مزرعة شمسية تضع وزيرًا بريطانيًا محتملًا في أزمة انتخابية
أسماء السعداوي
يواجه وزير الظل البريطاني لأمن الطاقة والحياد الكربوني إد ميلباند معارضة من ناخبي دائرته الانتخابية دانكاستر الشمالية؛ بسبب مخطط لإقامة مزرعة شمسية ضخمة هناك.
ويتقدم حزب العمال الذي ينتمي له ميلباند على حزب المحافظين الحاكم في استطلاعات الرأي، قبل الانتخابات المقرر عقدها يوم الخميس المقبل (4 يوليو/تموز 2024).
ويعِد الحزب بأنه في حالة فوزه بالانتخابات سيضاعف كميات الكهرباء النظيفة المولدة من الطاقة الشمسية خلال مدة بقائه في السلطة، وإزالة الكربون من شبكة الكهرباء بحلول 2030، كما سيتعين عليه دعم هدف المملكة المتحدة المُلزم قانونًا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقبل ذلك، على مرشح حزب العمال والزعيم السابق له أن يواجه أولًا ناخبي دائرته الذين يعارضون إقامة مزرعة فنويك الشمسية بقدرة 237.5 ميغاواط على مساحة 536 هكتارًا.
مزرعة شمسية مثيرة للجدل
إذا فاز حزب العمال بالانتخابات، وكانت استطلاعات الرأي على صواب، سيكون إد ميلباند هو وزير أمن الطاقة والحياد الكربوني المقبل بحلول يوم الجمعة (5 يوليو/تموز)، ليكون مشرفًا على تحقيق وعود حزبه الانتخابية.
لكن بعض الناخبين في دائرة الوزير المحتمل لهم رأي آخر؛ إذ يتملّكهم الغضب، ووعدوا بعدم انتخاب ميلباند بسبب دعمه مزرعة الطاقة الشمسية التي تطورها شركة بوم باور (Boom Power).
وفي حال إقامة مزرعة فنويك، ستولّد كهرباء تكفي 75 ألف منزل، لكن السكان يرون أنها تشكّل تهديدًا محتملًا للحياة البرية والتنوع البيولوجي، وقد تؤدي إلى خسارة الأراضي الزراعية المنتجة، كما أن مرحلة بنائها التي قد تستمر عامين ستُسبّب حالة اضطراب هناك.
بدورها، أجرت "بوم باور" مشاورات مع السكان المحليين استمرت لأكثر من عام، ووعدت بالعمل من أجل إدماج المزرعة الشمسية داخل المشهد المحلي، وفق تقرير لصحفية "بوليتيكو" (politico).
ويقول معارضون لمزرعة الطاقة الشمسية، إنّ ميلباند أكد دعمه لتطويرها، كما تقول الشركة المطورة، إنها أجرت مباحثات إيجابية معه.
وتدخّل ميلباند نيابة عن أبناء دائرته الانتخابية للحفاظ على ممرات المشاة العامة في موقع مزرعة الطاقة الشمسية، لكن حملة معارضة للمزرعة قالت، إنهم يريدون توقّفها بالكامل، موضحين أن النائب يدعمها بسبة 110%.
ووعد ميلباند بأن تأخذ بريطانيا زمام القيادة في العمل لمكافحة تغير المناخ عالميًا، وأن يملأ فراغ القيادة على الساحة العالمية، وأن يثبت أنّ تراجُع رئيس الوزراء ريشي سوناك عن الحياد الكربوني كان "خطأً تاريخيًا".
وأكد أن بلاده خرجت عن المسار بشأن المناخ، وأنها بحاجة للتغيير، وتعهَّد بأن يلغي في أول أيام البرلمان الجديد الحظر على مشروعات الرياح البحرية، وأن يضع المناخ في مقدمة خطط الحكومة.
مستقبل المزرعة الشمسية
خلال اجتماع عُقد يوم الجمعة الماضية (28 يونيو/حزيران) للمعارضين للمشروع، انضم أحد سكان الدائرة والعضو بحزب العمال ستيفن فاول لآخرين بقولهم، إنهم لن يمنحوا أصواتهم لإد ميلباند بسبب مزرعة الطاقة الشمسية.
وتعتزم شركة بوم باور تقديم طلب للحكومة في وقت لاحق من العام الجاري (2024) للموافقة على المزرعة التي من المتوقع أن تبدأ بتوليد الكهرباء في عام 2027، بعد حصولها على التراخيص اللازمة.
وتعدّ الحكومة المزارع الشمسية مثل "فنويك" موضع النزاع بوصفها مشروعات بنية أسياسية ذات أهمية وطنية، وهو ما يجعل الإذن ببنائها في يد سلطات التخطيط، وليس المجلس المحلي، ثم تنتقل الأوراق ليوقّعها وزير الطاقة.
وأجّلت حكومة حزب المحافظين في العام الماضي اتخاذ قرارات بشأن العديد من مزارع الطاقة الشمسية الكبرى، لكن بحلول يوم الجمعة ستكون في يد إد ميلباند، وهو اختبار مبكّر لنهجه الإصلاحي والحياد الكربوني.
وكشف تحليل أنه من المحتمل أن يفوز ميلباند بأصوات الناخبين في الريف الذي يضم عددًا كبيرًا من مخططات مزارع الطاقة الشمسية.
لكن العضو بحزب العمال ستيفن فاول قال، إن جماعته المناهضة للمزرعة تخطط لتكثيف الجهود للضغط على ميلباند، حتى بعد الانتخابات.
ولم يحدد الناخبون لمن سيعطون أصواتهم بديلًا عن ميلباند، لكنّ مرشح حزب المحافظين غلين بلف حضر الاجتماع المناهض للمزرعة الشمسية.
وقال بلف، إنه يعارض المشروع بسبب حجمه الكبير، قائلًا: "حتى نصف حجمه سيكون أكبر من اللازم بالنسبة إلى المنطقة هنا".
وستكون المزرعة أكبر بـ3 مرات من أكبر مزرعة طاقة شمسية قيد التشغيل في بريطانيا، لكنها أصغر من مشروعات أخرى ما زالت قيد الترخيص.
وأضاف: "أشعر بهؤلاء الناس، ولا أريدهم أن ينتقلوا من هنا، وأن تحيط أعمال البناء والألواح الشمسية بهم لمدة عامين".
موضوعات متعلقة..
- هجوم على فكرة خفض فواتير الطاقة بالمصادر المتجددة في بريطانيا.. "أكاذيب انتخابية"
- مستهدفات السيارات الكهربائية تدفع الشركات للهروب من بريطانيا.. "سوق معادية"
- %70 من مالكي السيارات الكهربائية في بريطانيا عادوا إلى التقليدية والهجينة
اقرأ أيضًا..
- هل يتدخل الاتحاد الأوروبي لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي لمصر؟
- عجز ضخم بإمدادات الكهرباء في العراق.. وخطوة أمام مشروع أكوا باور (خاص)
- حقل الوصل شمال صفا في مصر.. 95 مليون برميل من الاحتياطيات النفطية (تقرير)
- شركات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تستغيث من "منافسة غير عادلة" مع الصين