طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

صناعة الرياح البحرية العائمة تواجه تحديات كبرى.. والحل بيد قطاع النفط والغاز

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • صناعة الرياح البحرية العائمة تُسهم في تسريع وتيرة تحول الطاقة
  • تواجه صناعة الرياح البحرية العائمة مشكلة انعدام البنية التحتية
  • ستصل مشروعات الرياح البحرية العائمة إلى مرحلة التسويق التجاري في 2035
  • تقنية الرياح البحرية العائمة ما تزال ناشئة
  • أوروبا ستشهد نشر رياح بحرية عائمة في المحيط الأطلسي وبحر البلطيق

تواجه صناعة الرياح البحرية العائمة، التي ما تزال في مراحلها الأولى، مجموعة من التحديات الرئيسة التي تعترض ازدهارها، بل وقد تكتب شهادة وفاة ذلك القطاع الواعد الذي يُراهَن عليه في جهود تحول الطاقة.

وتتجلّى تلك التحديات في انعدام البنية التحتية للمواني، والكلفة المرتفعة، بالإضافة إلى تحديات لوجستية أخرى عدة تتعلّق بالسفن المُستعملة في إنشاء تلك المزارع العائمة.

غير أن البنية التحتية التي تتمتع بها صناعة النفط والغاز قد تكون طوق النجاة لمزارع الرياح البحرية العائمة المهيّأة للنمو السريع، مع توقعات بدء طرحها في الأسواق في غضون مدة تزيد قليلًا على عقد.

ويعتقد العديد من الخبراء أن صناعة الرياح البحرية العائمة ستصل إلى مرحلة التسويق التجاري بصورة كاملة بحلول عام 2035، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

الأمل في "النفط والغاز"

يتنامى الزخم حول إمكانية وصول صناعة الرياح البحرية إلى مواقع المياه العميقة عبر نشر تقنية الرياح العائمة، بل ودارت مناقشات كثيرة بشأن تطوير التقنيات المتطورة ونشرها، بهدف الاستفادة من الرياح البحرية العائمة، وفق ما أورده مقال للكاتب ومدير قطاع الأبحاث في شركة إنتيلاتوس غلوبال بارتنرز (Intelatus Global Partners) فيليب لويس، في موقع أوفشور إنجينير (Offshore Engineer).

وأوضح لويس أنه وعلى المديين القصير إلى المتوسط، لم يكن هناك وقت كافٍ لبلورة المفاهيم الأولية والارتقاء بها إلى درجة عالية من الجاهزية التقنية التي تُرضي جميع اللاعبين في تلك الصناعة الإستراتيجية.

وهذا يعني أن صناعة الرياح البحرية العائمة ستحتاج إلى الاعتماد بقوة على سلاسل الإمدادات المطورة -أساسًا- لدعم صناعة النفط والغاز البحرية، بحسب لويس.

ورصد كاتب المقال بعضًا من أوجه الشبه والاختلاف بين قطاع النفط والغاز في المياه العميقة وقطاع الرياح البحرية العائمة الناشئ، وتوصل إلى نتيجة مفادها "ليس لدينا العدد المناسب أو النوعية المناسبة من السفن اللازمة لبناء مزارع الرياح العائمة على نطاق تجاري".

الكاتب فيليب لويس
الكاتب فيليب لويس - الصورة من seawork

أسواق واعدة

قال الكاتب: "في منطقة آسيا المحيط الهادئ نتطلع إلى الصين، وكوريا الجنوبية، وتايوان"، مضيفًا: "لدى أستراليا والهند إمكانات كبيرة في هذا الخصوص، غير أنه من المرجح عدم تشغيل مشروعات صناعة الرياح البحرية العائمة على نطاق تجاري إلا في أواسط العقد المقبل -تقريبًا-".

وأشار إلى أن أوروبا ستشهد نشر رياح بحرية عائمة في المحيط الأطلسي وبحر البلطيق والبحر المتوسط وبحر الشمال، مردفًا أنه من المرجح أن تقود السوقان البريطانية والنرويجية تلك المشروعات خلال العقد الحالي والنصف الأول من العقد المقبل.

وفي الولايات المتحدة، سيتركز أول مشروعات صناعة الرياح العائمة التجارية قرابة سواحل كاليفورنيا، بل وهناك مشروعات مستقبلية من المخطط تنفيذها قبالة سواحل ولاية أرويغون، وخليج مين، ووسط المحيط الأطلسي (أكثر من 2000 متر).

كما تستثمر كندا هي الأخرى في الرياح العائمة، لكن تلك المساعي ما تزال في مراحلها الأولى.

وقال مدير قطاع الأبحاث في شركة إنتيلاتوس غلوبال بارتنرز، فيليب لويس، إن صناعة النفط والغاز تتمتع بخبرات واسعة في العمل بالمياه العميقة اللازمة لصناعة الرياح البحرية العائمة، مشيرًا إلى أن التحديات الكبرى تتجلى في كمية السفن التي يتعيّن نشرها في تلك الصناعة.

سعة الرياح العائمة

ما تزال تقنية الرياح العائمة ناشئة، وفي نهاية العام الماضي (2023) لامست سعة الرياح البحرية العائمة العالمية الإجمالية أقل من 250 ميغاواط، من بين إجمالي سعة الرياح البحرية البالغة 64 غيغاواط.

وفي هذا الصدد قال الكاتب: "نتوقع أن تبلغ سعة الرياح العائمة المركبة إجمالي 6.25 غيغاواط بحلول نهاية عام 2030، على أن تقترب من 70 غيغاواط بحلول عام 2035"، عبر تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولكي تتحقق تلك التوقعات على الأرض، ستحتاج مشروعات الرياح البحرية العائمة التجارية إلى بدء عمليات تركيب خطوط الربط الكهربائي البحري قبل 3 إلى 4 سنوات من التشغيل النهائي، بحسب لويس.

وهناك مخاوف في الوقت الراهن من ألا تستطيع سلاسل الإمدادات مواكبة تلك الكميات المطلوبة من الأعمال.

واستطرد الكاتب: "يمكننا القول إن مزرعة رياح عائمة سعة 1 غيغاواط سيكون إنفاقها الرأسمالي مشابهًا لوحدة تخزين وتفريغ إنتاج عائمة".

ورأى الكاتب أن أعمال التثبيت الخاص بالسفن ومد خطوط الربط الكهربائي وسحب التوربينات ستستفيد كلها من المهارات التي طُوّرت في صناعة النفط والغاز البحرية.

جانب من وضع أساسات مزرعة رياح بحرية عائمة
جانب من وضع أساسات مزرعة رياح بحرية عائمة - الصورة من mammoet

نوعية السفن

ستحتاج المشروعات قيد التخطيط إلى منصات رسو كبيرة وسفن تحت المياه لتركيب المراسي ومد خطوط الربط الكهربائي وتوصيل التوربينات، التي تُسحَب بوساطة منصات رسو كبيرة مدعومة بمنصات أخرى أصغر.

وستحتاج السفن إلى استيعاب مجموعة متنوعة من المراسي، والسلاسل، والحبال المصنوعة من الفايبر، وخطوط ربط الأسلاك الفولاذية، وعمليات الشد، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وباستثناء سفينة كبيرة واحدة ملائمة لدعم مشروعات الرياح البحرية العائمة التي سُلّمت في الصين في عام 2023، لم تكن هناك أي طلبيات لشراء سفن كبيرة للتعامل مع المراسي منذ عام 2014.

ولفت كاتب المقال إلى أن تلك النوعية من السفن تشهد طلبًا متناميًا من أعمال النفط والغاز، ولم تُبنَ -خصيصًا- كي تلائم الأوضاع في صناعة الرياح البحرية العائمة، ومن ثم فهي ليست مثالية لذلك القطاع الحيوي.

ومن الممكن أن تُستعمَل هنا السفن البحرية المخصصة لدعم النفط والغاز، وستلقى مشروعات الرياح البحرية العائمة دعمًا بوساطة سفن معينة طراز "سي إس أو في" (CSOV) و"إم بي إس في" (MPSV) و"بي إس في" (PSV)، التي تُعد الحل الأكثر فاعلية من حيث التكلفة لصيانة مزارع الرياح البحرية ومنشآت النفط والغاز، بحسب المقال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق