التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

قطاع الهيدروجين الأخضر في أميركا وأوروبا يواجه تعقيدات.. عكس الصين

نوار صبح

تمثّل التشريعات المتعددة وإجراءات الترخيص البطيئة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عائقًا أمام تقدُّم قطاع الهيدروجين الأخضر، ويضاف إلى ذلك تقلّبات السوق وتفاوت الطلب على الوقود.

تجدر الإشارة إلى سبب مهم آخر يتمثل في منافسة شركات تصنيع محللات الهيدروجين الصينية التي تسعى إلى الهيمنة على السوق، من خلال اتّباع نهج مغاير لنظيراتها الغربية وطرح منتجاتها بأسعار منخفضة نسبيًا.

وذكر تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن تكلفة تصنيع وتركيب المحللات الكهربائية المهمة في قطاع الهيدروجين الأخضر للإنتاج، في 3 من أكبر الأسواق في العالم: الصين، والولايات المتحدة وأوروبا، ازدادت بأكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح التقرير أن العقبة الرئيسة التي يواجهها أحد أهم العناصر في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهو تصنيع المحللات الكهربائية، تتمثل في التضخم، الذي تسبَّب في ارتفاع تكاليف المواد (مثل المياه والكهرباء) والمحطات والعمالة في الولايات المتحدة وأوروبا.

خسارة ميزة الريادة أمام المنافسين الصينيين

قد توشك شركات تصنيع المحللات الكهربائية الغربية على تكرار أخطاء صناعاتها الشمسية المحلية، ما يؤدي إلى خسارة ميزة الريادة المبكرة أمام المنافسين الصينيين، حسبما نقله موقع هيدروجين إنسايت hydrogeninsight عن منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.

وأثار نائب الرئيس المدير العام للمحللات الكهربائية في وحدة إزالة الكربون أكسيليرا التابعة لشركة كومينز الأميركية، أندرياس ليبرت، هذه المخاوف في قمة الهيدروجين العالمية 2024، في مدينة روتردام الهولندية.

وحذّر ليبرت من أن القوانين المتعددة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تكبح قطاع الهيدروجين الأخضر، ما يمنح الصين الهيمنة في زيادة الإنتاج وخفض التكاليف.

محطة تحليل كهربائي في بلدة كونكورد بولاية ماساتشوستس الأميركية
محطة تحليل كهربائي في بلدة كونكورد بولاية ماساتشوستس الأميركية - الصورة من بلومبرغ

وأكد أن قرارات الاستثمار النهائية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتأخر بسبب اللوائح التنظيمية المعقّدة، حسبما نشره موقع غرين هيدروجين نيوز (Green Hydrogen News) المتخصص في تغطية تطورات قطاع الهيدروجين الأخضر.

وهذا يبدد مليارات الدولارات من الإعانات المخصصة لدعم التصنيع المحلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

واستشهد بقانون خفض التضخم والائتمان الضريبي لإنتاج الهيدروجين أمثلةً على التدابير حسنة النية، ولكنها مقيدة إلى حدّ بعيد.

وقال ليبرت، إن هذه اللوائح التنظيمية تمنع قطاع الهيدروجين الأخضر من التوسع بسرعة كافية للتنافس مع الشركات المصنّعة الصينية.

دعم الصين قطاع الهيدروجين الأخضر

يتناقض نهج الصين تجاه قطاع الهيدروجين الأخضر وسوقه المتنامية بشدة مع نهج الدول الغربية، ويستفيد المنتجون الصينيون من عدد أقل من القيود التنظيمية، ما يسمح لهم بتوسيع نطاق إنتاجهم بسرعة أكبر.

ويتيح هذا النطاق دورة من التعلم ودراسة السوق، ما يمكّن صانعي المحلل الكهربائي الصينيين من خفض التكاليف بشكل أكثر فعالية.

أحد المحللات الكهربائية في مشروع الهيدروجين الأخضر كوغا في إقليم شينجيانغ بالصين
أحد المحللات الكهربائية في مشروع الهيدروجين الأخضر كوغا في إقليم شينجيانغ بالصين – الصورة من هيروجين إنسايت

وأشار نائب الرئيس المدير العام للمحللات الكهربائية في وحدة إزالة الكربون أكسيليرا التابعة لشركة كومينز الأميركية، أندرياس ليبرت، إلى أن هيمنة الصين في مجال تكنولوجيات الطاقة الشمسية والبطاريات اتّبعت نمطًا مماثلًا، مدفوعًا بالإنتاج على نطاق واسع والتحسينات المستمرة.

وأوضح أن كومينز تكيّفت مع هذه التحديات من خلال العمل في كل من الأسواق الغربية والصينية، حسبما نشره موقع غرين هيدروجين نيوز (Green Hydrogen News)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حوّلت الشركة نصف خطوط إنتاج محركات الديزل بمصنعها الأميركي في ولاية مينيسوتا لإنتاج المحللات الكهربائية.

في الوقت نفسه، تشغّل محطة للتحليل الكهربائي بغشاء تبادل البروتونات بقدرة 500 ميغاواط في قوانغدونغ، الصين، بالشراكة مع سينوبك الصينية.

وتسمح هذه الإستراتيجية المزدوجة لشركة كومينز بالاستفادة من المزايا الكبيرة للسوق الصينية خلال محاولة التعامل مع المشهد التنظيمي في الغرب.

هل يحدث فائض عالمي للمحللات الكهربائية؟

خلال القمة العالمية للهيدروجين، ناقش المشاركون إمكان حدوث فائض عالمي في المعروض من المحللات الكهربائية، حسبما توقعت منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.

وبدا كبير مهندسي التحليل الكهربائي القلوي في الشركة الصينية إنفيجن، كاسبر ثيركيلدسن، غير مهتم، ما يشير إلى أن الكثير من القدرة المتوقعة لم تعمل بكامل طاقتها بعد.

وأشار إلى أن تشييد مباني المحطات سريع نسبيًا، لكن إنشاء خطوط الإنتاج وتحسينها يستغرق وقتًا أطول، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

محللات كهربائية من إنتاج شركة كومينز في محطة للهيدروجين الأخضر بمدينة بيكانكور الكندية
محللات كهربائية من إنتاج شركة كومينز في محطة للهيدروجين الأخضر بمدينة بيكانكور الكندية – الصورة من كومينز

واعترف ثيركيلدسن بوجود مشكلات محتملة في سلسلة التوريد، خصوصًا بالنسبة للمورّدين الفرعيين للمكونات مثل المحفزات والأغشية.

رغم ذلك، قلّل ثيركيلدسن من احتمال حدوث تراجع كبير في تصنيع المحللات الكهربائية، ما يؤدي بدوره إلى أزمة كبيرة في قطاع الهيدروجين الأخضر.

وأضاف نائب الرئيس المدير العام للمحللات الكهربائية في وحدة إزالة الكربون أكسيليرا التابعة لشركة كومينز الأميركية، أندرياس ليبرت، أن مشكلات سلسلة التوريد الخاصة بآلات غشاء تبادل البروتونات يمكن حلّها من خلال تدفّق مستمر للمشروعات في قطاع الهيدروجين الأخضر، التي تصل إلى قرار الاستثمار النهائي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق