حذّرت مسؤولة كبيرة من زيادة معدلات انقطاع التيار وارتفاع أسعار الكهرباء في فرنسا إذا خرج البلد الأوروبي من سوق الكهرباء الموحدة التابع للاتحاد الأوروبي.
وعددت الرئيسة التنفيذية لشركة إنجي الفرنسية (Engie) كاثرين ماك غريجور المنافع التي تعود على بلدان الاتحاد الـ27 من وراء "فرصة" السوق الموحدة التي فتحت لفرنسا سبيل الوصول إلى إمدادات الدول الأخرى، عندما تراجع إنتاجها في السنوات الأخيرة.
ويقول الاتحاد الأوروبي -عبر موقعه الرسمي-، إن سوق الكهرباء الأوروبية المتكاملة هي أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة لتأمين إمدادات آمنة ومستدامة وميسورة التكلفة للمواطنين.
ومن خلال قواعد السوق المشتركة العابرة للحدود، يمكن إنتاج الكهرباء في دولة وتسليمها إلى أخرى، ما يعزز المنافسة ويطور الأسواق على المدى الطويل، ويُبقي الأسعار تحت السيطرة.
سوق الكهرباء الأوروبية
حذّرت الرئيسة التنفيذية لشركة إنجي من إعادة فرض الحواجز على تدفّق الكهرباء في أوروبا؛ إذ إنه سيزيد مخاطر وقوع مشكلات مرتبطة بشحّ الإمدادات وارتفاع الأسعار.
وقالت: "من غير سوق الكهرباء الأوروبية، لكُنّا قد تعرّضنا لمزيد من تقلُّبات الأسعار، وحتى خطر انقطاع الكهرباء".
وأضافت ماك غريجور أن الشبكة الأوروبية أثبتت فعاليتها في عامي 2022 و2023، موضحة أن السوق المشتركة ترتكز على شبكة من البنى الأساسية المترابطة التي تسمح لدول الاتحاد بالاستفادة من تكامل إنتاج الطاقة الشمسية جنوبًا وطاقة الرياح شمالًا والغاز والطاقة النووية في بلدان أخرى.
وأصبحت سوق الكهرباء الأوروبية مثار جدل سياسي كبير في فرنسا، بعدما قال زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا، إنه سيسعى -في حالة فوزه بالانتخابات التشريعية الوشيكة- إلى الخروج من سوق الكهرباء الأوروبية.
وخلال شهر يونيو/حزيران الجاري (2024)، حلّ ماكرون الجمعية الوطنية، ودعا لعقد انتخابات تشريعية مبكرة بعد هزيمة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
ومن المقرر عقد الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في نهاية الشهر، ويتصدر استطلاع الرأي تيار اليمين الذي تزايد شعبيته في السنوات الأخيرة بدعم من مخاوف المواطنين من ارتفاع فواتير الغاز والكهرباء في فرنسا، إثر غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
وبدوره، تعهَّد حزب الوسط المنتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون بخفض فواتير الكهرباء خلال فصل الشتاء المقبل بنسبة 15%.
أسعار الكهرباء في فرنسا
في 15 يونيو/حزيران، قال زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا، إنه سيطلب الانسحاب من سوق الكهرباء الأوروبية المشتركة.
وأضاف: "أريد الذهاب إلى المفوضية الأوروبية للتفاوض بشأن الاستثناء من سوق الكهرباء الأوروبية للتخلص من قواعد وضع الأسعار والسماح لفرسا بالعودة إلى سعر الكهرباء الفرنسية"، وفق تقرير لمنصة "مونتل" الإخبارية (montelnews) رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويدعو بارديلا إلى تحديد أسعار الكهرباء وفقًا للواقع الفرنسي الذي يأخذ في الحسبان تكاليف الإنتاج من المحطات النووية، ويقول، إن ألمانيا والمفوضية الأوروبية قرّرتا ربط سعر الكهرباء بسعر الغاز.
كما أكد أنه سيخفض إسهامات باريس في ميزانية الاتحاد الأوروبي لتمويل خفض الضرائب على أسعار بيع الكهرباء في فرنسا والغاز والوقود بالتجزئة.
تعليقًا على ذلك، يقول نائب الرئيس لشؤون الكهرباء في شركة كبلر لتحليل البيانات إمريد دي فيجان، إن سيناريو خروج فرنسا من سوق الكهرباء الأوروبية "غير واقعي للغاية"، لأنه سيدفع البلد نحو شراء الكهرباء من جيرانها بسعر أعلى بكثير خلال فصل الشتاء.
وعدّ دي فيجان تصريحات زعيم حزب التجمع الوطني بوصفها "مجرد كلمات رنانة لجذب الناخبين المحتملين"، وأكد أن الحزب اليميني لن يستغني عن مليارات اليوروهات التي تجلبها السوق الأوروبية إلى فرنسا.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الكهرباء في فرنسا تقفز 10%.. والنقابات تصفها بـ"الفضيحة"
- انقطاع الكهرباء في فرنسا عن 300 ألف منزل
- أسعار الكهرباء في فرنسا تترقب قفزة كبيرة خلال نوفمبر
اقرأ أيضًا..
- قطع الكهرباء في مصر 3 ساعات اليوم
- أكبر مصفاة نفط لم تخفض أسعار الوقود في نيجيريا.. ما السبب؟
- الهند تتوسع في الهيدروجين الأخضر عالميًا.. ومصر على الخريطة
- أنس الحجي: مصر طريق صادرات النفط السعودي إلى أوروبا.. ودور مهم ينتظرها