تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

حوادث توربينات الرياح تتزايد.. هل تعرقل مسيرة الصناعة النظيفة؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • حوادث توربينات الرياح تهدد بعرقلة إنتاجية صناعة الرياح العالمية
  • تعمل توربينات الرياح في ظروف قاسية وتتحمل سرعات الرياح القوية
  • تشهد صناعة الرياح العالمية توقفًا في العديد من كبار المطورين
  • لا تنشر صناعة الرياح العالمية معدلات دقيقة عن حالات إخفاق توربيناتها
  • القيود المفروضة على سلاسل الإمدادات تضيف إلى التعطيل الناجم عن حوادث توربينات الرياح

تمثّل حوادث توربينات الرياح عقبة جديدة تُضاف إلى سلسلة التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، والتي أدخلته في نفق مُظلم خلال السنوات القليلة الماضية.

وتتواصل حوادث توربينات طاقة الرياح عالميًا في الوقت الذي تصارع فيه صناعة الرياح العالمية تحديات تتعلق بالجودة، في أعقاب النمو السريع في أعداد مزارع الرياح بدعم من التوجهات المتنامية لخفض استعمال الوقود الأحفوري وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وتعمل توربينات الرياح في ظروف قاسية، وتتحمّل سرعات الرياح القوية، ودرجات الحرارة المتغيرة والرطوبة الشديدة في البحر، ما يؤكد أهمية الجودة العالية والموثوقية لتلك الآلات المعقدة.

وتزيد تلك الحوادث الطين بلة في قطاع الرياح العالمي، الذي شهد تخارج العديد من كبار المطورين من مشروعاتهم المُخططة، لعدم جدواها الاقتصادية في الوقت الراهن -على الأقل- وفق رصد لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

حوادث متزايدة

تتزايد حوادث توربينات الرياح التي تحمل علامات تجارية عالمية، كان آخرها سقوط شفرة توربين رياح تزن 20 طنًا وطول يعادل طول طائرة بوينغ 747، في مزرعة رياح أودال (Odal) شرق النرويج، على منطقة سكنية مجاورة، وفق تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز (Financial Times).

وتسبّب الحادث الذي وقع في أبريل/نيسان (2024) في وقف تشغيل مزرعة الرياح البالغة سعتها 163 ميغاواط والمصنعة توربيناتها بوساطة شركة سيمنس جاميسا (Siemens Gamesa) الألمانية، علمًا بأن هذا هو ثاني عيب تقني تتعرض له المزرعة نفسها خلال 2024.

وبينما يؤثر العديد من المشكلات على آليات العمل الداخلي لتوربينات الرياح، فإن حادث مزرعة أودال ليس فريدًا من نوعه، في ظل الإبلاغ عن خسائر تتعلق بالشفرات هذا العام في مزرعة رياح أخرى في النرويج، ومواقع أخرى في الولايات المتحدة وإسكتلندا.

ولا تنشر صناعة الرياح العالمية معدلات دقيقة عن حالات إخفاق توربينات الرياح، ما يجعل من الصعب التحقق من طبيعة العيوب التي تظهر على تلك الأدوات الرئيسة في الصناعة.

سقوط شفرة من توربين رياح في مزرعة رياح أودال شرق النرويج
سقوط شفرة من توربين في مزرعة رياح أودال شرق النرويج - الصورة من فايننشال تايمز

ومع ذلك فإن الأحكام العالية بشأن المدفوعات المستحقة على الضمانات -التي تمنحها الشركة المصنعة لإصلاح المنتجات المعيبة أو استبدالها- ساعدت في تكبد مصنعي التوربينات خسائر فادحة خلال السنوات الأخيرة.

ومثّلت أحكام الضمانات الممنوحة من قبل مصنعي توربينات الرياح الكبار 5.4% من الإيرادات في العام الماضي (2023)، صعودًا من 2.8% في عام 2018، وإن كان هذا الرقم يمثّل تراجعًا طفيفًا من 5.7% في عام 2022، وفق تحليل أجرته شركة أبحاث السوق وود ماكنزي (Wood Mackenzie)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويغطي هذا الرقم (5.4%) شركتي غولد ويند (Goldwind) ومينغيانغ (Mingyang) ونظيرتيهما الأوروبيتين فيستاس (Vestas) ونوردكس (Nordex).

ولم يشمل الرقم سيمنس جاميسا، التي خصصت شركتها الأم سيمنس إنرجي (Siemens Energy) قرابة ملياري يورو (نحو 2.2 مليار دولار أميركي) في عام 2023، ضمن مدفوعات الضمانات والعقود المرهقة، المرتبطة في معظمها بمشكلات تتعلق بمنصتي توربينات رياح برية تحمل علامة جاميسا.

والعقد المرهق هو مصطلح محاسبي يعني أن عقدًا ما سيكلف الشركة لتنفيذه أكثر مما ستجنيه في المقابل.

ويمثّل هذا الرقم 22% من إجمالي الإيرادات السنوية المتحققة من قبل سيمنس جاميسا، أو ما يعادل نسبته 6.3% من إيرادات سيمنس إنرجي.

لا خيارات

قال خبير سلسلة الإمدادات في وود ماكنزي، إندري ليكو: "لا يوجد خيار هنا، والشركات بحاجة إلى حل تلك المعضلة"، محذرًا من أن أحكام الضمان المذكورة تعرقل تعافي الشركات المصنعة لتوربينات الرياح.

ويحاول بعض مصنّعي توربينات الرياح إبطاء طرح الطُرز الجديدة لمنتجاتها، والتركيز على معايير الجودة.

ومع ذلك يقول خبراء التأمين، إن القيود المفروضة على سلاسل الإمدادات تضيف إلى التعطيل الناجم عن حوادث توربينات الرياح.

وفي الوقت نفسه تهدد المنافسة المتزايدة من قبل المصنّعين الصينيين بمضاعفة الضغوط على مصنعي توربينات طاقة الرياح لطرح طُرز جديدة مرة أخرى.

توربين سقطت إحدى شفراته
توربين سقطت إحدى شفراته - الصورة من windpowermonthly

سعة قياسية

رغم التحديات -ومن بينها حوادث توربينات الرياح- أضافت صناعة الرياح العالمية سعة قياسية جديدة خلال 2023، لامست 116 غيغاواط، ما يرفع السعة العالمية المركبة إلى أكثر من 1 تيراواط، من أقل من 200 غيغاواط في عام 2010، وفق بيانات مجلس طاقة الرياح العالمي جي دبليو إي سي (GWEC).

وتتوافق تلك السعة المتنامية مع الزيادة الحادة في حجم التوربينات التي ارتفع متوسط سعتها من 2.5 ميغاواط إلى 4.8 ميغاواط بالنسبة إلى الطرز البرية، ومن 5 ميغاواط إلى 9.6 ميغاواط على مستوى الطُرز البحرية، وفق أرقام "جي دبليو إي سيي".

وفي 2023 تنامت سوق توربينات الرياح العالمية، إذ أضافت 30 شركة مصنعة لتلك التوربينات سعة مركبة جديدة، قوامها 120.7 غيغاواط رغم التحديات المتعلقة ببيئة الاقتصاد الكلي، إلى جانب القيود المفروضة على سلاسل الإمدادات.

قلق بشأن الموثوقية

كان للنمو في سعة التوربينات تداعيات شديدة -كذلك- تمثّلت في القيود التي فرضها التطوير السريع وسلاسل الإمدادات غير المطورة.

وفي هذا السياق قال رئيس قسم الإستراتيجيات ومعلومات السوق في مجلس طاقة الرياح العالمي فين تشاو: "لا يوجد هناك وقت لتعزيز أداء التوربينات الجديدة، كما أن طرح طُرز أكبر لاقتناص حصة سوقية أكبر قد أثار القلق بشأن الموثوقية".

من جهته قال نائب الرئيس الأول في فيستاس مورتن ديرهولم: "يبدو أن لدينا طريقة غير ناضجة إلى حد ما لطرح مُنتجات جديدة باستمرار في تلك الصناعة".

وتابع ديرهولم: "كان هناك سباق محموم"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتزامن تلك المخاوف مع قلق يساور صناعة الرياح الأوروبية من أن ينجح المصنعون الصينيون في احتكار سوق توربينات الرياح العالمية.

وعلى مدار السنوات الـ4 الأخيرة طرحت قرابة 10 شركات صينية 400 طراز من توربينات الرياح، وفق أرقام وود ماكنزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق