الحياد الكربوني في أستراليا الغربية.. تقرير يكشف شرط تحقيقه بموعده
أسماء السعداوي
حذّر تقرير من فشل مستهدفات تحقيق الحياد الكربوني في أستراليا الغربية؛ نتيجة لانبعاثات غازات الدفيئة التي ستبلغ مستوى قياسي خلال العام الجاري (2024).
صدر التقرير بتكليف من حكومة الولاية في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وهو تلخيص لتحليل أجرته مؤسسة كلايمت ووركس (Climateworks Centre) بدعم من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO).
ووفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستطلق الولاية المشهورة بصناعة الغاز المسال 91.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون خلال العام الجاري، ما يزيد بنسبة 20% عن مستويات عام 2005.
وبناءً على السياسات الحالية وخطط الصناعة، لن يتحقق هدف الحياد الكربوني في أستراليا الغربية، المحدد له عام 2050 في موعده، إلّا إذا انخفض مستوى الانبعاثات حاليًا بنسبة 11% دون مستوى عام 2005 في 2030، و42% في 2035.
وإذا لم يتغير المسار الحالي كثيف الانبعاثات، حذّر العلماء من عواقب مناخية خطيرة للغاية.
انبعاثات ولاية أستراليا الغربية
يقول عالم المناخ بيل هير، إن انبعاثات غازات الدفيئة المتوقعة خلال هذا العام في أستراليا الغربية ستكون الأعلى على الإطلاق، لافتًا إلى ارتفاع درجات الحرارة؛ إذ بلغت في مدينة برث (عاصمة الولاية) خلال شهر مايو/أيار الجاري حدّها الأقصى.
وتعتزم حكومة أستراليا الغربية إصدار تشريع قريبًا بشأن الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ووفق بيانات التقرير الذي كُشف عنه النقاب حديثًا، لن يتحقق هدف الحياد الكربوني في أستراليا الغربية بناءً على السياسات القائمة والخطط الصناعية، على الرغم من إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم وإصلاحات آلية الحماية الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون.
وبناءً على المسار الحالي، ستنخفض الانبعاثات 2% فقط بحلول 2030 دون مستوى 2005، و20% في 2035، بحسب ما جاء في تقرير نشرته شبكة "إيه بي سي" المحلية (abc).
ومن أجل بلوغ الأهداف المناخية داخل الولاية وعلى مستوى الدولة تحقيقًا لأهداف اتفاق باريس للمناخ، توصّل الخبراء إلى ضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 11% دون مستويات 2005 في 2030، وبنسبة 42% في عام 2035.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم المعلومات عن اتفاق باريس للمناخ:
لن يكون سهلًا!
يقول التقرير، إن وضع مستهدفات أعلى لخفض الانبعاثات مقارنة بالالتزامات السياسة الحالية سيضع أستراليا الغربية على طريق تقليص انبعاثات بأقلّ تكلفة على المدى الطويل.
ويرتفع إجمالي الانبعاثات في ولاية أستراليا الغربية والإقليم الشمالي منذ عام 2005، والسبيل الوحيد لمعالجة الأمر -بحسب خبير المناخ الدكتور بيل هير- هو خفض انبعاثات غازات الدفيئة؛ لأن العالم "في فزع" بشأن تقاعس الحكومة عن التحرك.
وأكد أن أستراليا الغربية ستكون في طليعة المعرّضين لآثار مناخية خطيرة للغاية "إذا لم نسلك طريقًا للحدّ من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية".
بدوره، يؤكد وزير العمل المناخي ريس ويتبي أن الولاية ستتمكن من تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، لكن الطريق لن يكون سهلًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: "لدينا التزام حقيقي بتحقيق الحياد الكربوني في أستراليا الغربية، من خلال خفض الانبعاثات العالمية، وهذا يعني توصيل الغاز إلى الأسواق وتعدين المعادن الحيوية وخام الحديد، وكلها أمور ضرورية لإقامة البنية الأساسية للطاقة المتجددة".
انبعاثات الكهرباء والنقل
تشير بيانات إستراتيجية خفض انبعاثات القطاعات الصادرة عن حكومة ولاية أستراليا الغربية، إلى أن قطاع النقل يشكّل ما يصل إلى 18% من النسبة الإجمالية للانبعاثات.
ويتوقع تقرير مؤسسة "كلايمت ووركس" أن تظل تلك الانبعاثات، والخاصة بقطاع الزراعة، ثابتة بين العام الجاري و2035.
وعلى الناحية المقابلة، يُتوقع أن تكون الانخفاضات الأكبر للانبعاثات في قطاع توليد الكهرباء؛ إذ ستتراجع بنسبة 55% في 2035 مقارنة بمستويات عام 2024، بفضل خروج محطات الفحم وآلية الحماية التي تُلزم الشركات الكبرى بخفض انبعاثاتهم.
بدوره، قال الدكتور بيل هير، إن الانخفاض في انبعاثات الكهرباء بنسبة 55% كان بطيئًا للغاية، ومصدر إحراج كبيرًا؛ إذ يجب تحقيق الحياد الكربوني لقطاع الكهرباء بحلول 2035.
وأضاف: "يصل استهلاك الطاقة المتجددة في أستراليا الغربية إلى نحو نصف أستراليا. هذا مخزٍ حقًا، لا أعتقد أن هناك أيّ فرصة للوصول إلى الحياد الكربوني بناءً على ذلك".
وخصصت حكومة أستراليا الغربية أكثر من 5.4 مليار دولار لصالح تحول الطاقة منذ 2017، بما يتضمن مصادر توليد الكهرباء الجديدة وخطوط النقل والتخزين، لكنها هي الولاية الوحيدة التي لم تضع هدف لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.
وثمة مقارنة بين أستراليا الغربية وكوينزلاند، وهما ولايتان تشتهران بأعمال التعدين، لكن الأخيرة بلغت هدف 2030 بالفعل، كما تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 75% بحلول 2035.
وعن ذلك يقول وزير العمل المناخي: "أعتقد أن لدينا عبئًا أثقل.. لدينا صناعة ضخمة لخام الحديد وصناعة ضخمة لاستخراج الغاز، لن أجادل، لكن هناك تحدٍّ كبير أمام أستراليا الغربية".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في أستراليا تحتاج إلى دعم المجتمعات المحلية لتحقيق التحول (تقرير)
- المعادن الأرضية النادرة في أستراليا.. موارد ضخمة تؤمّن إمدادات الطاقة النظيفة (تقرير)
- أسعار الكهرباء في أستراليا تحت رحمة محطات الفحم
اقرأ أيضًا..
- المغرب يطور أقدم مزرعة رياح في أفريقيا.. فيديو لأول مرة من ارتفاع 900 متر
- أكبر 10 دول منتجة للكوبالت في العالم.. دولتان أفريقيتان وجزيرة نائية بالقائمة
- توقعات أسواق النفط في 2024.. وحقيقة الطلب الهندي ودور أرامكو في الصين (تقرير)
- علاقات الطاقة بين روسيا والصين.. شراكة إستراتيجية تتجاوز العقوبات الغربية (مقال)