المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

الطلب على النفط الروسي في الهند والصين.. كيف يؤثر بالسقف السعري؟ (مقال)

فيلينا تشاكاروفا* – ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الصين استوردت ما متوسطه 835 ألف برميل يوميًا من مزيج إسبو في عام 2024.
  • • العقوبات المفروضة على شركة سوفكومفلوت لم تكن فاعلة في السوق الآسيوية
  • • شركة غازبروم الروسية بدأت إرسال ناقلات الغاز المسال إلى الصين عبر أفريقيا
  • • التكلفة الإجمالية للغاز المسال الذي يجري تسليمه إلى الصين ما تزال منخفضة

زادت الشركات التي تبيع النفط الروسي صادراتها من مزيج خام إسبو من ميناء كوزمينو بمدينة ناخودكا بنسبة 5%، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 960 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار 2024، وفقًا لبيانات شركة تحليل بيانات الشحن كبلر (Kpler) (المتاحة لصحيفة كوميرسانت) للمدة من 1 إلى 24 مايو/أيار 2024.

وسُجل الرقم القياسي السابق لإمدادات النفط المنقولة بحرًا من ميناء كوزمينو في فبراير/شباط الماضي، إذ تجاوزت الشحنات 914 ألف برميل يوميًا، وجميعها موجهة إلى الصين.

وتُسلم الشحنات البحرية من هذا النفط الروسي منخفض الكبريت إلى كوزمينو عبر خط أنابيب النفط شرق سيبيريا-المحيط الهادئ "إسبو" (ESPO).

في المقابل، يمثّل خام شرق سيبيريا والمحيط الهادئ "إسبو" ESPO مزيجًا من النفط الروسي مصدره حقول في شرق سيبيريا، ويُتداول هذا الخام بالرجوع إلى الدرجة الآسيوية الرئيسة، وهي خام دبي.

ونظرًا إلى جودته وقربه من الأسواق الرئيسة، استمر تداول مزيج خام إسبو بحسم طفيف عن المؤشر القياسي حتى بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وعلى عكس خام التصدير الروسي الرئيس، الأورال، ظلت أسعار إسبو أعلى من السقف السعري الذي فرضته مجموعة الـ7 على النفط الروسي، الذي حُدد عند 60 دولارًا للبرميل.

أبرز النقاط المتعلقة بالصادرات

الصادرات القياسية: وصلت صادرات خام إسبو إلى مستوى قياسي جديد بلغ 960 ألف برميل يوميًا في شهر مايو/أيار 2024.

السياق التاريخي: سُجِّل الرقم القياسي السابق البالغ 914 ألف برميل يوميا في شهر فبراير/شباط الماضي، إذ ذهبت جميع الشحنات إلى الصين.

تسليم خط الأنابيب: يُنقل خام إسبو إلى كوزمينو عبر خط أنابيب النفط شرق سيبيريا-المحيط الهادئ.

ميزة السوق: جودة خام إسبو وقربه من الأسواق الآسيوية تسمح له بالتداول بخفض طفيف عن مؤشر دبي، ولكن أعلى من سقف أسعار مجموعة الـ7 للنفط الروسي.

ميناء كوزمينو لتحميل النفط التابع لشركة ترانسنفط بمدينة ناخودكا في روسيا
ميناء كوزمينو لتحميل النفط التابع لشركة ترانسنفط بمدينة ناخودكا في روسيا - الصورة من بلومبرغ

مزيج إسبو والطلب الهندي والصيني

ترجع الزيادة في صادرات مزيج إسبو في أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار الجاري في المقام الأول إلى استئناف الهند مشترياتها بعد توقف دام شهرين (وفق عدد صحيفة كوميرسانت، بتاريخ 15 مارس/آذار الماضي).

ووفقًا لتقديرات شركة كبلر، اشترت الهند 70 ألف برميل يوميا من نفط إسبو في أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار الجاري.

وفي الوقت نفسه، استوردت الصين ما متوسطه 835 ألف برميل يوميًا من مزيج إسبو في عام 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 10% عن عام 2023.

وكانت الصين تاريخيًا أكبر مشترٍ لمزيج إسبو، مستفيدة من المهلة اللوجستية القصيرة.

وعلى مدى العامين الماضيين، زادت واردات الصين بصورة ملحوظة.

وبعد فرض العقوبات، برزت الهند مشتريّا رئيسًا لنفط إسبو. وجدير بالذكر أنه منذ مارس/آذار 2022، أوقفت الولايات المتحدة واردات مزيج إسبو، ومنذ مايو/أيار 2024، أوقفت كوريا الجنوبية واليابان المشتريات.

وفي شهر مايو/أيار، اشترت شركة إنديان أويل كوربوريشن الهندية (IOC) شحنتي ناقلتيْن، سعة كل منهما 100 ألف طن، وأخرى لشركة ريلاينس، وفقًا لشركة كبلر.

وبعد تشديد الحدود القصوى لأسعار النفط الأميركية وزيادة القيود على ناقلات وسفن شركة سوفكومفلوت في نهاية عام 2023، علّقت شركة إنديان أويل كوربوريشن مشترياتها من درجات النفط الروسية الممتازة، بما في ذلك سوكول (الذي يجري إنتاجه في سخالين 1، وتديره شركة روسنفط)، لكنها استأنفت عمليات الاستحواذ بعد بضعة أشهر.

ناقلة نفط روسية تبحر في المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من سيبيريا
ناقلة نفط روسية تبحر في المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من سيبيريا - الصورة من بلومبرغ

ويوضح محلل النفط الخام لدى شركة كبلر، فيكتور كاتونا، أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيادة المشترين الآسيويين في مشترياتهم من مزيج إسبو بسبب انخفاض فارق السعر (التداول تحت سعر خام برنت بنحو 0.5-1 دولار للبرميل)، ويُعزى ذلك إلى العرض الكبير من هذا النوع.

أبرز عوامل الطلب الهندي والصيني

استئناف المشتريات الهندية: استأنفت الهند شراء مزيج إسبو في أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار الماضي، إذ اشترت 70 ألف برميل يوميًا.

زيادة الواردات الصينية: استوردت الصين ما متوسطه 835 ألف برميل يوميًا في عام 2024، بزيادة قدرها 10% عن عام 2023.

تحولات السوق: أوقفت العقوبات صادرات مزيح إسبو إلى الولايات المتحدة منذ مارس/آذار 2022 وإلى كوريا الجنوبية واليابان منذ مايو/أيار 2024.

المشتريات الأخيرة: في شهر مايو/أيار 2024، اشترت شركتا إنديان أويل كوربوريشن وريلاينس كميات كبيرة من مزيج إسبو.

تغيرات الأسعار: انخفض فارق أسعار مزيج إسبو، ما يجعله أكثر جاذبية للمشترين الآسيويين.

ويعزو الخبراء الزيادة في صادرات مزيج إسبو إلى مشتريات الهند المتجددة، مدفوعة في الغالب بارتفاع تكلفة النفط السعودي في آسيا.

عوامل رئيسة

ميزة السعر: يُتداول مزيج إسبو بحسم دولارَين للبرميل الواحد عن خام دبي، في حين أن سعر النفط السعودي الخفيف أغلى بـ4 دولارات من خام دبي.

الطلبيات الهندية: يشير المحللون إلى أن العقوبات المفروضة على شركة سوفكومفلوت، شركة الشحن الروسية المملوكة للدولة، لم تكن فاعلة في السوق الآسيوية. وقد أسهم عدم الفاعلية هذا في زيادة مبيعات مزيج إسبو.

تغيرات السوق الصينية

بدأت شركة غازبروم الروسية إرسال ناقلات الغاز المسال إلى الصين عبر أفريقيا، وليس عبر البحر الأحمر. ومن وجهة نظر الشركة، من الواضح أن خطر فقدان سفينة قيمة لا يمكن تعويضها في ظل العقوبات الناجمة عن تصرفات الحوثيين يفوق خطر زيادة التكاليف.

وما تزال التكلفة الإجمالية للغاز المسال الذي يجري تسليمه إلى الصين منخفضة (أقل من 150 دولارًا لكل ألف متر مكعب)، ما يسمح بالاعتماد على الأرباح حتى مع انخفاض أسعار السوق.

محطة للغاز المسال تديرها شركة الصين للبتروكيماويات (مجموعة سينوبك) في ميناء تيانجين بالصين
محطة للغاز المسال تديرها شركة الصين للبتروكيماويات (مجموعة سينوبك) في ميناء تيانجين بالصين - الصورة من سي إن بي سي

ومع الأخذ في الاعتبار خسارة السوق الأوروبية، أصبحت السوق الآسيوية هي السوق الرئيسة للشركة غير المربحة المملوكة للدولة، ويمكن رصد ذلك في التالي:

الطلبيات الصينية: تعمل الصين، المستهلك الرئيس لمزيج إسبو، على زيادة مشترياتها. وتُعد الخدمات اللوجستية واضحة ومباشرة، إذ يضمن خط أنابيب النفط بين شرق سيبيريا والمحيط الهادئ، مع فرعه المباشر إلى الصين، عمليات التسليم السريعة والفعالة من حيث التكلفة.

الكفاءة اللوجستية: يتصل خط أنابيب إسبو مباشرة بالصين، ما يسهل عمليات التسليم السريعة وغير المكلفة.

زيادة المشتريات: تعمل الصين على زيادة وارداتها من النفط عبر خط أنابيب إسبو بسبب الفوائد اللوجستية والسعرية.

ارتفاع الأسعار في الشرق الأوسط

أبقى المنتجون في الشرق الأوسط، مثل أرامكو السعودية، الأسعار مرتفعة، إذ رفعوها بمقدار 0.5 إلى 1.1 دولارًا للبرميل.

ونتيجة لذلك فإن شحنة النفط العربي الخفيف التي يجري تسليمها إلى الهند قد تكلف 4 دولارات للبرميل أكثر من سعر خام دبي القياسي، وهو الخام الآسيوي الرئيس.

في المقابل، يُتداول مزيج إسبو بحسم دولارَين للبرميل، وفقًا لمحلل النفط الخام لدى شركة كبلر، فيكتور كاتونا.

وقد يدفع هذا التفاوت في الأسعار مصافي النفط الهندية إلى العودة إلى سوق مزيج إسبو بسبب انخفاض التكاليف، ويمكن رصد ذلك في النقاط التالية:

تفاوت الأسعار: أدى ارتفاع أسعار أرامكو السعودية إلى جعل النفط العربي الخفيف أكثر تكلفة بكثير بالنسبة إلى المشترين الهنود مقارنة بنفط إسبو. ورفعت أرامكو السعودية سعر خامها العربي الخفيف الرئيس، ما جعله أكثر تكلفة بمقدار 4 دولارات للبرميل من خام دبي القياسي إلى آسيا.

أسعار تنافسية: في المقابل، يُباع مزيج إسبو بسعر دولارين للبرميل الواحد في دبي. أدت هذه الميزة السعرية إلى تقديم شركة إنديان أويل كوربوريشن الهندية (IOC) طلبيات لشراء شحنتَيْن وشركة ريلاينس Reliance لشحنة واحدة في شهر مايو/أيار الجاري.

وفي الشهر نفسه، طلبت شركة النفط الهندية شحنتين، وطلبت شركة ريلاينس شحنة واحدة من مزيج إسبو.

وفي أبريل/نيسان الماضي، خفض الاتحاد الروسي إمداداته من المنتجات النفطية.

وعلى الرغم من العقوبات، يشير كاتونا إلى أن القيود المفروضة على الناقلات والشحن الروسي لم تكن فاعلة بالكامل.

ويوضح قائلًا: "كان لدى السوق في البداية الكثير من المخاوف، ولكن حتى الآن تبحر ناقلات النفط سوفكومفلوت في البحار الجنوبية دون مشكلات".

رؤى إضافية

التهرب من العقوبات: تواصل الناقلات الروسية، خصوصًا ناقلات شركة سوفكومفلوت، العمل في المياه الجنوبية، ما يشير إلى أن العقوبات ليست فاعلة بصورة كاملة. ويمكن الافتراض بأمان أن العقوبات المفروضة على شركة سوفكومفلوت في الاتجاه الآسيوي لم تعق صادرات مزيج إكسبو.

خفض العرض: يُعد خفض روسيا لإمدادات المنتجات النفطية في أبريل/نيسان الماضي عاملًا جديرًا بالملاحظة في سياسات السوق بصورة عامة.

تأثير تراجع صادرات النفط الروسي في الأسواق العالمية

انخفضت صادرات روسيا من النفط والمنتجات النفطية في أبريل/نيسان الماضي بمقدار 450 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي، بإجمالي 7.3 مليون برميل يوميًا.

ووفقًا لآخر تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، انخفضت عائدات هذه الصادرات من 18.4 مليار دولار إلى 17.2 مليار دولار.

وعلى وجه التحديد، انخفضت إمدادات النفط الروسية من 5.1 مليون إلى 5 ملايين برميل يوميًا، وانخفضت المنتجات النفطية من 2.7 مليون إلى 2.3 مليون برميل يوميًا.

وأثر هذا الانخفاض في الصادرات إلى كل من الصين والهند.

وانخفضت الصادرات إلى الصين من 2.4 مليونًا إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، وانخفضت الصادرات إلى الهند من 1.8 مليونًا إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 300 ألف و800 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي على التوالي.

بالإضافة إلى ذلك، شُحن 1.4 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان الماضي دون وجهة محددة، ما يؤدي عادةً إلى توضيح لاحق يوضح زيادة الواردات إلى الصين.

النفط الروسي

أبرز النقاط

تراجُع الصادرات: انخفضت صادرات النفط والمنتجات النفطية الروسية بمقدار 450 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان الماضي.

انخفاض الإيرادات: انخفضت عائدات التصدير من 18.4 مليار دولار في مارس/آذار الماضي إلى 17.2 مليار دولار في أبريل/نيسان الماضي.

الانخفاض في الوجهات المحددة: انخفضت الصادرات إلى الصين والهند بصورة ملحوظة.

شحنات غير محددة: شُحن 1.4 مليون برميل يوميًا دون وجهة محددة، ومن المحتمل أن يجري توضيحها لاحقاً على أنها واردات صينية.

وارتفعت أسعار النفط في أبريل/نيسان الماضي بمقدار 4.9 دولارًا للبرميل، لتصل إلى 77.21 دولارًا. وضاقت التخفيضات على خام برنت إلى متوسط 12.84 دولارًا للبرميل، في حين اتسع التخفيض على خام دبي القياسي مقابل مزيج إسبو (الذي يجري توفيره عبر خط أنابيب شرق سيبيريا-المحيط الهادئ).

الآثار الاقتصادية

التأثير في سوق الصرف: سوف تؤثر إيرادات مبيعات النفط الروسية لشهر أبريل/نيسان الماضي في سوق الصرف الأجنبي مع تأخير يصل إلى شهريْن.

دعم الروبل: يتوقع البنك المركزي الروسي ارتفاع عائدات النقد الأجنبي لشهر أبريل/نيسان، والضرائب، ومبيعات الأرباح من جانب المصدرين، وزيادة مبيعات العملات الأجنبية لدعم الروبل في مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبل.

ويتوقع البنك المركزي أن يستقر الروبل عند نحو 90 روبلًا لكل دولار في مايو، مع نطاق متوقع يتراوح بين 90 و93 روبلًا لكل دولار بحلول نهاية الربع.

خاتمة

يرجع الارتفاع في صادرات مزيج إسبو إلى الأسعار التنافسية مقارنة بالنفط السعودي، والخدمات اللوجستية الفعّالة للصين، وعدم فاعلية العقوبات ضد الشحن الروسي في آسيا. وأدت هذه العوامل إلى جعل مزيج إسبو الخيار المفضل لكبار المشترين مثل الهند والصين، ما أدى إلى زيادة حجم الصادرات.

فيلينا تشاكاروفا، متخصصة في الشؤون السياسية بالدول المنتجة للطاقة.

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتبة، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق