فوز ترمب يهدد استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة.. تريليون دولار قد تتبخر (تقرير)
محمد عبد السند
- فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية يقلب الطاولة في قطاع الطاقة
- قد تتباطأ وتيرة استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة
- يسعى ترمب للحصول على دعم شركات النفط والغاز وتأييدها في أميركا
- يحتاج قطاع التقنيات الناشئ الأميركي إلى إعادة تقييم التكاليف
- من غير المرجح أن يلغي ترمب قانون خفض التضخم بالكلية
يُعيد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية رسم خريطة استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة -على ما يبدو- التي قد تفقد مليارات الدولارات جراء سياساته المناهضة للتقنيات المتجددة.
ومن الممكن أن يُغيّر فوز ترمب في ماراثون الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، إلى جانب القضايا العالقة بين أميركا والصين والعجز الحكومي الأميركي، مسار سياسة الطاقة الأميركية ويؤدي إلى إرجاء سيناريو التحول الأخضر في البلاد.
وبينما قد تتباطأ وتيرة استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة، وتحديدًا في التقنيات التي تدعم تحول الطاقة والتقنية منخفضة الكربون، فإن التأثير المعاكس قد يحدث بالنسبة إلى قطاع الوقود الأحفوري الذي قد يشهد توسعًا في الاستثمارات ويدفع الطلب على تلك الصناعة الحساسة بيئيًا إلى ذروته.
ولا يمَلْ ترمب من محاولات كسب التأييد والدعم المالي من عمالقة النفط والغاز في أميركا، نظير منحهم سياسات أكثر ملاءمة في قطاع الطاقة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
فوز ترمب.. ماذا بعد؟
يهدد وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مجددًا بفقدان تريليون دولار من استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة، إلى جانب الدعم المستقبلي لموارد الطاقة منخفضة الكربون، وفق ما حذّر منه تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث السوق وود ماكنزي (Wood Mackenzie).
وتعهّد ترمب، حال فوزه بمقعد الرئاسة في الولايات المتحدة، باستحداث سياسات من شأنها أن تقلل الدعم الممنوح للسيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، مع توجيه الدعم المطلق لإنتاج الوقود الأحفوري.
كما تعهّد ترمب بإصدار مرسوم تنفيذي يعارض تطوير طاقة الرياح البحرية حال وصوله إلى البيت الأبيض.
وسيُسهم التراجع في استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة في إرجاء الجهود التي تبذلها واشنطن، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وفق اتفاقية باريس للمناخ 2015، بحسب وود ماكنزي.
ويشمل إجمالي الاستثمارات الرأسمالية في الولايات المتحدة النفط والغاز، وتوليد الكهرباء، وشبكة الكهرباء والبنية التحتية للسيارات الكهربائية، والهيدروجين، وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وتحتاج استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة إلى 11.8 تريليون دولار على أساس تراكمي خلال المدة من 2023 إلى 2050 لتحقيق الحياد الكربوني، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتقل قيمة الاستثمارات تلك بنسبة 55% في سيناريو تحول الطاقة المؤجل حال فوز دونالد ترمب في الانتخابات المقبلة.
وقال مدير أبحاث تحول الطاقة في وود ماكنزي، ديفيد براون: "هذه الدورة الانتخابية ستؤثر في وتيرة استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة، خلال السنوات الـ5 المقبلة و-كذلك- حتى عام 2050"، في بيان نشره موقع الشركة.
وأوضح براون أن البيئة المالية ربما تفرض تحديات -كذلك- إذ يمكن أن يقتصر إنفاق الحكومة الأميركية على مواجهة أعباء الديون التي من المتوقع أن تلامس نسبتها 109% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، قبل أن تقفز تلك النسبة إلى 155% بحلول 2050، وفق تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس الأميركي.
بايدن وتحول الطاقة
أصدر الرئيس جو بايدن تشريعًا شاملًا -قانون خفض التضخم- يستهدف من خلاله تحول الولايات المتحدة بعيدًا عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري الحساس للبيئة.
ويطرح القانون، الذي مرره الكونغرس في 2022، حوافز لتقنيات الطاقة النظيفة بنحو 1.2 تريليون دولار، وفقًا لتقديرات غولدمان ساكس بدءًا من أبريل/نيسان (2022).
وعلى الأغلب، لا يُتوقّع أن يلغي ترمب قانون خفض التضخم بالكلية، ومن المرجح أن يُصدر أوامر تنفيذية من شأنها أن تغض الطرف عن أهداف بايدن في قطاع الطاقة المتجددة، وتخفيف شروط الانبعاثات، بحسب تقرير وود ماكنزي.
وفي سيناريو خفض الدعم المقدم لاستثمارات الطاقة منخفضة الكربون في الولايات المتحدة، سيرتفع الطلب على الوقود الأحفوري إلى ذروته بعد 10 سنوات على الأقل من التوقعات الحالية، وموعد تحقيق هدف الحياد الكربوني المقرر بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، وفق التقرير.
وفي هذا الصدد قال مدير أبحاث تحول الطاقة في وود ماكنزي، ديفيد براون: "بينما ما تزال ذروة الطلب على الوقود الأحفوري حاضرة في الآفق، فستحتاج الشركات إلى مواصلة تنويع استعمال التقنيات منخفضة الكربون لبناء نموذج أعمال مرن خلال تحول الطاقة".
وأشار إلى أن سيناريو التحول الأبطأ للتقنيات الناشئة لا يعني أن القصة قد وصلت إلى نهايتها، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وواصل: "سيحتاج قطاع التقنيات الناشئ الأميركي إلى إعادة تقييم التكاليف، وأحجام المشروعات، والاعتماد على الدعم، وينبغي التعامل مع هذا بسياسة غير تقليدية".
وتتمتع الولايات المتحدة بسجل حافل من الابتكار، إذ نجح أكبر اقتصاد في العالم في أن يتحول من مستورد صافٍ للغاز الطبيعي المسال إلى أكبر مصدر لهذا الوقود الإستراتيجي في العالم خلال العام الماضي (2023).
بايدن وترمب.. أجندات مختلفة
كشف ترمب، خلال حملته الرئاسية الحالية، نيته إلغاء الدعم المخصص للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري محليًا، إلى جانب إلغاء اللوائح البيئية التي أقرتها إدارة خلفه جو بايدن، ما يؤثر -حتمًا- في استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة.
ووصف ترمب تغير المناخ بأنه "خدعة"، بل سحب بلاده في عام 2017 من اتفاقية باريس للمناخ 2015، التي تلزم الدول قانونيًا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة، قبل أن يلغي بايدن قرار سلفه في عام 2021 بشأن الاتفاقية ذاتها.
وخلال عهده ألغى ترمب، 125 لائحة تنظيمية وسياسة بيئية تستهدف حماية الهواء والماء والأرض والحياة البرية في البلاد، بزعم أن تلك القواعد تضر الشركات.
في المقابل أعاد بايدن العمل بالعديد من تلك اللوائح، بل ومرر 3 قوانين رئيسة تجيز كل منها تقديم عشرات المليارات من الدولارات في صورة إنفاق سنوي لمواجهة تغير المناخ.
موضوعات متعلقة..
- فوز ترمب يهدد رئاسة بيرول لوكالة الطاقة الدولية.. هل يستفيد النفط والغاز؟
- مشروعات الطاقة المتجددة فرس رهان بايدن في الانتخابات الأميركية.. هل تدعمه أمام ترمب؟
اقرأ أيضًا..
- النفط في الكويت يترقب انتعاشة بعد حل البرلمان وإعادة تشكيل الحكومة
- أنس الحجي: أسواق النفط تشهد أزمة بيانات كبيرة بسبب ثورة الصخري
- بناء خطوط أنابيب النفط يشهد طفرة عالمية.. 4 دول عربية بقائمة الكبار