايين دولار أميركي مقابل قاطرات الميناء الحديثة التي يبلغ طولها 25-35 مترًا، اعتمادًا على متطلبات الكهرباء والتكنولوجيا الموجودة على متن السفينة وأنظمة الدفع.

زورق القطر الهيدروجيني هيدروتوغ 1
زورق القطر الهيدروجيني هيدروتوغ 1 - الصورة من energynews

وفي حال إضافة الدفع الكهربائي أو البطاريات أو أنظمة استعمال أنواع الوقود البديلة للديزل، فإن الإنفاق الرأسمالي يمكن أن يرتفع بأكثر من 50%، حسب ما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص في أخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.

وتعكس هذه الأرقام التحديات التي تواجهها أحواض بناء السفن، من حيث التكلفة والبناء والتسليمات المقبلة، بالنسبة إلى قطاع يتعرض لضغوط لتقليل الانبعاثات وإزالة الكربون، والتنافس مع قطاعات الشحن الرئيسة والبحرية وغيرها من صناعات النقل في القيام بذلك.

صياغة إستراتيجية

خلال مؤتمر ومعرض وجوائز دولية للقطر والإنقاذ 2024 الذي رصد معاناة أحواض بناء السفن والقاطرات البحرية، سلط كبار المالكين الضوء على التحدي المتمثّل في صياغة إستراتيجية لإزالة الكربون واختيار التقنيات وأنواع الوقود للاستثمار فيها، في حين ما يزال هناك قدر كبير من الضبابية بشأن الاتجاه الذي يجب اتباعه.

ووقّعت شركة "سي إم بي" البلجيكية CMB، عقدًا خلال المؤتمر، مع شركة "دامن" الهولندية Damen لأسطول من زوارق القطر الجاهزة للعمل بالهيدروجين، باستعمال تكنولوجيا مشابهة لتلك المنتشرة في القاطرة البحرية "هيدروتوغ 1".

وتوجد دلائل تشير إلى أن شركة "فيربلاي توويج" Fairplay Towage تستعد لاتباع مسار مماثل، وأن شركة سفيتزر Svitzer تستعد لطلب قاطرات الوقود في المستقبل.

بدورها، تنتظر شركة "بولودا" Boluda أولى قاطراتها الكهربائية بالكامل، كما رحبت شركتا: "هاي سي مارين" HaiSea Marine و"إس إيه إيه إم توويج" SAAM Towage بقوارب القطر الكهربائية التي تعمل بالبطارية في مقاطعة بريتيش كولومبيا بكندا.

أول قاطرة بحرية كهربائية في الشرق الأوسط
أول قاطرة بحرية كهربائية في الشرق الأوسط - الصورة من assafinaonline

إنجاز للشرق الأوسط

خلال مؤتمر ومعرض وجوائز دولية للقطر والإنقاذ ITS 2024، حرصت كبرى شركات البناء والمصممون المعماريون البحريون على إظهار التزامهم بتطوير تصميمات وإنشاءات مرنة للوقود الأخضر.

وكان من أبرز أحداث المؤتمر الحديث حول أول قاطرة كهربائية تعمل بالبطارية لمجموعة موانئ أبوظبي AD Ports Group، بوطينة Bu Tinah، في أحد أحواض بناء السفن الهولندي "حوض البواردي دامن" المشترك بين شركتين إماراتية وهولندية.

وتُعد القاطرة خطوة أولى نحو قطاع قَطْر محايد كربونيًا في الشرق الأوسط، ما يدل على أن المنطقة تلحق بأوروبا في عمليات المواني المستدامة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين المشروعات الأخرى، فوز موانئ دبي العالمية بجائزة مؤتمر ومعرض وجوائز دولية للقطر والإنقاذ للمواني والمرافئ لعام 2024، عن شراكتها مع شبكة المواني العالمية وشركة "مصدر" الرائدة في مجال الطاقة المتجددة لتسريع نشر الطاقة الشمسية مع تخزين الطاقة عبر المواني في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وخلال المؤتمر، أكّد المدير التجاري لمجموعة "سافين" Safeen، فيرلين براون، أنه يجب على مالكي القاطرات في الشرق الأوسط تجديد أساطيلهم، من خلال الاستثمار في قاطرات جديدة بتقنيات منخفضة الانبعاثات، التي أصبحت باهظة الثمن.

ويكمن التحدي لدى أحواض بناء السفن في خفض التكاليف، وبناء قاطرات أكثر كفاءة واستدامة مع قوة أعلى، وسلامة قوية، وأداء، واستقرار، وموثوقية، مع عمليات تسليم أسرع وجودة أعلى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق