أكبر محطة شمسية في العالم.. طوق نجاة الفلبين من أزمات الكهرباء
محمد عبد السند
- تعوّل الفلبين على أكبر محطة شمسية في العالم لتجاوز أزمة الطاقة المقبلة
- تتألف المحطة الأيقونية التي تحمل اسم تيرا سولار من 5 ملايين خلية شمسية
- تستهدف الفلبين إنتاج 35% من الكهرباء النظيفة من الطاقة المتجددة بحلول 2030
- يُعدّ حقل "مالامبايا" للغاز الطبيعي في الفلبين هو المصدر الوحيد في البلاد للإنتاج المحلي
- تستهدف أكبر محطة شمسية في العالم تلبية حصة كبيرة من احتياجات الكهرباء في الفلبين
تمنح أكبر محطة شمسية في العالم نافذة أمل للفلبين لتحقيق أمن الطاقة، إذ تنتشلها من أزمة الكهرباء التي تطل برأسها بين الحين والآخر، بسبب محدودية مصادر الوقود المتاحة.
وتتألف المحطة الأيقونية التي تحمل اسم "تيرا سولار" (Terra Solar) من 5 ملايين لوحة شمسية، وتلامس سعتها الإنتاجية ما يتراوح بين 3400 ميغاواط و3500 ميغاواط.
كما تبلغ سعة بطارية تخزين الكهرباء النظيفة في أكبر محطة شمسية في العالم 4 آلاف ميغاواط، ومن المقرر أن تدخل حيز التشغيل عام 2026، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتستهدف الفلبين إنتاج 35% من الكهرباء النظيفة من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وهو الهدف الذي تعوّل في تحقيقه على أكبر محطة شمسية في العالم.
محطة أيقونية
تطور شركة "سولار فيليبينز نيو إنرجي" (Philippines New Energy) المعروفة اختصارًا بـ"إس بي إن إي سي" (SPNEC)، أكبر محطة شمسية في العالم، التي تعوّل عليها الفلبين في التخفيف من أزمة الكهرباء الحادّة التي تشهدها خلال السنوات القليلة الماضية.
يأتي ذلك في وقت تتوقع فيه الدولة الآسيوية أن تلامس أزمة الكهرباء ذروتها في غضون سنوات قليلة، مع نضوب مصادر الوقود الأحفوري المتاحة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبُنيت أكبر محطة شمسية في العالم على مساحة 3500 هكتار من أراضي الغابات، في مقاطعتي نويفا إيسيجا وبولاكان، وسط جزيرة لوزون، وفق ما أورده موقع إيكو نيوز (The Eco News).
(الهكتار = 10 آلاف متر مربع).
وتصل الكلفة الاستثمارية الإجمالي للمحطة الضخمة نحو 3.3 مليار يورو (3.6 مليار دولار أميركي)، ومن الممكن أن تُنتِج المحطة طاقة كهربائية تزيد على 5 مليارات كيلوواط/ساعة سنويًا.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).
وتستهدف الشركة التي تبني أكبر محطة شمسية في العالم تلبية ما يصل إلى 5% من إمدادات الكهرباء في الفلبين، و12% من إجمالي الطلب على تلك السلعة الإستراتيجية.
وتتجاوز المحطة نظيراتها الأخرى في العالم من حيث الحجم والسعة، من بينها مخطة بهادلا (Bhadla) في الهند وغولموند (Golmund) في الصين.
وتُسهم تلك المحطات في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وإن كان هناك تراجع في أعداد تلك المشروعات، بسبب آثارها المزعومة في التنوع الحيوي، إذ إنه عند استعمال مساحات شاسعة من الأراضي لبنائها، تتأثر الحياة البرية والنباتات المحلية سلبًا، علمًا بأن تلك الأنواع الحية لها دور رئيس في المحافظة على الأنظمة الإيكولوجية في حالة متوازنة؛ ما يدعم في النهاية صحة البشر.
الفلبين وجهة شمسية جاذبة
في عام 2021 كشفت شركة "إس بي إن إي سي" النقاب عن مشروع بناء أكبر محطة شمسية في العالم، في جزيرة لوزون بسعة 5 ميغاواط.
وفي وقت لاحق من العام ذاته، طرحت الشركة أسهمها لأول مرة في بورصة الفلبين، مع طرحها العام الأولي البالغ 1 بيسو فلبيني للسهم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
(البيسو الفلبيني = 0.017 دولارًا أميركيًا).
وخلال عام 2022، أعلنت "إس بي إن إي سي" خططًا لإضافة 3.5 غيغاواط إلى محطة الطاقة الشمسية الأصلية البالغة سعتها 500 ميغاواط؛ ما يرفع سعة المشروع بواقع 8 مرات.
كما ستتجاوز أكبر محطة شمسية في العالم سعة جميع مشروعات الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة في الفلبين مجتمعةً، والتي تزيد عن 1.5 غيغاواط.
وقال مؤسس شركة "إس بي إن إي سي" لياندرو ليفيست، إن الشركة كانت تحاول الحصول على تصاريح الأراضي المخصصة لإقامة المحطة الشمسية من وزارة الطاقة منذ عام 2016.
وسيمتد المشروع لمسافة 60 كيلومترًا، ويتصل بمحطات فرعية تابعة لشركة شركة الشبكة الوطنية للفلبين "إن جي سي بي" (NGCP) التي تزوّد منطقة مانيلا الكبرى بالكهرباء.
وأشار ليفيست إلى أن التغييرات القانونية وسوق الطاقة الأكثر انفتاحًا كلها عوامل جعلت الفلبين وجهة مفضّلة لتطوير مشروعات الطاقة الشمسية واسعة النطاق في جنوب شرق آسيا.
وفي عام 2022 أشار تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) إلى أن الفلبين تستهدف تركيب 15 غيغاواط من الطاقة الخضراء بحلول عام 2030.
ونظرًا لجزرها العديدة، فقد تعطي البلاد الأولوية للشبكات الصغيرة وأنظمة الكهرباء النظيفة المستقلة.
أزمة كهرباء وشيكة
تقف الفلبين على أعتاب أزمة كهرباء غير مسبوقة من المتوقع أن تبلغ ذروتها في عام 2027، حال نضوب احتياطيات حقل مالامبايا Malampaya للغاز الطبيعي، الذي تعتمد الفلبين بشكل كبير على إنتاجه في توليد الكهرباء.
ويُعدّ حقل "مالامبايا" للغاز الطبيعي المصدر الوحيد في البلاد للإنتاج المحلي، ويزوّد جزيرة لوزون، وهي الأكبر في البلاد والأعلى كثافة سكانية، بأكثر من رُبع احتياجاتها من الطاقة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتعين على الحكومة الفلبينية -الآن- أن تختار بين التحول إلى الطاقة المتجددة أو استكشاف حقول جديدة في بحر الصين الجنوبي الغني بالغاز؛ إذ يبرز الخيار الأول صعب التحقيق اقتصاديًا على المدى القريب، بينما من شأن الثاني أن يغذّي التوترات مع الصين.
ومع احتمالات محدودية واردات الفحم ونضوب إمدادات الغاز الطبيعي، والنمو البطيء لاستعمال مصادر الطاقة المتجددة، ومرافق الكهرباء المتهالكة، فإن الخوف من نقص إمدادات الكهرباء في الفلبين يلوح في الأفق؛ ما يهدد بتقويض التعافي الاقتصادي في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- تقرير: الغاز المسال في الفلبين يهدد البيئة ومرتفع التكلفة
- إطلاق أكبر محطة لبطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين
-
بدء تطوير أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في العالم
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في مايو 2024.. أوروبا تشتري أغلب الشحنات
- سيارات الوقود الأحفوري تتفوق على الكهربائية في خيارات الأميركيين
- سوق اليورانيوم ولُعبة عض الأصابع بين أميركا وروسيا.. من يصرخ أولًا؟