الغاز غير التقليدي في الإمارات.. موارد واحتياطيات ضخمة (تقرير)

يؤدي الغاز غير التقليدي في الإمارات دورًا محوريًا ضمن إستراتيجية البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وزيادة حصته بمزيج الطاقة في إطار تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وتخطط الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030، وصولًا إلى رفع حصته في مزيج الطاقة لـ38% عام 2050، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ورغم أن الإمارات من الدول المصدرة للغاز المسال؛ فإنها مستورد صافٍ للغاز الطبيعي لتوفيره للاستهلاك المحلي الذي يتجاوز الإنتاج، خاصة خلال أشهر الصيف.

وبدعم من الغاز غير التقليدي في الإمارات، نجحت البلاد في رفع احتياطيات الغاز الطبيعي إلى 289.92 تريليون قدم مكعبة (8.213 تريليون متر مكعب) خلال العام الماضي، مقابل 289.57 تريليون قدم مكعبة (8.203 تريليون متر مكعب) في عام 2022.

الغاز غير التقليدي في الإمارات تسلسل زمني

منذ عام 2016، تنفذ شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مخططًا تستهدف من خلاله استكشاف موارد الغاز غير التقليدي، وتحديدًا في إمارة أبوظبي الغنية بالموارد النفطية.

وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، عثرت الإمارات على 160 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب) من موارد الغاز غير التقليدي القابلة للاستخراج، لتؤكد أدنوك أن الإنتاج المبكر لأول آبار غير تقليدية يظهر قدرتها على التنافس مع الإنتاج الحالي للآبار الغنية في أميركا، مثل حوض مارسيلاس.

وجاء الاستكشاف بناءً على اتفاقية موقّعة في عام 2018 بين أدنوك الإماراتية مع شركة توتال إنرجي الفرنسية حصلت الأخيرة بموجبها على حصة تبلغ 40% في امتياز حوض غاز الذياب غير التقليدي بمنطقة الرويس، لتكون أول اتفاقية امتياز للغاز غير التقليدي في المنطقة، وفقًا لعملاقة النفط الإماراتية.

ما هو الغاز غير التقليدي؟

الغاز غير التقليدي عبارة عن موارد موجودة في المسام الصغيرة للصخور، وبسبب صعوبة الوصول إليها تستخرج من خلال تقنيات وأساليب مبتكرة مثل التكسير المائي (الهيدروليكي)، وقد نفذت الإمارات حتى الآن 90 من عمليات التكسير المائي، وفقًا لأدنوك.

وبعد عام من اكتشاف الموارد غير التقليدية، نجحت أدنوك في 2020 بالتعاون مع توتال الفرنسية في إنتاج أول كمية من الغاز غير التقليدي في الإمارات بامتياز حوض غاز الذياب في الرويس الواقع على مسافة 200 كيلومتر غرب مدينة أبوظبي.

أهمية الغاز غير التقليدي في الإمارات

من شأن إضافة الغاز غير التقليدي إلى موارد الإمارات أن يرفع إنتاج البلاد بمقدار مليار قدم مكعبة يوميًا (28.328 مليون متر مكعب يوميًا) من حوض الذياب في منطقة الرويس قبل عام 2030، الأمر الذي يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز بالبلاد.

وفي مايو/أيار 2024، أرست شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك)، عقدًا بقيمة 6.24 مليار درهم (1.7 مليار دولار أميركي) على شركة أدنوك للحفر -تابعة لها- للتنقيب عن مصادر النفط والغاز غير التقليدي في الإمارات.

ويتضمّن العقد قيام شركة ترن ويل (Turnwell) -التي أنشأتها أدنوك للحفر- بحفر وتجهيز 144 بئرًا للنفط والغاز غير التقليديين، إذ يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر عبدالرحمن عبدالله الصيعري، أن مصادر الطاقة غير التقليدية في أبوظبي ضمن الأضخم عالميًا وتتطلب حفر آلاف الآبار.

ويأتي اكتشاف موارد الغاز غير التقليدي في الإمارات بمنطقة الرويس، بالتوازي مع تنفيذها مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات بطاقة إنتاجية تصل إلى 9.6 مليون طن سنويًا (13.05 مليار متر مكعب).

ومن المقرر أن تسهم منشأة الرويس للغاز المسال عند تشغيلها عام 2028، في رفع الطاقة الإنتاجية لأدنوك من الغاز إلى 15 مليون طن متري سنويًا (20.4 مليار متر مكعب)، مقابل 6 ملايين طن متري سنويًا (8.16 مليار متر مكعب) في الوقت الراهن.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز المعلومات عن مشروع الرويس للغاز المسال الذي حصل على قرار الاستثمار النهائي خلال يونيو/حزيران 2024:

موضوعات متعلقة..

• مشروع الرويس للغاز المسال.. إحدى أقل المنشآت انبعاثًا في العالم (إنفوغرافيك)
• حلم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات يواجه تحديات كبيرة (تقرير)
• التنقيب عن النفط والغاز في الإمارات يترقب حفر 144 بئرًا غير تقليدية

اقرأ أيضًا..

• أكبر دول الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.. سد النهضة يدعم إثيوبيا وترتيب مصر يتراجع
  
• متى ينتهي قطع الكهرباء في الكويت؟.. وحل اضطراري تحاول تفاديه
  
• أكبر 10 حقول غاز حامض في العالم.. 7 منها بدول عربية