تقارير التغير المناخيالتغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الانبعاثات الكربونية في يورو 2024.. سيناريو واحد يخفضها 60% (تحليل)

ويجعلها البطولة الأكثر نظافة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قد تكون بطولة يورو 2024 النسخة الأكثر نظافة على الإطلاق
  • يسعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى خفض البصمة الكربونية لبطولة أمام أوروبا 2024
  • تأتي 80% من الانبعاثات الكربونية المنطلقة خلال فعاليات البطولة من أنشطة النقل
  • لم تلتزم فرق المنتخبات الوطنية صراحة بخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أنشطة النقل والسفر
  • تقدم شركة خطوط السكك الحديدية الوطنية دويتشه بهن إلى الجماهير أسعار تذاكر مخفضة للسفر

تواجه المنتخبات الوطنية المشاركة في بطولة "يورو 2024" المقبلة تحديًا صعبًا يتمثّل في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطة التنقل والسفر الخاصة بها خلال المسابقة.

ويسعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا (UEFA) إلى كبح التأثير المناخي للنسخة الحالية من البطولة التي ستستضيفها ألمانيا خلال أيام، عبر تمويل رحلات السكك الحديدية المدعومة للجماهير، وطرح المبادرات المناسبة، لجعل البطولة الأكثر نظافة بين نظيراتها السابقة على الإطلاق.

لكنّ نقادًا يقولون، إنه من أجل تحقيق الاستدامة على المدى الطويل يتوجب على لاعبي الكرة الكبار الالتزام بقيم ومبادئ اللُعبة المتمثّلة في "اللعب النظيف".

وكانت بطولة "يورو 2020"، التي تأجلت إلى عام 2021 بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قد جرت في 11 دولة مختلفة، وأثارت -حينها- انتقادات واسعة بسبب التأثير المناخي للسفر الدولي المرتبط بها، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

النسخة الأكثر نظافة

من المتوقع أن تنخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن فعاليات النسخة المقبلة من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، لتصبح بذلك النسخة الأكثر نظافة على الإطلاق من ثاني أهم بطولة رياضية في العالم.

وبمقدور منتخبات الكرة الكبرى التي تتنافس في ألمانيا هذا الصيف خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطة السفر الخاصة بها بواقع 60% -تقريبًا- حال تفادت السفر جوًا، وفق ما أظهرته نتائج تحليل حديث أجراه الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة ويُشار إليه عادة باسم النقل والبيئة (Transport & Environment)، والمعروف اختصارًا بـ"تي آند إي" (T&E).

ويتوافق هذا مع الرؤية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا والبلد المضيف للبطولة، التي ستُجرى فعالياتها من 14 يونيو/حزيران إلى 14 يوليو/تموز (2024)، واللذان يبذلان جهودًا كبيرة لتعزيز السفر بالقطارات من جانب الفرق والمشجعين.

وقالت مديرة الحملة في شركة ترافيل سمارت (Travel Smart) العالمية لخدمات السفر إرين فيرا: "يويفا والبلد المضيف (ألمانيا) يبذلان جهودًا حثيثة لخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطة النقل خلال البطولة، ما قد يجعلها البطولة الأكثر اخضرارًا على الإطلاق".

وأضافت فيرا: "يُسلط هذا الضوء على ما يتوجب فعله، ومن المخيب للآمال أن المنتخبات الوطنية ما تزال غير قادرة -حتى الآن- أن تكون القُدوة، وإذا اختارت تلك الفرق الوطنية تفادي استعمال الطائرات في السفر خلال الرحلات التي يمكن القيام بها بالقطار أو الحافلات، فسيكون بوسعها خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها".

البصمة الكربونية لكرة القدم مرتفعة جدًا

تحفيزات من يويفا وألمانيا

في أعقاب الانتقادات التي واجهها قبل 3 أعوام لاستضافة نسخ بطولة أمم أوروبا في بلدان عديدة مختلفة، سعى "يويفا" إلى تجميع مباريات دوري المجموعات بهدف تقليص معدل سفر جماهير الفرق، ما يُسهم في النهاية في تقليص الانبعاثات الكربونية ذات الصلة.

وتقدم شركة خطوط السكك الحديدية الوطنية في ألمانيا دويتشه بهن (Deutsche Bahn)، إلى الجماهير أسعار تذاكر مخفضة للسفر في ألمانيا، علمًا بأنه ليس من السهل السفر إلى بطولة رياضية كبرى بالقطار، وفق ما نشره "تي آند إي".

ومع ذلك لم تلتزم فرق الكرة الوطنية -صراحة- بخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أنشطة النقل والسفر، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر مايو/أيار (2024) طالب "تي آند إي" وجماعات المناخ في أوروبا، منتخبات الكرة الوطنية بالالتزام بالسفر بطرق أكثر استدامة عبر تجنب السفر بالطيران قدر المستطاع.

التزام ألماني سويسري

تبرز ألمانيا وسويسرا بصفتهما المنتخبين الوطنيين الوحيدين اللذين التزما بعدم السفر جوًا خلال مرحلة دور المجموعات، وهذا ما سيمكن برلين من إزالة ما يصل إلى 98% من غاز ثاني أكسيد الكربون.

يُشار إلى أنه خلال منافسات البطولة الممتدة لشهر كامل، ستزيد الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطة التنقل الخاصة بكل من الدولي هاري كين نجم هجوم المنتخب الإنجليزي، ونظيره كيليان مبابي مهاجم منتخب فرنسا، بما يتراوح بين 7 و9 مرات مقارنةً بمتوسط الانبعاثات التي يتسبب فيها الشخص العادي خلال شهر كامل، بحسب التحليل الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن أقوال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا تبدو غير متسقة مع أفعاله في مجال مكافحة الانبعاثات، في ظل حقيقة مؤداها أن موسم كرة القدم 2024-2025 سيشهد أكبر توسع في عدد المباريات الأوروبية -حتى الآن.

وسيرتفع عدد المباريات في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم "تشامبيونزليغ" من 125 مباراة إلى 189 مباراة، ما يعني -بالطبع- مزيدًا من رحلات الطيران.

الفرنسي الدولي كيليان مبابي
الفرنسي الدولي كيليان مبابي - الصورة من dohanews

بطل المناخ في يورو 2024

يلتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بخفض البصمة الكربونية في "يورو 2024" عبر مواجهة أنشطة النقل والسفر سواءً الخاصة بالمنتخبات أو المشجعين.

ويأتي السواد الأعظم (80%) من تلك الانبعاثات الكربونية المنطلقة خلال فعاليات البطولة، من أنشطة النقل، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويشجع "يويفا" جماهير الفرق الوطنية المشاركة في البطولة على استعمال القطارات للسفر والتنقل داخل ألمانيا، عبر تجميع مباريات دور المجموعات.

كما تمنح شركة خطوط السكك الحديدية الوطنية في ألمانيا دويتشه بهن حاملي تذاكر المباريات أخرى بأسعار مخفضة ذهابًا وإيابًا، إلى جانب منح نظام إنتر ريل باس (InterRail pass) المدعم لحاملي تذاكر المباريات من الوافدين من خارج البلاد خلال البطولة.

زيادة الانبعاثات

تشهد معدلات الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطيران زيادة بمعدلات مطردة، في ضوء الآثار المتنامية لظاهرة تغير المناخ، وفق ما ورد في أحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ آي بي سي سي (IPCC) التابعة للأمم المتحدة.

ويوصي التقرير بضرورة التعامل السريع مع تلك الانبعاثات، بهدف كبح آثار الاحترار العالمي المدمر وخفضه إلى ما دون 1.5 درجة مئوية.

يُشار إلى أن السادس من يوليو/تموز (2023) كان اليوم الأكثر ازدحاما للطيران التجاري في التاريخ مع وصول عدد الرحلات الجوية إلى 134.386، وتشير التوقعات إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الركاب بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق