هل يحد انتشار الذكاء الاصطناعي من دور الهيدروجين عالميًا؟ (تقرير)
أحمد بدر
بينما يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا ملحوظًا؛ يتجه العالم كله بشكل متزايد نحو الهيدروجين، بصفته واحدًا من مصادر الطاقة المهمة، ولا سيما الهيدروجين الأخضر الذي لا يُصدِر أي انبعاثات على الإطلاق في طريقة إنتاجه.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن استعمال الهيدروجين الأخضر لا تصدر عنه أي انبعاثات، ولكن الإشكالية تكمن في وقت الإنتاج.
ولفت الحجي، خلال حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، على منصة "إكس"، قدمها بعنوان "سياسات المناخ والذكاء الاصطناعي.. زيادة الطلب على نفط الخليج وغازه"، إلى أن الهيدروجين الأخضر ينتج بطرق معينة؛ إما من مصادر الطاقة الشمسية وإما طاقة الرياح وغيرها.
وأضاف: "بشكل عام، أود أن أشرح نقطة مهمة، وهي أنه حتى يومنا هذا، أحد أسباب عدم انتشار الهيدروجين تاريخيًا، أنه لا يوجد بشكل حر في الطبيعة، وإن كانت هناك بعض المحاولات للحفر وإنتاجه من بعض المناطق تحت الأرض".
هل إنتاج الهيدروجين يعد مكسبًا؟
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج الهيدروجين يتطلب تفكيك الماء أو أي عنصر آخر؛ لذلك فإن السبب الرئيس لعدم إنتاجه أن كمية الطاقة المستعملة لتفكيك المياه أكبر من كمية الطاقة الموجودة فيه؛ ومن ثم فهي عملية خاسرة.
وأضاف أن التطور الجديد خلال السنوات الأخيرة، أن وجود الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاجها للكهرباء بفضل الذكاء الاصطناعي، لا يحتاج إلى تدخل بشري، ومن ثم تصبح الكهرباء مجانية أو تباع بسعر سالب، لافتًا إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في تكساس حاليًا سالبة.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن المنتجين في غرب تكساس حاليًا يبحثون عمن يشتري الغاز، فيمنحهم الغاز معه مبالغ، الأمر نفسه في موضوع الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتابع: "في بعض البلاد، قد يحدث بعد منتصف الليل -على سبيل المثال- في بعض الأحيان، وبينما الناس نيام، تعصف الرياح وتتحرك التوربينات وتنتج كميات ضخمة جدًا من الكهرباء، ولكن هذه الكميات لا يكون لها استعمال".
وأوضح أن بعض البلاد تسمح بالبيع بأسعار سالبة، أو لا يكون لها سعر على الإطلاق، والفكرة هنا أنها يمكن استعمالها لتوليد الهيدروجين، وستبقى الفكرة الفيزيائية أن كمية الطاقة المستعملة أكبر من كمية الطاقة المنتجة، ولكن ليس هذا المهم.
المهم في الأمر، وفق الحجي، أنه قديمًا كانت الطاقة المستعملة يُدفَع ثمنها، أما الطاقة المستعملة الآن فهي مجانية، أو حتى يمكن الحصول على أموال مقابل استعمالها، ومن ثم يصبح إنتاج الهيدروجين الأخضر مجديًا في هذه الحالة.
أنواع الهيدروجين الأخرى والذكاء الاصطناعي
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المشكلة في الوقت الحالي، تكمن في أنواع الهيدروجين الأخرى التي يتم إنتاجها -غالبًا من الغاز- أو المنتجات النفطية، والذي يُسمى في هذه الحالة الهيدروجين الأزرق.
وأضاف: "بالطبع هناك مسميات مختلفة للهيدروجين حسب طريقة إنتاجه، ولكن أغلب الهيدروجين الذي يتم إنتاجه في الوقت الحالي، وأغلب الكميات التي سيتم إنتاجها في المستقبل، ستكون من النوع الأزرق، الذي ينتج من منتجات نفطية".
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الدول الغربية ليس لديها أي مانع في استعمال الهيدروجين المنتج من المنتجات النفطية؛ لأنه لا تنتج أي انبعاثات عند الاستعمال ما دام أن طريقة إنتاجه في البلاد المنتجة تصدر الانبعاثات عندها وليس لدى الدول الغربية.
وأوضح أنه إذا كانت هناك أزمة طاقة، مثلما يحدث في 7 دول عربية تواجه أزمة كهرباء حاليًا، سيكون هناك عجز في الكهرباء يتزامن مع زيادة الطلب على الطاقة بشكل كبير حول العالم وفي الوقت نفسه سيزيد الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية والعملات المشفرة استهلاك الطاقة بشكل كبير.
ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، ستكون هناك حاجة إلى الغاز لتوليد الكهرباء، وقد لا تكون هناك كميات إضافية لإنتاج الهيدروجين.
لذلك، فإن مستقبل الهيدروجين عليه علامة استفهام كبيرة الآن، بسبب هذه التطورات الكبيرة، فمن جهة هناك سياسات مناخية، ومن جهة ثانية توجد منافسة بين مصادر الطاقة المختلفة، بينما هناك طلب شديد على الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.
موضوعات متعلقة..
- برمجيات الذكاء الاصطناعي تبعد شركات التقنية العملاقة عن أهداف الحياد الكربوني (تقرير)
- الذكاء الاصطناعي يسهم في تسهيل التحول إلى الطاقة النظيفة (تقرير)
- السعودية تطلق وحدتين لأعمال التحول الكهربائي والذكاء الاصطناعي
اقرأ أيضًا..
- الأردن يعلن اكتشافات غاز تكفي الكهرباء لعشرات السنين
- إغلاق أكبر 3 شركات أسمدة مصرية خلال 24 ساعة بسبب أزمة الغاز
- قدرة إسالة الغاز عالميًا تتجاوز 483 مليون طن سنويًا بفضل دولة أفريقية (تقرير)