من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي بعد 31 شهرًا من وقف إمدادات الجزائر؟
ياسر نصر
لا يزال التساؤل حول "من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي؟" يُثير حيرة العديد من المتابعين والمتعاملين في أسواق الطاقة العالمية بعد مرور نحو عامَيْن ونصف العام على قرار الجزائر وقف صادراتها عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي.
ويؤمّن المغرب نحو 90% من احتياجاته من الغاز من خلال الاستيراد، إذ لا يوفر الإنتاج المحلي سوى 110 ملايين متر مكعب فقط من إجمالي الطلب البالغ مليار متر مكعب سنويًا.
ونجحت حكومة الرباط خلال الشهور الـ31 الماضية -منذ قرار الجزائر وقف صادراتها إلى إسبانيا عبر أراضي المغرب- في تأمين احتياجاتها، ما دفع كثيرين إلى التساؤل حول من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي؟ وهو ما تجيب عنه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، في هذا التقرير.
وكان قرار الجزائر وقف التصدير عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي قد أدى إلى وقف محطتي كهرباء تعملان بالغاز كانتا تعتمدان على الإمدادات الجزائرية لعدة أشهر، قبل أن تتمكن الرباط من تأمين الوقود اللازم لتشغيلهما.
واردات المغرب من الغاز
للإجابة عن التساؤل حول "من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي؟"، لا بد من الإشارة إلى البنية التحتية للغاز الموجودة حاليًا في المملكة، التي تعتمد على خط الغاز الممتد إلى أوروبا وكان يُستعمل سابقًا في نقل الغاز الجزائري.
وبعد نحو 8 أشهر من وقف إمدادات الغاز الجزائري، أدى التقارب المغربي الإسباني إلى الضخ في الأنبوب بالاتجاه العكسي، إذ بدأت مدريد في 29 يونيو/حزيران (2022) ضخّ الغاز الطبيعي في اتجاه الرباط، لتأمين احتياجات محطات الكهرباء والمصانع التي تضررت من وقف إمدادات الغاز الجزائري.
وحذّرت الجزائر مدريد من إعادة تصدير إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب، إلا أن إسبانيا -وقتها- أكدت أن تصدير الغاز الطبيعي إلى المغرب يأتي من مصادر أخرى ليست من أصل جزائري.
وسبقت عمليات الضخ توقيع اتفاق بين المغرب وإسبانيا يقضي باستعمال خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي في الاتجاه العكسي، من أجل الاستفادة من البنية التحتية التي يوفرها خط الأنابيب في تأمين احتياجات المملكة المتزايدة من الغاز لتوليد الكهرباء وتشغيل المصانع.
مصادر الغاز المسال
يمكن حصر الإجابة عن تساؤل "من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي؟" في إسبانيا، إلا أن مصدر الغاز الذي يُضخ إلى المملكة لا يمكن تحديده بدقة، إذ تعتمد مدريد على تلبية احتياجاتها وكذلك إعادة التصدير، من خلال الاستيراد من الخارج.
وتصدّرت الجزائر قائمة مصدّري الغاز إلى إسبانيا في شهر أبريل/نيسان 2024 بنسبة 46.1%، عند 12.35 تيراواط/ساعة، من بينها 8.42 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، و3.93 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، وجاءت روسيا في المرتبة الثانية بنسبة 19.9%، بإجمالي 5.34 تيراواط/ساعة من الغاز المسال.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
واحتلت نيجيريا المرتبة الثالثة بنسبة 10% من واردات إسبانيا من الغاز في أبريل/نيسان 2024، بإجمالي 2.68 تيراواط/ساعة، وجاء الغاز المسال الأميركي في المرتبة الرابعة بنسبة 8%، بـ2.14 تيراواط/ساعة، وفرنسا خامسة بنسبة 4.3%، بإجمالي 1.17 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، وبلجيكا في المرتبة السادسة بنسبة 4.1%، بإجمالي 1.02 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، والبرتغال في المرتبة السابعة بنسبة 3.9% بإجمالي 1.05 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، والنرويج في المرتبة الثامنة بنسبة 3.4% بإجمالي 0.92 تيراواط/ساعة من الغاز المسال.
لذا يمكن أن تكون إحدى الدول المصدرة للغاز إلى إسبانيا في قائمة الإجابة عن تساؤل "من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي؟"، وهو ما أكده تقرير حديث يرصد قائمة مستوردي الطاقة الروسية خلال شهر أبريل/نيسان 2024، ويأتي المغرب ضمن 7 دول عربية.
وظهر المغرب في قائمة مستوردي الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، وهي معلومة يجانبها الصواب، إذ إن المغرب لا يرتبط بروسيا من خلال أيّ خطوط أنابيب، ويحصل على الغاز من خلال إسبانيا عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا.
ويمكن أن يكون المقصود باستيراد المغرب للغاز الطبيعي من روسيا، أن المملكة تستورد الغاز المسال من روسيا، ثم تعيد إسبانيا تغويزه (تحويله إلى غاز طبيعي)، ثم ضخّه للمغرب في الأنبوب المغاربي الأوروبي.
وكانت مصادر مغربية قد أكدت -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن الرباط تؤمّن احتياجاتها بعيدًا عن الغاز الجزائري تمامًا، منذ وقف تجديد اتفاق التصدير عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، ولديها عقود استيراد من السوق الدولية.
الغاز المسال إلى المغرب
دخل المغرب سوق الغاز المسال العالمية لأول مرة في عام 2022، إذ عقد العديد من عمليات شراء الغاز المسال في السوق الفورية.
وبفضل التعاون مع مدريد، يستعمل المغرب محطات الغاز المسال الإسبانية لاستيراد الغاز وتوجيهه من الشمال إلى الجنوب عبر التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
وفي يوليو/تموز 2023، أعلن المغرب صفقة طويلة الأمد -لمدة 12 عامًا- مع شركة "شل" (Shell) العالمية متعددة الجنسيات، يحصل بموجبها على نحو 500 مليون متر مكعب من الغاز المسال سنويًا.
ويحصل المغرب على الغاز المسال بموجب العقد مع شل (غير معلن متى يدخل حيز التنفيذ) من خلال شحنه إلى موانٍ إسبانية، وبعدها يجري تحويله إلى غاز وضخه عبر خط لأنابيب الغاز الرابط بين البلدين، لحين بناء محطات مغربية.
ويساعد الغاز المسال المغرب على تشغيل محطتَيْن لتوليد الكهرباء شمال وشرق المملكة بقدرات 384 ميغاواط و452 ميغاواط، كانتا تعتمدان على الغاز الجزائري.
ويخطط المغرب حاليًا لإنشاء محطات "تغويز" -إعادة الغاز المسال إلى حالته الغازية- في عدد من المواني في مقدمتها ميناء الناظور، من أجل تلبية احتياجاته من الطلب على الوقود الذي يُنظر إليه بأنه أنظف أنواع الوقود الأحفوري.
وكانت وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي قد كشفت في حوارها مع منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)، المنشور يوم 9 مايو/أيار (2024)، عن أن بلادها تعمل على تطوير مجموعة من نقاط الدخول للغاز الطبيعي المسال، والربط بين الاكتشافات الحالية والمستقبلية للغاز الطبيعي مع مواقع الاستهلاك، الذي يتركز في قطاع الكهرباء والمناطق الصناعية، خاصة تلك التي تستهلك الغاز الطبيعي.
وتوقعت بنعلي أن تكون نقطة الدخول الأولى للغاز المسال من خلال ميناء الناظور من البحر المتوسط في الشمال، والميناء الثاني قد يكون على المحيط الأطلسي، من أجل تسريع الخريطة لاستيراد الغاز، ولتشجيع استهلاك الغاز في المناطق الصناعية ما بين القنيطرة والمحمدية والدار البيضاء والجرف الأصفر، أمّا النقطة الثالثة فقد تكون في ميناء الداخلة، من أجل بلورة نموذج تنموي جديد.
موضوعات متعلقة..
- من أين يستورد المغرب الغاز المسال؟.. مصادر تجيب عن الصفقة المنتظرة
- مصر والمغرب والسعودية ضمن 7 دول عربية تشتري الفحم والنفط والغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- كم يبلغ احتياطي العراق من النفط؟.. رصد تاريخي بالأرقام
- حقل أتول في مصر.. حكاية اكتشاف غاز احتياطياته 1.5 تريليون قدم مكعبة
- إنتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا يرتفع خلال مايو 2024.. عكس دول أوروبا (تقرير)
حتى وان حصلت المغرب على الغاز الجزائري عن طريق اسبانيا سيكون اضعاف سعره هذا اكيد واسبانيا تسطاد من الماء العكر، الذي هم السبب الحقيقي في زرعه بداية والحاصل لامستفيد من صراع الاخوة الا الاعداء والغبي فقط من الطرفين يظن انه قد نال او فاز على خصمه الذي هو اخوه وماذاك الا ارضاء للاعداء ومزيدا من نفوذهم وسيطرتهم على ثروات شعوبنا الحمق ماله دواء من الطرفين ولااستثني احدا
يقول المثل المغربي ، عندما يقفل باب ، من بعد يفتح الله ابواب، و المثل الثاني ، عندما يدفعك البخيل عند الكريم تقضي ليلتك
هل تقصد الجزائر طابورستان اظن انكم طمستم وصرتم لا ترون من الدلة التي لديها طوابير على كل شيء الرد علا @
محمد
بعد 31 شهرًا من وقف إمدادات الجزائر للغاز نحو المغرب الجار المسلم الذي تربطه حدود مشتركة معها بل ووصل الأمر بالجزائر إلى حد تهديد إسبانيا بوقف الغاز عنها إن هي قامت بتزويد السوق المغربي بجزء من تلك الصادرات.
ولكن السؤال الذي يجب طرحه ونحن تناقش هذا الموضوع.. ماذا حدث بعد هذه 31 شهرا؟.
الإجابة ببساطة: المغرب أمن احتياجاته من السوق العالمية بل ويتجه في المستقبل القريب باذن الله تعالى نحو التصدير بعد الاكتشافات الأخيرة.. أما الجزائر للأسف الشديد فأصبحت تتسول أسواقا جديدة على غرار سلوفينيا لتسويق غازها وهي في سباق مع الزمن لتجفيف منابع هذه المادة الحيوية حتى لا تترك العصابة الحاكمة شيئا للأجيال القادمة.
لكل مغربي معلق وماذا عن زيادات في سعر البوطة ورفع المغرب الدعم عن الغاز. يبدو أن انقطاع الغاز الجزائرى عواقبه بدأت تظهر
الحمد لله الذي جعل الطاقة في كل مكان مجرد ازمة بين جارين ستنتهي
الجزائر عفوا طابورستان كلما أرادت ان تجعل المغرب في أزمة الا وغرقت هي في الازمات ولله الحمد ... من تكون طابورستان آكلة لحم الحمير حتى يعتمد عليها المغرب....
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مـــــــلك *** مـــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجـــــر فيها ماشيا *** مبغــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي *** من حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدب لي
أقول في مطلعــــــها *** صوت صفير البلبلي
الحمد لله فالأسواق العالمية حبلى بموارد الطاقة.. وما الجزائر إلا نقطة في بحر إذا ما قارناها بروسيا وقطر و أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.