غازأخبار الغازرئيسية

أول محطة غاز مسال برية في العالم تدخل حيز التشغيل بحلول 2027

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تعوّل ألمانيا على أول محطة غاز مسال برية في العالم في تسريع جهود الحياد الكربوني
  • من المتوقع أن يصعد الطلب على الغاز الطبيعي المسال عالميًا خلال العقود المقبلة
  • تتطلع البلدان الأوروبية إلى إنشاء مراكز للغاز ومحطات للغاز الطبيعي المسال
  • ستدير أول محطة غاز مسال برية في العالم مصادر الطاقة منخفضة الكربون
  • تستعمل ألمانيا وحدات إعادة التغويز والتخزين العائمة (FSRUs) للمساعدة في استبدال إمدادات الغاز الروسية المنقولة عبر الأنابيب

تعدّ أول محطة غاز مسال برية في العالم فرس رهان تعوّل عليه ألمانيا في تسريع وتيرة الجهود المبذولة بشأن التحول الأخضر وتعزيز أمن الطاقة.

ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن السعة الإجمالية السنوية للمحطة ستبلغ نحو 13.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي،

وتكثّف حكومة البلد الواقع وسط أوروبا وارداتها من الغاز الطبيعي المسال في إطار مساعيها لتأمين احتياجاتها من تلك السلعة الإستراتيجية، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 22 فبراير/شباط (2022)، وما نتج عنها من قطع موسكو إمدادات الغاز عن أوروبا.

وتسعى برلين، منذ ذلك الحين، إلى تحقيق استقلاليتها في قطاع الطاقة تجنبًا لأيّ صدمات خارجية محتملة، وتستعمل ألمانيا وحدات إعادة التغويز والتخزين العائمة (FSRUs) للمساعدة في استبدال إمدادات الغاز الروسية المنقولة عبر الأنابيب.

موعد الافتتاح

انطلقت الأعمال في ميناء ستيد (Stade) الألماني تمهيدًا لافتتاح أول محطة غاز مسال برية في العالم، والمقرر في عام 2027، وفق ما أوردته شركة جي إيه سي (GAC) الألمانية الرائدة في مجال الشحن والخدمات اللوجستية والتي تَمُدّ المحطة بتلك الخدمات.

وما إن تدخل حيز التشغيل ستكون محطة هانزياتيك إنرجي كلب (Hanseatic Energy Hub)، المعروفة اختصارًا بـ إتش إي إتش (HEH)، البالغة كلفتها الرأسمالية الإجمالية 1.6 مليار يورو (1.7 مليار دولار أميركي)، بمثابة محطة لاستيراد الغاز المسال، وستلبي ما يزيد على 15% من الطلب الحالي على الغاز الطبيعي المسال في ألمانيا.

كما ستدير أول محطة غاز مسال برية في العالم مصادر الطاقة منخفضة الكربون في ظل تحوّل البلد الواقع وسط أوروبا إلى الطاقة الخضراء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وحجزت 3 شركات طاقة أوروبية كبرى -إن بي دبليو (EnBW) الألمانية و سي إي إف إي (SEFE) و سي إي زاد (ČEZ) التشيكية- 90% من تلك السعة على المدى الطويل، بينما وُفِّرَت السعة المتبقية للعمليات قصيرة الأجل.

ويعني الموقع الإستراتيجي الفريد، الذي تتمتع به أول محطة غاز مسال برية في العالم، أنها ستؤدي دورًا حيويًا في تأمين إمدادات ألمانيا من الطاقة، وأنها -على المدى الطويل- ستدعم التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري في ألمانيا، وأوروبا بوجه عام.

محطة غاز مسال في ألمانيا
محطة غاز مسال في ألمانيا -الصورة من en-former

طلب مرتفع

يأتي إطلاق محطة "إتش إي إتش" في الوقت الذي من المتوقع أن يصعد فيه الطلب على الغاز الطبيعي المسال عالميًا خلال العقود المقبلة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفق تقرير "آفاق الغاز المسال 2024" الصادر عن عملاقة الطاقة متعددة الجنسيات شل (Shell)، فإنه من المتوقع أن تصل سعة سوق الغاز المسال إلى 685 مليون طن في نهاية العقد المقبل (2040)، بزيادة من 404 مليون طن في العام الماضي (2023).

لكن نتيجة عدم التكافؤ بين المعروض والطلب المرتفع، تظل أسعار الغاز الطبيعي المسال مرتفعة؛ ما ينتُج عنه زيادة التدافع للحصول على الوقود منخفض الكربون الذي يُعوّل عليه في جهود إزالة الانبعاثات.

ولتعزيز أمن الطاقة وتسريع تحقيق أهداف إزالة الكربون، تتطلع البلدان الأوروبية إلى إنشاء مراكز للغاز ومحطات للغاز الطبيعي المسال.

وفي يناير/كانون الثاني (2024) توقع تقرير آفاق الطاقة (Energy Outlook) الصادر عن شركة إندبندنت كوموديتي انتيليجنت سيرفيسيز (Independent Commodity Intelligence Services)، مزود معلومات سوق البتروكيماويات، أن تشهد أوروبا زيادة سنوية نسبتها 8% في الطلب على الغاز و 2.9% في الطلب على الكهرباء خلال العام الحالي (2024) وحده.

وبرغم أن هذا يظل أقل من مستويات عام 2022، من المتوقع أن تصل واردات الغاز المسال في بلدان غرب أوروبا إلى 1.743 تيراواط/ساعة خلال عام 2024، صعودًا بأكثر من 15% من العام السابق (2023).

كما تشهد ألمانيا عملية زيادة إعادة التغويز (تحويل الغاز الطبيعي المسال مجددًا إلى حالته الأصلية "الغاز الطبيعي").

وفي إطار تلك الجهود المدعومة من الحكومة الفيدرالية أصبح ميناء ستيد يمثّل موقعًا لواحدة من 4 وحدات تخزين وإعادة تغويز عائمة؛ ما يسلّط الضوء على إستراتيجية متعددة الجوانب لتخفيف الضغوط الواقعة على مشكلات توافر الغاز المسال في أوروبا، التي يشهدها الميناء.

الغاز المسال في أوروبا

دعم المحطة

لطالما فطنت شركة "جي إيه سي" الرائدة في مجال الشحن والخدمات اللوجستية إلى أهمية ميناء ستيد بوصفه موقعًا متميزًا لنشاط قطاع الطاقة في أوروبا.

وفي ظل وصوله المباشر إلى بحر المباشر، يبرز ميناء ستيد ثالث أكبر ميناء في مدينة نيدرساشسن من حيث حجم مناولة البضائع، ويقع على نهر إلبي بين هامبرغ وكوكسهافن.

وستيد -في الغالب- هو الميناء المفضّل لسفن البضائع السائبة "غير المعبّأة" الجافة والبضائع العامة، إذ يتعامل مع و5.6 مليون طن من البضائع في عام 2022.

وفي شهر يناير/كانون الثاني (2024)، افتُتِح أحدث مكتب لشركة "جي إيه سي" في الميناء، في إطار الاستجابة المباشرة للطلب المتزايد على الغاز الطبيعي المسال.

ومع هذا الطلب المتنامي، ستأتي زيادة الطلب على خدمات الشحن والخدمات البحرية التي تقدّمها الشركة.

وقال العضو المنتدب في شركة "جي أيه سي" ثيس لينارت هولم، إن إضافة مكتب لها في ميناء ستيد يضع الشركة في موقع رئيس لتقديم الدعم المباشر إلى أول محطة غاز مسال برية في العالم، وتلبية الاحتياجات المستقبلية لعملاء ناقلات الغاز.

وأضاف هولم: " تأتي أعمال الغاز الطبيعي المسال على رأس جدول أعمالنا"، موضحًا: "يسلّط هذا الضوء على أهمية أن نكون نشطين في المواقع التي يذهب إليها عملاؤنا، وأن نلتزم أقصى درجات الشفافية معهم، كما هو الحال في ميناء ستيد".
.
وتابع: "نحن مستعدون لدعم مشروع أول محطة غاز مسال برية في العالم، بالاعتماد على تجربة شركة (جي إيه سي) وخبرتها في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا"، بتصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأتمّ العضو المنتدب في شركة "جي أيه سي" ثيس لينارت هولم تصريحاته بقوله: "لدينا تاريخ من الدعم، وسنستمر في تلبية المتطلبات الخاصة للسوق الألمانية، لدعم احتياجاتها من الطاقة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق