الطاقة النووية قد تؤدي دور الوقود النظيف لقطاع الشحن البحري
نوار صبح
- • زيت الوقود الثقيل لديه كثافة طاقة وزنية تبلغ 11 ميغاواط/ساعة للطن
- • المنظمة البحرية الدولية تكثّف التخفيضات الصارمة في انبعاثات الكربون وغازات الدفيئة
- • السفينة الأميركية "إن إس سافانا" أول سفينة تجارية تعمل بالطاقة النووية
- • التطورات الحديثة في حجم وتقنية محطات الكهرباء تجعلها مختلفة عن مفاعلات الماء المضغوط
وسط الضغوط المتزايدة لتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة في مجال الشحن البحري، تبرز الطاقة النووية بصفتها خيارًا محتملًا للوقود المحايد كربونيًا.
وأشار تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أنه بحلول عام 2030، تخطط المنظمة البحرية الدولية (IMO) لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة في قطاع الشحن البحري بنسبة 20% على الأقل.
وسيمهّد ذلك الطريق لجيل جديد من السفن التي تعمل بالأمونيا والوقود الحيوي والهيدروجين بدلًا من الوقود الأحفوري.
وعلى الرغم من تشغيل أكثر من 700 مفاعل نووي في البحر، وتحمُّل البيئات القاسية لمحيطات العالم المتقلبة، لا توجد سفن تجارية تعمل بالطاقة النووية في الخدمة، حاليًا، لأن تقنيات المفاعلات المتاحة غير مناسبة للنقل البحري المدني.
الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري
قال الأستاذ في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU)، البروفيسور جان إمبليمسفاغ: "أولًا وقبل كل شيء، إذا أجريت حسابًا بسيطًا لكمية الهيدروجين اللازمة لتزويد الأسطول العالمي بوقود موجّه نحو الهيدروجين، فلن ينجح الأمر أبدًا".
وأضاف "ستحتاج إلى 2.7 مرة إجمالي إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي في عام 2022، وهذا فقط بالنسبة لزيت الوقود الثقيل (HFO)،" حسبما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية
وأوضح أن استبدال الديزل وأنواع الوقود الأخرى سوف يحتاج إلى "قدر مماثل من الكهرباء التي تحتاج إليها كل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مجتمعة".
وأكد الدكتور إمبليمسفاغ أنه "يوجد خياران فقط: إمّا أن يعمل القطاع بالطاقة النووية، أو أن يستمر كما يفعل، حاليًا"، بحسب التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشار إلى أن "زيت الوقود الثقيل لديه كثافة طاقة وزنية تبلغ 11 ميغاواط/ساعة للطن، في حين إن كثافة طاقة الأمونيا الخضراء تبلغ 5 ميغاواط/ساعة للطن".
ولتوضيح وجهة نظره، قال، إنه إذا كانت كثافة طاقة الهيدروجين تبلغ مترًا واحدًا، فسيكون طول اليورانيوم 32 كيلومترًا، وسيكون طول الثوريوم 38 كيلومترًا.
وأضاف: "هذا هو ما يجب أن يكون عليه التحول الأخضر"، "نحن بحاجة إلى تعلُّم طريقة التعامل مع هاتين الذرّتين، وبعد ذلك تكون الأمور على ما يرام".
التخفيضات الصارمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
بالنظر إلى تكثيف المنظمة البحرية الدولية التخفيضات الصارمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة (GHG)، وتحديد أهداف مؤقتة لعامي 2030 و2040، والطموح المستحيل على ما يبدو للحياد الكربوني بحلول عام 2050، تبدو الطاقة النووية حلًا محتملًا لإزالة انبعاثات للسفن التجارية.
وقال مدير تطوير الأعمال في الشركة الرائدة عالميًا في مجال الإدارة التقنية للسفن "أوه إس إم تومي" النرويجية OSM Thome، توربيورن لي: "الأمر ليس كما لو أنه لم يحدث من قبل"، حسب موقع ورلد نيوكلير نيوز (World Nuclear News).
ومن خلال تقديم منظور تاريخي، أشار "توربيورن لي" إلى السفينة الأميركية "إن إس سافانا"، وهي أول سفينة تجارية تعمل بالطاقة النووية، وعملت من عام 1962 إلى عام 1971، إلى جانب السفن الأخرى المماثلة التي أُطلِقَت في ألمانيا واليابان وروسيا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من استجابة أصحاب السفن لتحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية لخفض غازات الدفيئة من خلال استثمار مليارات الدولارات في سفن جديدة قادرة على حرق الوقود المنخفض والمحايد كربونيًا، فإن معظم هذه السفن يعمل بالوقود الأحفوري التقليدي، حسبما ذكر توربيورن لي.
وقال: "إذا أخذت في الحسبان كثافة الطاقة أو الكهرباء اللازمة لإنتاج أنواع الوقود -المنخفضة أو المحايدة كربونيًا-، فستجد أنها تعادل ما يستهلكه الاتحاد الأوروبي في عام واحد"، مضيفًا أن "أنواع الوقود الأخضر هذه تأتي بتكاليف عالية".
من ناحيتها، تشارك شركة "أوه إس إم تومي" في 3 مشروعات -بما في ذلك مشروع مع الأستاذ في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU)، البروفيسور جان إمبليمسفاغ- لاستكشاف تطوير الطاقة النووية في الشحن التجاري.
وقال توربيورن لي: "إن التطورات الحديثة في حجم وتقنية محطات الكهرباء تجعلها مختلفة كثيرًا عن مفاعلات الماء المضغوط التي كانت تُستعمل في تلك السفن السابقة،" حسبما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media.
وأكد أن "ما ننظر إليه في مشروعاتنا هو مفاعلات الجيل الرابع، التي تستعمل التكنولوجيا المبردة بالغاز، والمبردة بالملح المنصهر، والمبردة بالرصاص".
تجدر الإشارة إلى أن التقدم في الطاقة النووية على مدى السنوات الـ5 الماضية يجعلها تكنولوجيا مثيرة للاهتمام لاستكشاف التطبيقات البحرية، بسبب قدرتها على توفير كميات كبيرة من الطاقة المحايدة كربونيًا.
وقالت كبيرة المهندسين لدى شركة "المكتب الأمريكي للشحن" ABS، ميغ داولينغ: "إن الطاقة النووية آمنة، أو أكثر أمانًا، من جميع أشكال الطاقة المتاحة التي استعملناها".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في أستراليا تستهدف تشغيل 7 مفاعلات جديدة بحلول 2050
- %70 زيادة بقدرات الطاقة النووية في الهند خلال 5 سنوات
- إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري تتعزز بزيادة كميات الميثانول الأخضر والأمونيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أميركا تتورط في صفقة أفريقية مع ملياردير إسرائيلي متهم بالفساد
- خريطة وصول شحنة غاز مسال إلى مصر.. وقرار جديد بخصوص الكهرباء
- حقل الوصل شمال صفا في مصر.. 95 مليون برميل من الاحتياطيات النفطية (تقرير)